منظور عالمي قصص إنسانية

نجابة، قصة امرأة مستفيدة من خدمات الصحة الإنجابية التي تقدمها الأمم المتحدة للأمهات الأفغانيات

(من الأرشيف) قابلة في دار صحة العائلة في دايكوندي، أفغانستان. يوفر المرفق الرعاية الصحية للأطفال.
© UNFPA Afghanistan
(من الأرشيف) قابلة في دار صحة العائلة في دايكوندي، أفغانستان. يوفر المرفق الرعاية الصحية للأطفال.

نجابة، قصة امرأة مستفيدة من خدمات الصحة الإنجابية التي تقدمها الأمم المتحدة للأمهات الأفغانيات

المرأة

أثرت الاضطرابات التي نجمت عن استيلاء طالبان على السلطة في أفغانستان، بشكل خطير، على تقديم خدمات الصحة الإنجابية، بما في ذلك الولادة الآمنة.
 

وقد عاشت نجابة، 36 عاما، هذه التجربة شخصيا، حيث رأت بنفسها كيف اصطدمت مخاطر الحمل بانعدام الأمن المتزايد، وفقا لصندوق الأمم المتحدة للسكان، الوكالة الأممية المعنية بالصحة الإنجابية وصحة الأم، التي تواصل تقديم الخدمات المنقذة للحياة في أفغانستان.

قبل مواعيد الولادة في 17 آب/أغسطس، زارت نجابة، وهي أم لأربعة أطفال من قرية زارادناي، مستشفى المنطقة، للتحقق من تقدم حملها.

أظهرت الموجات فوق الصوتية أن الجنين كان في وضع عرضي، مما يعني أنه كان مستلقيا أفقيا بدلا من أن يكون رأسه لأسفل، وهو من المضاعفات الخطيرة.

مخاوف بشأن إجراء عملية قيصرية

أخبرها الطبيب بأنها بحاجة إلى عملية قيصرية، لكن نجابة كانت تخشى العملية. غادرت المستشفى لتفكر أكثر في هذا الأمر. وعن ذلك تقول لصندوق الأمم المتحدة للسكان:

"عندما خرجت من المستشفى، قررت أن أقوم بالولادة في المنزل بدعم من والدتي".
لكن في الأيام التالية، تسبب انعدام الأمن المتزايد في إغلاق العديد من المرافق الصحية - بما في ذلك مستشفى المنطقة.

أدركت نجابة أنه إذا ثبت أن الولادة معقدة، فلن تتمكن من طلب المساعدة الطارئة.

بحث يائس عن الرعاية

اتصلت بأمها وهي في حالة يائسة. بدورها، اتصلت والدتها بالعديد من النساء المسنات في مجتمعهن طالبة المشورة. 

أخيرا، تقول نجابة، "اتصل بي أحد أقربائي وأخبرني عن عيادة صغيرة".

لقد كانت عيادة عائلية مدعومة من صندوق الأمم المتحدة للسكان، توجد بها قابلة مجتمعية تقدم الخدمات للنساء الحوامل.

(من الأرشيف) قابلة في دار صحة العائلة في دايكوندي، أفغانستان. يوفر المرفق الرعاية الصحية للأمهات والأطفال.
© UNFPA Afghanistan
(من الأرشيف) قابلة في دار صحة العائلة في دايكوندي، أفغانستان. يوفر المرفق الرعاية الصحية للأمهات والأطفال.

 

عملية الولادة

بعد فترة وجيزة، بدأت نجابة تعاني من مخاض الولادة. هرعت مع والدتها وزوجها إلى العيادة العائلية، حيث سألتها القابلة عن سجلها الطبي وقامت بإجراء فحص جسدي لها واستمعت إلى مخاوفها.

عندما أعربت نجابة عن قلقها بشأن الولادة، أراحتها القابلة وطمأنتها بأنها ستحاول إجراء العملية دون أي إجراء جراحي. بعد أربع ساعات، أنجبت نجابة طفلا سليما، بشكل طبيعي.

تمكنت القابلة الماهرة من تجنب الولادة القيصرية، وكانت نجابة والطفل في صحة جيدة بما يكفي للخروج من المستشفى بعد فترة وجيزة.

إبقاء الأبواب مفتوحة

شعرت نجابة بالارتياح لاستقبال طفلها الخامس بأمان، وشعرت عائلتها بسعادة غامرة. عادت نجابة إلى القابلة لتتلقى رعاية ما بعد الولادة والخدمات المعنية بالأطفال حديثي الولادة.

تقول هي وعائلتها إنهم يخططون للتوصية بزيارة دار صحة الأسرة لجميع النساء الحوامل اللواتي قد يلتقين بهن في المستقبل.

يقدم دار صحة الأسرة، الواقع في منطقة شهرستان في مقاطعة دايكوندي الشرقية، خدمات الصحة الإنجابية المنقذة للحياة بالنسبة لصحة الأم والأطفال.

يعد هذا المرفق الأسري واحدا من بين 172 دارا لتوفير الرعاية في القرى النائية حيث لا يحصل الناس على الخدمات الصحية إلا بشكل ضئيل.

وبدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان والمجتمعات المحلية، تمكنت هذه المرافق من مواصلة العمل، أو إعادة فتحها بعد إغلاق قصير، حتى في ظل الوضع الأمني الحالي.

وتشمل الخدمات التي تقدمها هذه المرافق رعاية ما قبل الولادة، والولادة الآمنة، والرعاية السابقة للولادة، وتنظيم الأسرة، وخدمات التغذية، والإدارة المتكاملة لخدمات أمراض الطفولة بالنسبة للأطفال دون سن الخامسة.