منظور عالمي قصص إنسانية

منظمة الفاو: المزارعون والرعاة الأفغان بحاجة ماسة إلى البذور والطعام والمال لمواجهة الظروف الكارثية والشبيهة بالمجاعة

مزارع أفغاني يقوم بنثر بذور القمح في أرض محروثة في قندهار الأفغانية.
© FAO/Hashim Azizi
مزارع أفغاني يقوم بنثر بذور القمح في أرض محروثة في قندهار الأفغانية.

منظمة الفاو: المزارعون والرعاة الأفغان بحاجة ماسة إلى البذور والطعام والمال لمواجهة الظروف الكارثية والشبيهة بالمجاعة

المساعدات الإنسانية

قال موظفون أمميون في المجال الإنساني، اليوم الجمعة، إن "الظروف الكارثية والشبيهة بالمجاعة" تخيم على المزارعين والرعاة الأفغان، الذين تستمر احتياجاتهم في التدهور مع بداية فصل الشتاء.

وأوضحت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) أنه برغم تحسن وصول المساعدات الإنسانية إلى مستوى أفضل من أي وقت مضى، لكن الأسعار آخذة في الارتفاع وتستمر الاحتياجات في تجاوز الموارد المقدمة.

ووصف ريتشارد ترينشارد، ممثل منظمة الفاو في أفغانستان الوضع بأنه " كارثي": "لقد فقد كل مزارع تحدثنا إليه جميع محاصيله تقريبا هذا العام، واضطر العديد منهم إلى بيع ماشيتهم، وباتوا مثقلين بديون هائلة وليس لديهم أموال".

وأضاف أن المزارعين لا يريدون ترك أراضيهم ولكنهم لا يملكون خيارا آخر، "حيث لا يوجد طعام ولا حبوب من موسم الحصاد السابق، ولا توجد بذور في الحقول ونفقت ماشيتهم".

الملايين يعانون بصورة يومية

وقالت الوكالة الأممية إن 18.8 مليون أفغاني غير قادرين على إطعام أنفسهم، ومن المقرر أن يرتفع هذا العدد إلى ما يقرب من 23 مليون شخص بحلول نهاية العام.

ما بدأ كأزمة جفاف تحول إلى كارثة اقتصادية، حيث من المتوقع أيضا أن تواجه تسعة من كل 10 مراكز حضرية رئيسية صعوبات شديدة، حيث تتراكم الديون وتقل المدخرات.

من المثير للقلق أن الجفاف المنتشر بالفعل يبدو أنه سيتفاقم في أفغانستان، حيث يستعد المزارعون والرعاة لاحتمال الجفاف للسنة الثانية على التوالي في عام 2022، مع توقع أن تجلب ظاهرة النينيا ظروفا أكثر جفافا من المعتاد إلى أفغانستان في الأشهر المقبلة.

حذرت منظمة الفاو من أن هذا الوضع سيخلق مخاطر مجاعة حقيقية للغاية في عام 2022، ما لم يصل دعم فوري واسع النطاق لحماية هؤلاء الأشخاص وسبل عيشهم في وقت قريب جدا.

وأكد السيد ترينشارد: "من الواضح أن المطلوب الآن هو الحصول على البذور والأسمدة والمساعدات الغذائية التي يقدمها برنامج الأغذية العالمي ... ولكن أيضا هناك حاجة نقدية".

بعد زيارة منطقة زينداجان في مقاطعة هرات في أقصى غرب البلاد - وهي واحدة من 25 مقاطعة تضررت من الجفاف - أفاد مسؤول منظمة الفاو بأن العائلات قد استنفدت الجهات والمؤسسات التي يمكنها اقتراض الأموال منها.

وأضاف أن الناس كانوا "يبيعون أي شيء" في سبيل الحصول على المال، مشيرا إلى أن الوضع مريع لأن الزراعة هي العمود الفقري لسبل العيش الأفغانية وحاسمة بالنسبة للاقتصاد الأفغاني.

وفقا لمنظمة الفاو، يعيش حوالي 70 في المائة من الأفغان في المناطق الريفية ويعتمد ما يقدر بنحو 80 في المائة من جميع سبل العيش على الزراعة أو الرعي.

قال السيد ترينشارد إن الجفاف المنتشر لم يترك للعائلات ما يأكلونه خلال موسم العجاف الحالي، بعد أن انخفضت المحاصيل بنسبة 80 إلى 90 في المائة.

ودعا إلى زيادة كبيرة في المساعدات الإنسانية، بعد أن رأى بنفسه حجم المعاناة في شوارع المناطق الريفية.

"الطعام الوحيد الذي لديهم هو الطعام الذي يقدمه لهم الناس أثناء مرورهم. الجو بارد هناك، إنه وضع صعب للغاية وما يخيفني هو أنه إذا انهارت سبل العيش الريفية هذه، فسنشهد نزوحا هائلا".

نياز محمد، أحد المزارعين الأفغان المستفيدين من مساعدات الفاو يوضح كيف أن ثمار الرمان التي حصدها في بستانه لا تنضج.
© FAO/Alessio Romenzi
نياز محمد، أحد المزارعين الأفغان المستفيدين من مساعدات الفاو يوضح كيف أن ثمار الرمان التي حصدها في بستانه لا تنضج.

 

نداء عاجل

تحتاج الفاو بشكل عاجل إلى 115 مليون دولار للوصول إلى خمسة ملايين رجل وامرأة وطفل هذا الشتاء والربيع المقبل. من هذا المبلغ، سيتم تخصيص واحد من كل خمسة دولارات لدعم النساء الأفغانيات بشكل مباشر.

تمكّن حزمة المساعدة في زراعة القمح التي تبلغ تكلفتها 157 دولارا عائلة واحدة من تلبية احتياجاتها من الحبوب لمدة عام، مقارنة بمبلغ 1080 دولارا مطلوبا لتغطية الحد الأدنى من الاحتياجات الغذائية لعائلة متوسطة، وهو أمر لا يستطيع سوى عدد قليل من الأشخاص القيام به في الوقت الحالي.

للمساعدة في ذلك، تقوم الفاو بالفعل بتوزيع حزم زراعة القمح لموسم القمح الشتوي في أفغانستان عبر 31 من أصل 34 مقاطعة. 

وهي تشمل بذور قمح معتمدة عالية الجودة لضمان تحقيق أفضل النتائج الممكنة بالنسبة للمزارعين.

وقال عصمت الله ميرزادا، وهو مزارع من قرية سفر خان، في منطقة زينداجان بمقاطعة هيرات: "إذا لم نحصل على هذه الحزمة من بذور القمح المعتمدة، فلن نتمكن من زراعة القمح هذا العام. إن بذور القمح المحسّنة هذه ستنتج غلة أفضل بكثير".

ترحيل طالبي اللجوء الأفغان 

وعلى صعيد متصل، أعربت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين عن قلقها من قيام السلطات الطاجيكية بترحيل طالبي اللجوء الأفغان هذا الأسبوع.

وقالت إن 11 رجلا وامرأة وطفلا "أُعيدوا قسرا" إلى أفغانستان في 11 تشرين الثاني/نوفمبر، قبل النظر في طلباتهم للحصول على اللجوء والحماية.

وأفادت المفوضية بوجود "عقبات متزايدة" أمام المواطنين الأفغان الذين يسعون إلى الأمان والوصول إلى إجراءات اللجوء في طاجيكستان بشكل عام، مشيرة إلى أن السلطات المحلية أوقفت إصدار تصاريح الإقامة لجميع الأفغان الوافدين حديثا، "على الرغم من أن مثل هذه الوثائق هي شرط مسبق لطلبات اللجوء".