منظور عالمي قصص إنسانية

منظمة الصحة العالمية: عدم قدرة البلدان على حماية الصحة من آثار تغير المناخ يضر بالفئات الأكثر حرمانا

طفل ينام بين ذراعي والدته في مركز لصحة الأم والطفل في موريتانيا خلال أسبوع التحصين الأفريقي.
© UNICEF/Raphael Pouget
طفل ينام بين ذراعي والدته في مركز لصحة الأم والطفل في موريتانيا خلال أسبوع التحصين الأفريقي.

منظمة الصحة العالمية: عدم قدرة البلدان على حماية الصحة من آثار تغير المناخ يضر بالفئات الأكثر حرمانا

الصحة

وجد استطلاع أجرته منظمة الصحة العالمية، أن العديد من البلدان بدأت بالفعل بإعطاء الأولوية للصحة في جهودها لحماية الناس من تأثير تغير المناخ، لكن هذه البلدان تواجه عقبات تعرقل التنفيذ الكامل لخططها واستراتيجياتها الوطنية المتعلقة بالصحة وتغير المناخ.

ووجد تقرير المسح العالمي لمنظمة الصحة العالمية لعام 2021 المتعلق بالصحة وتغير المناخ أن أكثر من ثلاثة أرباع البلدان التي شملتها الدراسة طوّرت أو تعمل حاليا على تطوير خطط أو استراتيجيات وطنية للصحة وتغير المناخ.

Tweet URL

وبدأت البلدان بإعطاء الأولوية للصحة في جهودها لحماية الناس من تأثير تغير المناخ، لكن حوالي ربع أولئك فقط ممن شملهم السمح الذي أجرته منظمة الصحة العالمية، كانوا قادرين على التنفيذ الكامل لخططهم أو استراتيجياتهم الوطنية المتعلقة بالصحة وتغير المناخ.

وأفادت البلدان بأن نقص التمويل؛ وتأثير كـوفيد-19؛ وقدرة الموارد البشرية غير الكافية كلها تشكل عوائق رئيسية أمام التقدم.

وقالت د. ماريا نييرا، مديرة البيئة وتغير المناخ والصحة بمنظمة الصحة العالمية: "يسلط المسح الجديد لمنظمة الصحة العالمية الضوء على عدد البلدان التي تُركت بدون دعم وغير مستعدة للتعامل مع الآثار الصحية لتغير المناخ. نحن هنا في مؤتمر الأطراف COP26 لنحث العالم على تقديم دعم أفضل للبلدان المحتاجة، وضمان قيامنا معا بعمل أفضل لحماية الناس من أكبر تهديد لصحة الإنسان نواجهه اليوم."

 يمكن تجنب 80% من الوفيات الناجمة عن تلوث الهواء

بحسب منظمة الصحة العالمية، فإن عدم قدرة البلدان على حماية الصحة من تغير المناخ هو الأكثر ضررا للفئات الأكثر حرمانا، بما في ذلك الأقليات العرقية، والمجتمعات الفقيرة والمهاجرون والنازحون وكبار السن والعديد من النساء والأطفال.

وأضافت د. نييرا تقول: "المبررات الصحية لزيادة العمل المناخي لا لبس فيها. على سبيل المثال، يمكن تجنب ما يقرب من 80 في المائة من الوفيات الناجمة عن تلوث الهواء إذا تم تخفيض مستويات تلوث الهواء الحالية وفق إرشادات جودة الهواء لمنظمة الصحة العالمية."

يُذكر أن التقرير الأول في هذه السلسلة صدر في عام 2019. ويقدم هذا التقرير الثاني لمحة قيّمة للتقدم العام الذي أحرزته الحكومات في معالجة المخاطر الصحية لتغير المناخ.

وقالت تارا نيفيل، المسؤولة الفنية في إدارة البيئة وتغير المناخ والصحة بمنظمة الصحة العالمية والمعدّة الرئيسية لتقرير المسح: "التحدي الآن هو إزالة العقبات التي تمنع البلدان من وضع اللمسات الأخيرة وتنفيذ التخطيط."

أحد أبرز التهديدات التي تواجه المحيطات هو التلوث الذي يتسبب به البشر.
Ocean Image Bank/Thomas Horig
أحد أبرز التهديدات التي تواجه المحيطات هو التلوث الذي يتسبب به البشر.

أبرز نتائج المسح

وجد مسح منظمة الصحة العالمية أن التمويل غير الكافي لا يزال يمثل العقبة الأولى أمام التنفيذ الكامل للخطط الوطنية للصحة وتغير المناخ، وتم الاستشهاد بذلك بـ 70 في المائة من البلدان (وهو ارتفاع من 56 في المائة في عام 2019).

وتعتبر قيود الموارد البشرية ثاني أكبر عائق، كما أن حوالي ثلث البلدان حددت الافتقار إلى التعاون بين القطاعات كعائق رئيسي.

وأفادت نصف الدول تقريبا بأن حالة الطوارئ الناجمة عن فيروس كوفيد-19 أدت إلى إبطاء التقدم في معالجة تغير المناخ عن طريق تحويل العاملين والموارد الصحية. ولا تزال الجائحة تهدد قدرات السلطات الصحية الوطنية على التخطيط والاستعداد للضغوط والصدمات الصحية المتعلقة بالمناخ.

ويشير التقرير أيضا إلى فرصة ضائعة محتملة لتحديد وتحسين الفوائد الصحية لجهود التكيف والتخفيف في القطاعات الأخرى والتي كان من الممكن أن تساهم في التعافي النظيف والصحي من كوفيد-19: المحددات الهيكلية والاجتماعية للصحة - مثل التعليم والمساواة والنوع الاجتماعي والتخطيط الحضري والإسكان والطاقة وأنظمة النقل – كانت ممثلة في أقل من نصف الآليات القائمة متعددة القطاعات.

وأجرى – أو لا يزال يجري حاليا - نحو ثلثي البلدان التي شملها الاستطلاع تقييما لتغير المناخ والضعف الصحي والتكيف، فيما تقوم جميع البلدان (94 في المائة تقريبا) بتضمين الاعتبارات الصحية في مساهماتها المحددة وطنيا في اتـفاق باريس.