منظور عالمي قصص إنسانية

عدد ضحايا الألغام الأرضية "مرتفع بشكل استثنائي" وسوريا وأفغانستان الأكثر تضررا

ناجية من لغم أرضي (33 عاما) تجرب طرفا صناعيا جديدا في أحد مراكز التأهيل في تشاد.
ICBL/Gwenn Dubourthoumieu
ناجية من لغم أرضي (33 عاما) تجرب طرفا صناعيا جديدا في أحد مراكز التأهيل في تشاد.

عدد ضحايا الألغام الأرضية "مرتفع بشكل استثنائي" وسوريا وأفغانستان الأكثر تضررا

السلم والأمن

قال تقرير لمبادرة مجتمع مدني توفر البحوث وتدعمها الأمم المتحدة يوم الأربعاء إن الخسائر العالمية من الألغام الأرضية المضادة للأفراد كانت "مرتفعة بشكل استثنائي" العام الماضي، وكان السوريون والأفغان الأكثر تضررا.
 

ووفقا للتقرير الصادر عن "مرصد الألغام الأرضية" 2021، ارتفع عدد الضحايا بنسبة 20 في المائة في عام 2020، مقارنة بالأشهر الـ 12 السابقة، نتيجة "لتزايد النزاع المسلح وتلوث الأرض" بالألغام البدائية.

ضحايا في أكثر من 50 دولة

في المجموع، قُتل أو أصيب بجراح أكثر من 7 آلاف شخص في 54 دولة ومنطقة، فيما كانت ميانمار الدولة الوحيدة التي تم تأكيد استخدام الأسلحة فيها خلال الأشهر 16 الماضية – تماما كما كان الأمر عليه عند بداية إعداد التقارير في عام 1999 – بحسب مرصد الألغام الأرضية.

إزالة الألغام في قرية رمبوسي بالقرب من جبل سنجار في العراق. حوالي 90% من القرية أصبحت خالية من الألغام حتى الآن، والعائلات بدأت بالعودة لإعادة بناء حياتها.
ICBL/Sean Sutton

كما كان هناك استخدام متقطع غير مؤكد للأسلحة في عشرات البلدان الأخرى، بما في ذلك الكاميرون ومصر والنيجر والفلبين وتايلند وتونس وفنزويلا، إلى جانب "المؤشرات القوية" لاستخدام الألغام الأرضية في نزاع ناغورنو كاراباخ في عام 2020 وفي المناطق المحيطة. 

وقال مارك هيزناي، المحرر المشارك في مرصد الألغام الأرضية، الذي سلط الضوء أيضا على مشاكل الوصول إلى المنطقة: "كانت مشكلتنا أننا لم تكن لدينا معلومات عن الألغام الموجودة، ما إذا كانت الألغام مزروعة أثناء الصراع الدائر، أو إذا تم استخدام الألغام بعد فرض السلام ووقف إطلاق النار."

وأضاف يقول: "لم يحضر الطرفان (للتبيّن) فيما يتعلق بالمعلومات المطروحة.. ولكن من الواضح أن هناك بعض المؤشرات القوية للغاية تفيد بأن شخصا ما استخدم ألغاما مضادة للأفراد هناك."
من حزيران/يونيو 2020 إلى تشرين الأول/أكتوبر من هذا العام، تبيّن أيضا أن الجماعات المسلحة غير الحكومية قد استخدمت ألغاما أرضية بدائية في ستة بلدان على الأقل: أفغانستان وكولومبيا والهند وميانمار ونيجيريا وباكستان.

وفي ملاحظة أكثر إيجابية، وافق حوالي 70 من الجماعات المسلحة غير الحكومية على عدم استخدام الألغام الأرضية، كما أشار السيد هيزناي.

غير المقاتلين يدفعون الثمن الأعلى

لا يزال المدنيون هم الضحايا الرئيسيون للأسلحة، حيث يمثلون ثمانية من كل 10 ضحايا، ويشكل الأطفال ما لا يقل عن نصف القتلى أو المشوهين. 
على الرغم من أن الرجال والفتيان يمثلون 85 في المائة من جميع الضحايا، فإن النساء والفتيات المصابات يتأثرن بشكل خاص في وقت لاحق من الحياة، عندما يتعلق الأمر بالحصول على المساعدة للضحايا. 

مرضى خلال جلسات إعادة تأهيل في مركز لإعادة التأهيل في قندهار بأفغانستان، خلال أزمة كوفيد-19.
ICBL/Jaweed Tanveer
مرضى خلال جلسات إعادة تأهيل في مركز لإعادة التأهيل في قندهار بأفغانستان، خلال أزمة كوفيد-19.

تدمير المخزونات

أصر الباحثون على أنه على الرغم من ارتفاع حصيلة الألغام الأرضية، فقد تم إحراز تقدم في تدمير مخزونات الألغام الأرضية. 

وأشاروا إلى حقيقة أنه منذ عام 1999، قامت أكثر من 30 دولة بتطهير جميع المناطق الملغومة على أراضيها، وآخرها شيلي والمملكة المتحدة. 

وأبلغت 94 دولة طرفا حتى الآن عن تدمير أكثر من 55 مليون لغم مضاد للأفراد منذ أن أصبحت معاهدة حظر الألغام قانونا دوليا في 1999، بما في ذلك تدمير أكثر من 106,500 لغم في عام 2020.
بالإضافة إلى ذلك، فإن سري لانكا هي أحدث دولة أكملت تدمير مخزونها في عام 2021. 

أرض ملوثة

مع ذلك، لا تزال هناك تحديات حيث من المعروف أن ما لا يقل عن 60 دولة ومناطق أخرى ملوثة بالألغام المضادة للأفراد، بما في ذلك 33 دولة من الدول الأطراف في المعاهدة البالغ عددها 164 دولة.
وقالت روث بوتوملي، المحررة المساهمة في المنظمة: "العديد من الدول الأطراف لن تحقق الهدف الطموح المتمثل في إزالة الألغام مع حلول نهاية عام 2025."

وأضافت أنه على الرغم من أن القيود المتعلقة بجائحة كـوفيد-19 ساهمت في نوع من "عدم اليقين" بشأن المواعيد النهائية، إلا أن بعض الدول كانت أيضا تحرز "تقدما بطيئا" قبل الجائحة.

وعلى صعيد المجتمع المحلي، من أجل تجاوز الانقطاعات عن رفع مستوى التوعية التي تسببت بها القيود على الحركة بسبب الجائحة، أشار التقرير إلى أن العديد من البلدان قد نفذت بنجاح ووسعت استخدام الأساليب الرقمية والإنترنت لتوفير التوعية بالمخاطر وإنقاذ الأرواح.