منظور عالمي قصص إنسانية

الجمعية العامة تؤكد التزامها بمكافحة ظاهرة الاتجار بالبشر

تقوم أم تم الإتجار بابنتها في سن السادسة عشرة بتغطية وجهها لحماية هويتها.
© UNICEF/Jim Holmes
تقوم أم تم الإتجار بابنتها في سن السادسة عشرة بتغطية وجهها لحماية هويتها.

الجمعية العامة تؤكد التزامها بمكافحة ظاهرة الاتجار بالبشر

القانون ومنع الجريمة

قال رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة إن جائحة كوفيد-19 أدت إلى تفاقم العوامل التي تغذي ظاهرة الاتجار بالبشر مثل الفقر والبطالة والعنف القائم على النوع الاجتماعي، وحث البلدان على تعزيز الجهود لمنع هذه "الجريمة النكراء" والتصدي لها.
 

السيد عبد الله شاهد كان يتحدث، اليوم الاثنين، في افتتاح اجتماع رفيع المستوى، يمتد ليومين، يهدف إلى استعراض التقدم المحرز في تنفيذ خطة العمل العالمية للأمم المتحدة لمكافحة الاتجار بالبشر، التي اعتمدتها الجمعية العامة في تموز/يوليو 2010.

التعافي والقدرة على الصمود

قال السيد شاهد إن الجائحة المستمرة أدت إلى معاناة الناجين من الاتجار من قلة الدعم، في حين أضعفت قدرة البلدان على تحديد الجناة ومحاسبتهم.

وقال للدول الأعضاء "من الضروري أن يضاعف المجتمع العالمي جهوده للتعافي بشكل أفضل من الجائحة وبناء مجتمعات قادرة على الصمود".

"ويشمل ذلك الحصول على مزيد من الأبحاث والبيانات والتحليلات حول كيفية تنفيذ هذه الجريمة، وكيف تتطور، ومن المستهدفين ومن المتأثرين بها. وسيتيح لنا ذلك اتخاذ قرارات أفضل بشأن التدابير الوقائية والاستجابات". 

زادت الجائحة من نقاط الضعف 

يمكن أن يقع الأشخاص من جميع الأعمار والخلفيات والجنسيات فريسة للاتجار بالبشر المرتبط بجرائم مثل التدفقات المالية غير المشروعة واستخدام وثائق السفر الاحتيالية والجرائم الإلكترونية.

الفئات المعرضة للوقوع كضحايا هم المهمشون، أو الذين يعيشون في ظروف صعبة، مثل المهاجرين غير المسجلين. أو قد يكونون ممن هم في أمس الحاجة إلى وظيفة أو فرص تعليمية.

وأوضحت غادة والي، المديرة التنفيذية لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة أن خطر التعرض للاتجار قد ازداد خلال وقت الجائحة بسبب الإغلاق واضطرابات في التعلم وفقدان سبل العيش. وأضافت في رسالة مسجلة مسبقا: 

"لقد حرمت أزمة كـوفيد-19 العديد من الضحايا من الوصول إلى الخدمات الأساسية. أدى قضاء المزيد من الوقت على الإنترنت أيضا إلى مزيد من الاستغلال وإساءة استخدام التكنولوجيا". 

النساء والفتيات أكثر عرضة 

نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، أمينة محمد أشارت إلى أن النساء والفتيات مستهدفات بشكل غير متناسب في الاتجار بالبشر. يتم إجبارهن على الزواج، بما في ذلك زواج الأطفال، وكذلك العبودية المنزلية والعمل القسري.

وقالت إن المُتجِرين يستهدفون الأطفال بشكل متزايد. إنهم يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي لتجنيد ضحايا جدد وكذلك الاستفادة من الطلب على الأطفال بغرض استغلالهم جنسيا.

وقالت السيدة محمد إن إنهاء الاتجار بالبشر يتطلب دعم الدول في بناء مؤسسات وأطر قانونية قوية للاستجابة للجريمة. وأضافت: 

"يجب أن يكون الناجون في قلب سياسات منع ومكافحة الاتجار بالبشر، وتقديم الجناة إلى العدالة وتوفير الوصول الفعال إلى سبل الانتصاف، بما في ذلك التعويض".

إعلاء أصوات الناجين

وأشاد السيد شاهد بالناجين المشاركين في الاجتماع، قائلا إن مجرد وجودهم "يعد شهادة على ثبات وشجاعة الروح الإنسانية". وشدد على أهمية الاستماع إليهم.

قرأت ملايكا أورينغو من أوغندا، وهي مؤسسة منظمة تدعى Footprint to Freedom، اقتباسات من الناجين الذين يريدون أن تغذي رواياتهم السياسات والاستجابة الرامية لتفكيك الاتجار بالبشر. وحثت البلدان على الاستفادة من تجربتها. ومضت بالقول:

"لأن الناجين يعرفون عن كثب التكتيكات والاستراتيجيات التي يستخدمها المُتجِرون لإلزام الضحايا بالعبودية، ولهذا السبب أدعوكم جميعا، الدول الأعضاء، للاستفادة من حكمة الناجين والاستثمار في قيادتهم". 

إعادة تأكيد الالتزام 

أوجزت السيدة أورينغو العديد من التوصيات التي قدمها الناجون، بما في ذلك التحول من المشاركة "الرمزية" إلى الشراكة الهادفة، وتحسين طريقة معاملة الضحايا في الإجراءات القانونية.

وعقب حفل الافتتاح، تبنت الدول إعلانا سياسيا يعيد التأكيد على التزاماتها بموجب خطة العمل العالمية للأمم المتحدة.

وأعربت عن تضامنها مع الضحايا والناجين، واعترفوا بدورهم باعتبارهم "عوامل تغيير" في الكفاح العالمي ضد الاتجار بالبشر، مع الاعتراف بالحاجة إلى دمج وجهات نظرهم وخبراتهم في الجهود المبذولة لمنع الجريمة ومكافحتها.
 

Soundcloud