منظور عالمي قصص إنسانية

مدير منظمة الفاو يدعو إلى التحرك الآن للقضاء على عمالة الأطفال بحلول عام 2025

يساعد الأطفال المزارعون بالعمل في تسوية الحقول-- مقاطعة بلخ بأفغانستان.
World Bank/Ghullam Abbas Farzami
يساعد الأطفال المزارعون بالعمل في تسوية الحقول-- مقاطعة بلخ بأفغانستان.

مدير منظمة الفاو يدعو إلى التحرك الآن للقضاء على عمالة الأطفال بحلول عام 2025

حقوق الإنسان

قال مدير منظمة الفاو، تشو دونيو إن العمل الفعال والقيادة القوية ضروريان لإنهاء عمالة الأطفال بحلول عام 2025. وكان مدير الفاو من بين عدد من مدراء وكالات أممية تحدثوا في افتتاح منتدى الحلول العالمية بشأن عمالة الأطفال، اليوم الثلاثاء.
 

يهدف الاجتماع الافتراضي، الذي يستمر يومين، إلى تحديد وتوسيع الحلول للقضاء على هذه الممارسة بما يتماشى مع أهـداف التنمية المستدامة.

تأثر ملايين الأطفال

يُجبر حوالي 160 مليون فتى وفتاة في جميع أنحاء العالم- أي واحد من كل 10 تقريبا- على العمل، حيث يعمل الغالبية العظمى منهم، 112 مليونا- أي حوالي 70 في المائة- في إنتاج المحاصيل والثروة الحيوانية والغابات ومصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية.

ولكن مع اقتراب الموعد المحدد للقضاء على هذه الظاهرة بحلول 2025، شدد السيد تشو على أهمية اتخاذ إجراءات فعالة والتمتع بقيادة قوية ومتماسكة من أصحاب المصلحة في مجال الأغذية الزراعية في جميع أنحاء العالم.

وتعد عمالة الأطفال، وفقا للفاو، انتهاكا خطيرا لحقوق الإنسان. فهي تحرم الفتيان والفتيات من طفولتهم وإمكاناتهم وكرامتهم، كما أنها تضر بنموهم البدني والعقلي.

على الرغم من أن جميع الأعمال التي يقوم بها الأطفال تعتبر عمالة أطفال، إلا أن الكثير منها لا يتناسب مع العمر، ولا خيار أمام العديد من الأسر الضعيفة، خاصة في المناطق الريفية، وفقا للوكالة الأممية.

"مسؤولية أخلاقية"

Tweet URL

تشمل العوامل المساهمة في عمالة الأطفال انخفاض دخل الأسرة، قلة بدائل سبل العيش، محدودية الوصول إلى التعليم، عدم كفاية التقنيات الموفرة للعمالة، والمواقف التقليدية المحيطة بمشاركة الأطفال في الزراعة، ويضاف إلى كل هذه العوامل تأثيرات جائحة كـوفيد-19.

وقد تحدث في الفعالية كل من كايلاش ساتيارثي، وهو مصلح اجتماعي هندي وحائز على جائزة نوبل للسلام لعام 2014، إلى جانب مالالا يوسفزاي، عن الآثار المدمرة لعالمة الأطفال.

قال السيد ساتيارثي، الذي قام بحملة ضد عمالة الأطفال في وطنه، "لا شيء يعادل وحشية موت حلم طفل. يجب أن نشعر بالمسؤولية الأخلاقية التي تقع على عاتقنا بشأن تحقيق أحلام هؤلاء الأطفال."

يُعقد منتدى الحلول العالمية في سياق السنة الدولية للقضاء على عمالة الأطفال. ويجمع ممثلين من مختلف القطاعات، بما في ذلك الوزارات الحكومية ومنظمات المزارعين ومجموعات العمال وبنوك التنمية والشركات، بالإضافة إلى الأطفال والمدافعين عن الشباب والأطفال العمال السابقين.

إطالة أمد الفقر

تم تنظيم هذا الحدث عبر منظمة الفاو جنبا إلى جنب مع منظمة العمل الدولية إضافة إلى عدد من الشركاء المعنيين بمسألة عمالة الأطفال.

وشدد غاي رايدر، مدير عام منظمة العمل الدولية، في كلمته أمام المنتدى، على أن عمالة الأطفال لا يجب أن تستمر إلى ما لا نهاية.

"عمالة الأطفال ليست سبيلا للخروج من الفقر، فهي في الواقع تطيل أمد الفقر وتجعل الفقر متوارثا بين الأجيال. علينا مساعدة الناس للخروج من دائرة الفقر المفرغة وهذه ليست مهمة سهلة".

التركيز على الأسر الريفية

حددت هنريتا فور، المديرة التنفيذية لمنظمة اليونيسف، بعض الحلول التي تتضمن توفير دعم الدخل للأسر الضعيفة، وتحسين الرعاية الصحية والتعليم، وتوسيع نطاق الحماية الاجتماعية وحماية الطفل. وأضافت قائلة:

"إذا أردنا إحداث فرق في إنهاء عمالة الأطفال، فهذا هو المكان الذي نحتاج فيه إلى تركيز جهود كبيرة: في المناطق الريفية، مع العائلات، حيث تشكل الزراعة مصدرا مهما لسبل العيش".

كما استمع المشاركون إلى كلمة البابا فرانسيس، التي قرأها سفير الكرسي الرسولي، الأسقف فرناندو تشيكا أريلانو:

"حماية الأطفال تعني اتخاذ تدابير حاسمة لدعم المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة، بحيث لا يضطرون إلى إرسال أطفالهم إلى الحقول من أجل زيادة دخلهم المنخفض للغاية بحيث لا يسمح للأسر الزراعية الضعيفة بالحفاظ على كرامة أسرهم".

تعزز الفاو الجهود المبذولة لزيادة دخل الأسر الريفية حتى تتمكن من إرسال أطفالها إلى المدرسة بدلا من جعلهم يعملون.

على سبيل المثال، تدعم الوكالة حكومات بوركينا فاسو وكمبوديا ولبنان ومالي والنيجر وملاوي وباكستان وأوغندا وتنزانيا، في معالجة عمالة الأطفال كجزء لا يتجزأ من السياسات الزراعية الوطنية.