منظور عالمي قصص إنسانية

الأمين العام، متوجها إلى غلاسكو: نموذج التنمية القائم على حرق الكربون عقوبة إعدام لاقتصادات الدول وكوكبنا

نُظمت احتجاجات حول تغير المناخ عبر العالم في عام 2019 تطالب قادة العالم بالتصدي لخطر الاحتباس الحراري.
Unsplash/Mika Baumeister
نُظمت احتجاجات حول تغير المناخ عبر العالم في عام 2019 تطالب قادة العالم بالتصدي لخطر الاحتباس الحراري.

الأمين العام، متوجها إلى غلاسكو: نموذج التنمية القائم على حرق الكربون عقوبة إعدام لاقتصادات الدول وكوكبنا

المناخ والبيئة

قبيل توجهه إلى غلاسكو للمشاركة في مؤتمر الأطراف السادس والعشرين المعني بالمناخ، وجه أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش رسالة إلى كافة البلدان، دعاها فيها إلى إدراك فداحة نموذج التنمية القديم القائم على حرق الكربون، واصفا إياه بـ "عقوبة إعدام لاقتصادات الدول وكوكبنا".

جاء ذلك في تغريدة على حسابه الخاص على تويتر قال فيها إننا "بحاجة إلى إزالة الكربون الآن، عبر كل قطاع في كل بلد."


بينما رحب السيد غوتيريش بإعادة التزام مجموعة العشرين بالحلول العالمية، قال في تغريدة أخرى على تويتر:


"أترك روما وآمالي لم تتحقق - لكنها على الأقل لم تُدفن."


تفاوتات تنموية عميقة ومتنامية 


وكان الأمين العام قد واصل يوم الأحد مشاركته في قمة مجموعة العشرين حيث ألقى كلمة أمام القادة في جلستي عمل.
 وخلال جلسة تغير المناخ والبيئة، أكد الأمين العام للقادة المجتمعين أن لديهم مسؤولية خاصة لإبقاء هدف 1.5 درجة الاحتباس الحراري قابلا للتنفيذ، بالنظر إلى أن الانبعاثات الناتجة عن نشاطات بلادهم مجتمعة تمثل بشكل جماعي 80٪ من الانبعاثات العالمية. 

 

Tweet URL

وقال "يمكن أن يكون اجتماع المناخ القادم في غلاسكو نقطة تحول نحو عالم أكثر أمانا وخضرة لأطفالنا وأحفادنا. لكن العمل مطلوب الآن."


قبل السفر إلى مدينة غلاسكو الأسكتلندية للمشاركة في مؤتمر الأطراف COP26، شارك الأمين العام في جلسة العمل الثانية التي تمحورت حول التنمية المستدامة. 


وأكد في مداخلته أن "التنمية الاقتصادية اليوم تقوم على تفاوتات عميقة ومتنامية، مما جعل مليارات البشر يتخلفون عن الركب." 


وقال إن هذا هو السبب في أن "التنمية الشاملة والمستدامة أمر حيوي للتغلب على حالات الطوارئ الكوكبية للمناخ والتنوع البيولوجي والتلوث وكفالة مجتمعات مستقرة للمستقبل."


أزمة وجودية


وفي الافتتاح الإجرائي لمؤتمر الأطراف في غلاسكو، صارح رئيس الجمعية العامة عبد الله شاهد، المجتمعين بالواقع الذي يعاني منه كوكب الأرض قائلا: 


"نحن نواجه أزمة وجودية. لدينا القدرات والموارد لمعالجة هذه الأزمة، لكننا ببساطة لا نفعل ما يكفي."

ودعا إلى أن نكون صادقين بشأن هذا، مع أنفسنا ومع بعضنا البعض ومع بقية العالم. لقد كان لدينا عقود لنتناقش حول الحقائق حول تغير المناخ، حول قوة مصادر الطاقة المتجددة، حول التفاصيل الدقيقة للرصد أو تقاسم التكاليف. ومع ذلك، ما زلنا نفشل في التصرف بالإيمان والتصميم المطلوبين، بحسب تعبير رئيس الجمعية العامة. 

"قد تكون هذه حقيقة صعبة، لكنها الحقيقة" قال السيد شاهد مشيرا إلى حقيقة أخرى ألا وهي: "نحن قادرون تماما على تغيير هذا الوضع، إذا اخترنا ذلك."


أربع رسائل من أعضاء الجمعية العامة


وكان رئيس الجمعية العامة قد عقد مؤخرا مناقشة رفيعة المستوى تمحورت حول سد الفجوات المالية والتقنية التي من شأنها الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، يوم الثلاثاء الماضي.


وفي كلمته بالجلسة الافتتاحية اليوم نقل الرسائل التي حمله إياها أعضاء الجمعية العامة، والتي ركزت على أربع نقاط أساسية:

  • أولا، تعد التقنيات المتجددة الآن من بين أرخص التقنيات على هذا الكوكب وتحظى بدعم عام قوي.

مع الأخبار التي تفيد بأن تمويل المناخ لن يصل إلى الهدف الموعود بـ 100 مليار دولار سنويا حتى عام 2023، دعا السيد شاهد إلى "تسريع جهودنا لضمان وصول جميع البلدان إلى أحدث الابتكارات التكنولوجية".

  • ثانيا، تعهد القطاع الخاص بما يقرب من 100 تريليون دولار لتحقيق أهداف صافية صفرية، لكن من غير الواضح كيف سيتم استخدامها أو تحديد أولوياتها أو قياسها. 

وفي هذا الصدد قال رئيس الجمعية العامة إنه "من الضروري أن تكون مساهماتهم فعالة ومؤثرة قدر الإمكان."

  • ثالثا، يجب أن نحافظ على التركيز على التكيف، خاصة بالنسبة للبلدان المعرضة للخطر. 

ودعا السيد شاهد إلى "ضمان وجود تقسيم متساوٍ بنسبة 50/50 في التمويل بين التكيف والتخفيف."

  • رابعا، الوظائف الخضراء هي المستقبل، وهي واعدة بالازدهار الاقتصادي والاستدامة البيئية.

وقال "نحن مدينون لما يقرب من 1.8 مليار شاب في العالم ليس فقط للانتقال إلى الاقتصادات الزرقاء والخضراء - ولكن أيضا للاستثمار في مهاراتهم والاستفادة من طاقاتهم لجعل هذا الانتقال قابلاً للتطبيق."


التحول ممكن

من الأرشيف: الأمينة التنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، باتريسيا إسبينوزا.
UNFCCC
من الأرشيف: الأمينة التنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، باتريسيا إسبينوزا.

من جهتها، قالت باتريسيا إسبينوزا، الأمينة التنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (UNFCCC)، إن الخسارة المدمرة في الأرواح وسبل العيش هذا العام بسبب الظواهر الجوية الشديدة توضح مدى أهمية عقد مؤتمر الأطراف COP26 على الرغم من آثار الجائحة التي لا تزال محسوسة. وقالت إننا نسير على الطريق المؤدي لزيادة درجة الحرارة العالمية بمقدار 2.7 درجة مئوية، بينما يجب أن نتجه نحو هدف 1.5 درجة مئوية. 


"من الواضح أننا في حالة طوارئ مناخية. من الواضح أننا بحاجة إلى معالجته. من الواضح أننا بحاجة إلى دعم الفئات الأكثر ضعفا للتعامل معها. ولتحقيق ذلك بنجاح، فإن المزيد من الطموح أمر بالغ الأهمية الآن".

في حديثها خلال مؤتمر صحفي بغلاسكو، قالت السيدة إسبينوزا: "نحن نعلم أن هذا التحول يمكن أن يحدث. هناك أدوات، هناك معدات، هناك حلول. إنها مسألة وقت".

-لمتابعة فعاليات مؤتمر الأطراف السادس والعشرين:

*بالإمكان الدخول على صفحتنا الخاصة المتعلقة بالمؤتمر.  

*أو على موقع أخبار الأمم المتحدة على يوتيوب.

*أو متابعة الفعاليات على حساب أخبار الأمم المتحدة على توتير.