منظور عالمي قصص إنسانية

الوضع في مدغشقر: برنامج الأغذية العالمي يحذر من تزايد مخاطر المجاعة على الأطفال

سكان المناطق المتأثرة بالجفاف وكوفيد-19، جنوب مدغشقر، يتلقون مساعدات من برنامج الأغذية العالمي
© WFP/Tsiory Andriantsoarana
سكان المناطق المتأثرة بالجفاف وكوفيد-19، جنوب مدغشقر، يتلقون مساعدات من برنامج الأغذية العالمي

الوضع في مدغشقر: برنامج الأغذية العالمي يحذر من تزايد مخاطر المجاعة على الأطفال

المساعدات الإنسانية

مع انطلاق المحادثات بشأن المناخ في غلاسكو، تستعد العائلات في مدغشقر، حيث يتسبب المناخ في ظروف شبيهة بالمجاعة، لعام قاسٍ آخر قادم حيث لا يظهر الجفاف المستمر أي علامات على التراجع، مما يشير إلى تفاقم الجوع.
 

يعاني أكثر من 1.1 مليون شخص من الجوع الشديد، 14 ألف شخص منهم على شفا المجاعة. ومن المقرر أن يزداد الوضع سوءا بحلول نهاية العام، حيث من المتوقع أن يتضاعف عدد الأشخاص الذين يعيشون في ظروف شبيهة بالمجاعة.

وقال مينغيستاب هايلي، المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي في جنوب أفريقيا إن المناخ المتقلب يعني أن العديد من العائلات التي كانت قادرة على العيش على الأرض قبل 15 عاما قد وقعت الآن في جوع شديد.

"إن العائلات تبحث عن قوت يومها من أجل البقاء ويعيش الكثير منها فقط على المساعدة الغذائية التي تتلقاها. التقيت مؤخرا بأم أخبرتني أنها فقدت طفلها البالغ من العمر 8 أشهر بسبب بذور فاكهة الصبار التي تراكمت في معدته."

أسوأ موجة جفاف منذ 40 عاما

وخلال حديثه للصحفيين في جنيف، عبر الفيديو، قال أردوينو مانغوني، نائب المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في مدغشقر: "لقد عملت مع برنامج الأغذية العالمي في العديد من البلدان في هذه القارة، وفي العديد من حالات الطوارئ، بما في ذلك الكونغو الديمقراطية وأفريقيا الوسطى ودارفور، ولكني لم أر أطفالا يمرون بهذا الوضع الذي هم فيه".

وأوضح أن المنطقة تأثرت بأشد موجة جفاف منذ 40 عاما، قائلا "كبار السن الذين نساعدهم في الجنوب يخبروننا باستمرار أن هذه هي أخطر ظاهرة-  كيري كما يسمونها - منذ عام 1981".

وفقا لبرنامج الأغذية العالمي، يُعتقد أن حوالي 500 ألف طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية. ومن المتوقع أن يعاني 110 آلاف منهم من سوء التغذية الحاد من الآن وحتى نيسان/أبريل 2022.

قال السيد مانغوني: "هؤلاء هم الأطفال المعرضون لخطر الموت إذا لم يتم دعمهم". 

تعاني مدغشقر من أسوأ موجة جفاف منذ عقود.
© UNICEF/Lalaina Raoelison
تعاني مدغشقر من أسوأ موجة جفاف منذ عقود.

 

أكل الجراد والأوراق البرية

لقد أدى الجفاف إلى انعدام كامل في مصادر الغذاء، مما تسبب في إصابة العائلات بالجوع بشكل واضح، واللجوء إلى تدابير البقاء على قيد الحياة مثل أكل الجراد والأوراق البرية وأوراق الصبار التي يتم إطعامها عادة للماشية.

يتحمل الأطفال الضعفاء وطأة الأزمة حيث من المتوقع أن يتضاعف سوء التغذية لدى الأطفال دون سن الخامسة أربع مرات، ليتجاوز نصف مليون بحلول نيسان/أبريل 2022.

قالت آنا هورنر، رئيسة قسم التمويل المبتكر المعني بالتغذية في برنامج الأغذية العالمي التي زارت مؤخرا جنوب مدغشقر:

"تضاعف عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الذين يأتون إلى المراكز الصحية في جنوب مدغشقر مقارنة بهذا الوقت من العام الماضي. كثير منهم أضعف من أن يضحكوا أو يبكوا، ناهيك عن اللعب والتعلم. يمكن أن يكون الضرر الجسدي والعقلي للأطفال بسبب سوء التغذية لا رجعة فيه. إنه لأمر مؤلم أن ترى الكثير من العقول والأجساد الشابة تعاني من الجوع وسوء التغذية."

في خضم العقد الأكثر سخونة على الإطلاق، عانت مدغشقر من ارتفاع درجات حرارة بشكل استثنائي، ونقص في هطول الأمطار مصحوب بعواصف رملية غير متوقعة غطت الحقول، وتركت المحاصيل ذابلة وقلت نسبة الحصاد.

Tweet URL

برنامج الأغذية العالمي يوفر الغذاء للآلاف

بحلول نسان/أبريل 2021، كان 70 في المائة من منطقة الجنوب الكبير في مدغشقر في حالة جفاف حيث انخفض إنتاج الغذاء إلى ثلث ما كان يتم إنتاجه خلال السنوات الخمس الأخيرة.

تعني البداية الجافة المتوقعة لموسم الزراعة المقبل أن العائلات لن تكون قادرة على بذر حقولها على الفور وأن وصولها إلى الغذاء والدخل بات على المحك. إضافة إلى الوضع السيئ بالفعل، من المتوقع أن تؤثر الزيادة الأخيرة في أعداد الجراد على ما يقدر بنحو 400 ألف هكتار من الأراضي.

يقوم برنامج الأغذية العالمي بالوصول إلى حوالي 700 ألف شخص شهريا بالأغذية الطارئة المنقذة للحياة بالإضافة إلى منتجات التغذية التكميلية للنساء الحوامل والمرضعات والأطفال. 

لتجاوز الدعم الطارئ، يقوم برنامج الأغذية العالمي مع الحكومة بتنفيذ أنشطة طويلة الأجل لبناء القدرة على الصمود تساعد المجتمعات على التكيف مع المناخ المتغير. وتشمل هذه الأنشطة الوصول إلى المياه، وإعادة التحريج، وتثبيت الكثبان الرملية، والدعم الاقتصادي مثل الوصول إلى خطط التأمين الأصغر في حالة فشل المحاصيل.

في أيلول/سبتمبر، تلقى 3500 مزارع تعويضات قدرها 100 دولار لتعويض الخسائر التي نجمت عن فشل موسم حصاد الذرة. ساعدت التعويضات العائلات على إعالة نفسها على الرغم من ضياع المحصول.

يهدف برنامج الأغذية العالمي إلى توسيع نطاق استجابته في جنوب مدغشقر ويحتاج بشكل عاجل إلى 69 مليون دولار على مدى الأشهر الستة المقبلة. يتزايد قلق البرنامج بشأن الوضع في مدغشقر ويقرع أجراس الإنذار بشأن أزمة الجوع التي يسببها المناخ، وهي واحدة من الأزمات العديدة المحتملة في العالم.