منظور عالمي قصص إنسانية

قمة الأمم المتحدة للشباب تسلط الضوء على ابتكارات ملهمة تسهم في إحداث تغيير إيجابي في المجتمعات والبيئة

في الصورة خمسة من صانعي التغيير الشباب الستة الذين تم تكريمهم في قمة الناشطين الشباب 2021 التي عقدت في جنيف.
Magali Girardin
في الصورة خمسة من صانعي التغيير الشباب الستة الذين تم تكريمهم في قمة الناشطين الشباب 2021 التي عقدت في جنيف.

قمة الأمم المتحدة للشباب تسلط الضوء على ابتكارات ملهمة تسهم في إحداث تغيير إيجابي في المجتمعات والبيئة

المناخ والبيئة

في قمة الشباب التي عقدت بمشاركة الأمم المتحدة، اليوم الخميس، تبادل رواد أعمال شباب قصصا ملهمة حول كيفية إحداثهم للتغيير في مجتمعاتهم والبيئة - وكيف يمكن لكافة الناس فعل الشيء نفسه.

وشملت قائمة المتحدثين في قمة النشطاء الشباب في جنيف، ستة شباب من بينهم تيتوان بيرنيكوت، البالغ من العمر 22 عاما، ويعمل في مجال ترميم الشعاب المرجانية، إضافة إلى جيتانجالي راو، البالغة من العمر 15 عاما، وهي مخترعة تطبيق لمكافحة التنمر الإلكتروني.

الآنسة راو، وهي من الولايات المتحدة، كانت أول طفلة تحصل على لقب "طفل العام" لمجلة تايم الأمريكية العريقة، على غرار "شخصية العام" التي تمحنها المجلة سنويا.

قالت إنها صممت تطبيقها الجديد والذي يسمى Kindly، لحث المتنمرين على إعادة النظر في الرسائل التي يرسلونها عبر الإنترنت، والتي يحتمل أن تكون مؤذية.

التطبيق قيد الاختبار النهائي وقد يكون متاحا في غضون أسابيع.

"التدقيق الإملائي للتنمر"

شرحت راو تطبيقها بالقول: "باستخدام خوارزميات التعلم الآلي، فإن التطبيق يحدد العبارات أو الكلمات التي يمكن اعتبارها تنمرا عندما يرسل شخص ما رسالة نصية أو بريدا إلكترونيا، أو حتى على وسائل التواصل الاجتماعي. يكاد يكون مثل التدقيق الإملائي للتنمر... يمنحك التطبيق الفرصة إذا كنت تريد إرسال الرسالة أم لا. قرأت مقالا يقول إن الأمر يستغرق سبع ثوان فقط للمراهقين لإعادة تقييم ما يرسلونه - وسنمنحهم سبع ثوان من خلال تطبيق كيندلي".

ووصفت جيتانجالي راو الابتكار بأنه "جزء من حياتنا اليومية" مؤكدة على أهمية الإبداع البنّاء لحل العديد من التحديات غير المتوقعة التي تعيق التنمية المستدامة واحترام حقوق الناس ورفاههم، مثل تغير المناخ والمضايقات الرقمية.

"ما آمل في أن أفعله حقا هو جعل الابتكار ضرورة؛ إنه ضرورة ويجب أن ينخرط كل واحد منا (في العمل) ... أعتقد أن الوقت قد حان لإجراء هذا التغيير والتكيف مع التكنولوجيا والتكيف مع البيئة من حولنا، لأنه في نهاية المطاف، هذا ما سيساعد مستقبلنا أكثر."

معجزة الشعاب المرجانية

شرح مرمم الشعاب المرجانية، تيتوان بيرنيكوت، البالغ من العمر 22 عاما، كيف وجد ضالته في سن 16، بعد أن رأى الحياة البحرية تختفي أمام عينيه أثناء السباحة في بولينيزيا الفرنسية.

بعد إقناع والديه بأنه بحاجة لإنقاذ الشعاب المرجانية، توقف الشاب البالغ من العمر 18 عن الذهاب إلى المدرسة وحول غرفة نومه إلى مكتب لإنشاء Coral Gardners ، وهي حركة عالمية معنية بحماية المحيطات.

على الرغم من فقدان بعض التنوع البيولوجي المرجاني بسبب ظاهرة "ابيضاض الشُعب المرجانية، إلا أن الناشط الشاب أكد على أنه من السهل جدا "زراعة" الفروع المرجانية.

وهو يهدف إلى جمع شعاب مرجانية أكثر مقاومة لتغير المناخ. وقد تمت حتى الآن، إعادة زراعة أكثر من 15000 من الشعاب المرجانية في موريا، في بولينيزيا الفرنسية.

تيتوان بيرنيكوت، البالغ من العمر 22 عاما، ويعمل في مجال ترميم الشعاب المرجانية.
Magali Girardin/YAS-21
تيتوان بيرنيكوت، البالغ من العمر 22 عاما، ويعمل في مجال ترميم الشعاب المرجانية.

 

تطبيق يكافح تشويه الأعضاء التناسلية للإناث

شرحت ستايسي دينا أديامبو أوينو، من كينيا، كيف قامت هي وصديقاتها بإنشاء تطبيق لمنع تشويه الأعضاء التناسلية للإناث.

قالت الآنسة أوينو، البالغة من العمر 21 عاما، إن عادة تشويه الأعضاء التناسلية للإناث على الرغم من كونها غير قانونية في كينيا، إلا أنها تستمر باعتبارها طقوس عبور إلى سن الرشد قبل أن تبلغ الفتيات 15 عاما.

وأوضحت أن الأعراف الجنسانية الراسخة والمواقف القائمة على السلطة الأبوية استمرت في تغذية هذه الممارسة، في حين أن الفقر لا يزال عاملا رئيسيا لأن بعض العائلات يخشين من أن عدم الختان يحرم بناتهن من الزواج أو الحصول على المهر.

"أتذكر أنه عندما كنا نفكر في إنشاء التطبيق، جاء رجل إلى مدرستي الثانوية وطلب من مديرنا: "قل لهؤلاء الفتيات أن يتوقفن، فهن لا يفهمن ما الذي يحاولن التدخل فيه".

وأشارت إلى أن حاجة الفتيات الصغيرات إلى الحماية هو ما حفزها وزميلاتها لمواصلة محاربة تشويه الأعضاء التناسلية للإناث والقضاء عليه.

مستقبل الزراعة

ابتكرت لويز مابولو مبادرة زراعية مستدامة في موطنها الفلبين، أطلق عليها مشروع الكاكاو. وعن ذلك تقول:

"لقد كانت قمة النشطاء الشباب داعمة للغاية في تنظيم الاجتماعات الثنائية وورش العمل التي تساعد في تدريبنا على كيفية تطوير مشروعنا بطريقة أكثر جدوى. أعلم أن كل الأشياء التي تعلمتها هنا يمكنني أخذها معي إلى بلدي، بما في ذلك الشبكات والفرص، التي ستفيد مئات المزارعين في مسقط رأسي".

يتضمن المشروع تزويد المزارعين بشتلات نبات الكاكاو وتعليمهم كيفية إنتاج الكاكاو بشكل مستدام. وقد زرعت حتى الآن 85000 شجرة تغطي 85 هكتارا، ودربت أكثر من 200 مزارع.

اللاجئون ليسوا عبئا

لوال ماين، لاجئ من جنوب السودان ابتكر لعبة فيديو تهدف لزيادة الوعي بما يعنيه الفرار من العنف. قال إن القمة سمحت له بزيارة مقر المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

أوضح لوال ماين أن اللاجئين يمكنهم أن يساهموا في الاقتصاد العالمي، داعيا الناس إلى عدم النظر إليهم باعتبارهم عبئا على المجتمع، "يمكننا أن نصبح رواد أعمال، ويمكننا أن نصبح مطورين، ويمكننا أن نجعل العالم مكانا أفضل".

وقد شعر النشطاء بالحماس عندما تلقوا رسالة خاصة من النجمة العالمية أنجلينا جولي والتي قالت:

"هذا هو المكان الذي تكمن فيه قوتكم. ساعدوا بعضكم البعض وتطوروا معا وتمسكوا بما تعرفون أنه حقيقي وصحيح، وكونوا أكثر إصرار على الحلول. أعتقد أن جيلكم قد يكون قادرا حقا على سحب عالمنا من حافة الهاوية ووضعنا على مسار أفضل. نحن نستمع، لذا تحدثوا وبصوت عال".

البيئة هي "أفضل شيء"

الناشط خوسيه كيسوكالا، من بيرو، الذي يبلغ من العمر 16 عاما، قال إن الحديث عن البيئة في القمة كان بمثابة فوز كبير بالنسبة له، بما في ذلك مشروعه Green Bank، الذي يساعد الطلاب على توفير المال وإعادة التدوير.

"أفضل شيء في القمة هو أنها تُظهر أن ما أقوم بفعله مهم، وهذا يعني لي الكثير. وهذا يعني حصول المزيد من الأشخاص في العالم على فرصة للتعرف على عملي".