منظور عالمي قصص إنسانية

الأمين العام للأمم المتحدة يدعو إلى إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط

الأمين العام أنطونيو غوتيريش يلقي كلمة أمام المؤتمر المعني بإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط.
UN Photo/Eskinder Debebe
الأمين العام أنطونيو غوتيريش يلقي كلمة أمام المؤتمر المعني بإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط.

الأمين العام للأمم المتحدة يدعو إلى إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط

السلم والأمن

دعا الأمين العام للأمم المتحدة، يوم الاثنين، جميع دول الشرق الأوسط إلى تحويل رؤية منطقة خالية من الأسلحة النووية، أو أسلحة الدمار الشامل الأخرى، إلى واقع عملي.

كان أنطونيو غوتيريش يتحدث في نيويورك في الدورة الثانية الأولى للمؤتمر المعني بإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط، برئاسة الكويت الممثل بشخص الممثل الكويتي الدائم لدى الأمم المتحدة، السيد منصور العتيبي.


وقد أعرب العتيبي في كلمته الافتتاحية، نيابة عن جميع الدول المشاركة، عن خالص الامتنان للأمين العام على قيادته لعقد هذا المؤتمر السنوي. كما أعرب عن عميق تقديرنا لرئيس الجمعية العامة على دعمه الثابت للمؤتمر.


كما أشكر الممثلة السامية لشؤون نزع السلاح، السيدة إيزومي ناكاميتسو ومكتب شؤون نزع السلاح على الدعم والمساعدة المقدمين إليه وإلى الدول المشاركة طوال العملية التحضيرية للمؤتمر. 


عالم أكثر أمنا


وكانت الدورة الأولى لهذا المؤتمر قد عقدت في الفترة من 18 تشرين الثاني/نوفمبر إلى 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2019 في مقر الأمم المتحدة بنيويورك برئاسة السفيرة الأردنية آنذاك سيما بحوث. وقد اعتمد المؤتمر إعلانا سياسيا وتقريرا نهائيا يمكن الاطلاع عليه هنا.


منذ عام 1967، تم إنشاء خمس مناطق من هذا القبيل في جميع أنحاء العالم: أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي وجنوب المحيط الهادئ وجنوب شرق آسيا وأفريقيا وآسيا الوسطى. وهي تشمل 60 في المائة من جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة وتغطي كل نصف الكرة الجنوبي تقريبا.

بالنسبة للأمين العام، فإن توسيع هذه المناطق سيساعد في بناء عالم أكثر أمناً.
وأوضح السيد غوتيريش أن "هذا هو الحال بشكل خاص في الشرق الأوسط، حيث لا تزال المخاوف بشأن البرامج النووية قائمة، وحيث تتسبب الصراعات والحروب الأهلية في ومعاناة وسقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين والمعاناة، وتقويض الاستقرار وتعطيل التنمية الاجتماعية والاقتصادية".


صفقة إيران

 

من الأرشيف: محطة بوشهر للطاقة النووية في إيران.
Photo: IAEA/Paolo Contri
من الأرشيف: محطة بوشهر للطاقة النووية في إيران.

كما أكد الأمين العام على دعوته جميع الأطراف إلى ممارسة ضبط النفس وتجنب التصعيد.
وفي هذا السياق، سلط الضوء على خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)، المعروفة باسم اتفاق إيران النووي، قائلاً إن العودة إلى الحوار "خطوة مهمة".


وقد تم التوقيع على خطة العمل المشتركة الشاملة (JCPOA) من قبل إيران والاتحاد الأوروبي وخمسة أعضاء دائمين في مجلس الأمن: الصين وفرنسا وروسيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة. ومع ذلك، انسحبت واشنطن في أيار/مايو 2018، في ظل الإدارة الأمريكية السابقة. وقد استؤنفت المحادثات حول البرنامج النووي الإيراني وإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة هذا الأسبوع في فيينا.

وقال الأمين العام: "يجب على جميع الأطراف ضمان بقاء هذه الأداة القيمة فعالة".


بالنسبة للسيد غوتيريش، فإن النتائج الإيجابية لشرق أوسط خالٍ من الأسلحة النووية ستمتد إلى ما هو أبعد من السيطرة النووية.
وستقوي الحظر الدولي على الأسلحة الكيماوية والبيولوجية. وقال إنه سيبني الثقة ويحد من التوترات ويمنع النزاعات والمعاناة الإنسانية.
ووفقا له، فإن ذلك سيؤدي أيضا إلى خفض تصعيد سباقات التسلح الإقليمية وتوفير الموارد التي تشتد الحاجة إليها لمواجهة التحديات الرئيسية، بما في ذلك كوفيد-19 وتغير المناخ وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

 

تطرف جديد

 

عبد الله شاهد، رئيس الدورة 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة، يتحدث إلى ممثلي وسائل الإعلام في مقر الأمم المتحدة في نيويورك.
UN Photo/Cia Pak
عبد الله شاهد، رئيس الدورة 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة، يتحدث إلى ممثلي وسائل الإعلام في مقر الأمم المتحدة في نيويورك.

كما ألقى رئيس الجمعية العامة، عبد الله شاهد، كلمة أمام المؤتمر، مشيراً إلى بعض التقدم مثل دخول معاهدة حظر الأسلحة النووية حيز التنفيذ، وتجديد معاهدة ستارت بين الولايات المتحدة وروسيا، والمحادثات الجارية حول خطة العمل الشاملة المشتركة.


ومع ذلك، حذر من أن القدرة التدميرية للدول الأعضاء "وصلت إلى مستويات قصوى جديدة"، مع استمرار العديد من الدول في الاستثمار والابتكار وبناء هذا النوع من الأسلحة.


وقال: "ليس خارج نطاق الاحتمال، في مسارنا الحالي، أن كل نزاع جيوسياسي صغير يمكن أن يؤدي إلى عواقب عالمية كارثية".


الدبلوماسية وحسن النية


في الوقت الحالي، تشير التقديرات إلى وجود حوالي 15000 سلاح نووي في العالم. كلفت الجمعية العامة بإنشاء شرق أوسط خالٍ من الأسلحة النووية، لأول مرة، في عام 1974.
كما قال السيد شاهد، مثل المناطق الأخرى، فإن الجغرافيا السياسية لهذا الجزء من العالم معقدة، وأي تسويات ستتطلب دبلوماسية ومفاوضات سليمة تقوم على حسن النية.


وأوضح أن "إضافة الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل إلى سياسات المنطقة سيعقد عملية صعبة بالفعل، ويقوض الثقة وينذر بعواقب وجودية".


أخيرا، أشار رئيس الجمعية العامة إلى أنه لم يوقع عدد كافٍ من الدول على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية (CTBT) ويصدق عليها، بعد خمسة وعشرين عاما من اعتمادها.
كما أشار إلى المؤتمر الاستعراضي العاشر للأطراف في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، الذي سيعقد في نيويورك في كانون الثاني/يناير، باعتباره فرصة لتجديد الالتزامات.