منظور عالمي قصص إنسانية

كوفيد-19: عدد اللقاحات المقدمة للفرد في الدول الغنية أعلى بـ 15 مرة من تلك التي تلقتها الدول الأفريقية 

موقع متنقل لإجراء اختبارات كوفيد-19 في نيجيريا.
WHO
موقع متنقل لإجراء اختبارات كوفيد-19 في نيجيريا.

كوفيد-19: عدد اللقاحات المقدمة للفرد في الدول الغنية أعلى بـ 15 مرة من تلك التي تلقتها الدول الأفريقية 

الصحة

دعا سفراء لمنظمة اليونيسف أفريقيا دول مجموعة العشرين إلى التبرع باللقاحات لمرفق كوفاكس قبل نهاية العام، قبيل اجتماعها في روما. وقد أشار تحليل جديد إلى أن الدول الغنية تلقت جرعات من اللقاح المضاد لكوفيد-19 للفرد الواحد أكثر بمقدار 15 مرة عن الفرد في بلدان أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
 

ويكشف التحليل، الذي أجرته شركة التحليلات العلمية Airfinity عن شدة عدم المساواة في توزيع اللقاحات وتحصين الأفراد بين البلدان مرتفعة الدخل والبلدان منخفضة الدخل، لا سيّما في أفريقيا. 

انعدام العدالة في التوزيع

ووجد التحليل أن دول مجموعة العشرين تلقت جرعات لقاح ضد كـوفيد-19 تزيد بمقدار 15 مرة عن البلدان الواقعة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف، هنرييتا فور، إن عدم المساواة في اللقاحات لا يعيق أفقر البلدان فحسب – بل إنه يعيق العالم أجمع. وأضافت تقول: "فيما يجتمع القادة لتحليل أولويات المرحلة المقبلة من استجابة كوفيد-19، من المهم أن يتذكروا أنه في سباق لقاح كوفيد، إما أن نفوز معا أو نخسر معا."

ووجد التحليل أيضا أن اللقاحات التي تُقدّم للفرد في دول مجموعة العشرين أعلى بمقدار 15 مرة من الجرعات المقدمة للفرد في البلدان منخفضة الدخل، وأعلى بثلاث مرات من الجرعات المقدمة للفرد في جميع البلدان الأخرى مجتمعة.

وتعهدت الدول الثرية التي لديها إمدادات أكثر من حاجتها إلى التبرع بهذه الجرعات إلى البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل عبر مرفق كوفاكس للتوزيع العادل للقاحات، لكن هذه الجرعات التي تم التعهد بها تتحرك ببطء شديد. ومن بين 1.3 مليار جرعة إضافية تعهدت البلدان بالتبرع بها، تم تقديم 194 مليون جرعة فقط لكوفاكس.

تطعيم عدد قليل جدا من السكان

تُركت البلدان الأفريقية على وجه الخصوص إلى حد كبير دون الحصول على لقاحات كوفيد-19. وتلقى أقل من 5 في المائة من السكان الأفارقة جرعات كاملة من التطعيم، مما يجعل العديد من البلدان عرضة لتفشي المرض أكثر. 

وبينما يستعد القادة للاجتماع لقمة مجموعة العشرين في روما في نهاية هذا الأسبوع، اتحد 48 من سفراء ومؤيدي اليونيسف من جميع أنحاء القارة الأفريقية في رسالة مفتوحة، وطالبوا القادة بالوفاء بوعودهم وتقديم جرعات عاجلة، وكتبوا لهم "أن الكثير على المحك". 

تظل أفريقيا غير محمية كل يوم، ويتزايد الضغط على النظم الصحية الهشة حيث يمكن أن يكون هناك قابلة واحدة لمئات الأمهات والأطفال

ودعوا القادة إلى التبرع باللقاحات التي تم التعهد بها بحلول كانون الأول/ديسمبر، إلى جانب الموارد اللازمة لتحويل اللقاحات إلى تطعيم.

وورد في الرسالة أن "أفريقيا تظل غير محمية كل يوم، ويتزايد الضغط على النظم الصحية الهشة حيث يمكن أن يكون هناك قابلة واحدة لمئات الأمهات والأطفال. وبما أن الجائحة تسبب ارتفاعا حادا في سوء تغذية الأطفال، يتم تحويل الموارد من الخدمات الصحية المنقذة للحياة وتحصين الأطفال."

وتلوح كارثة في الأفق بالنسبة للأسر الأفريقية الواقعة جنوب الصحراء الكبرى، حيث تعتمد أربع أسر من بين كل خمس أسر على القطاع غير الرسمي للحصول على قوتهم اليومي. ويهدد الفقر عودة الأطفال إلى المدرسة وحمايتهم من العنف وزواج الأطفال.

وقالت هنرييتا فور: "عدد كبير جدا من سكان المجتمعات في القارة الأفريقية يواجه بالفعل أنظمة الرعاية الصحية المجهدة. لا يمكن لهؤلاء دخول عام آخر من هذه الأزمة العالمية في ظل الكثير من الوفيات التي يمكن الوقاية منها والمرض الممتد لفترات طويلة."

إصابة العديد من العاملين الصحيين بالمرض

بحسب منظمة الصحة العالمية، تشير التقديرات إلى وفاة ما بين 80,000 إلى 180,000 من العاملين الصحيين عالميا بسبب كوفيد-19 بين كانون الثاني/يناير 2020 وأيار/مايو 2021. وتم تطعيم أقل من 1 من بين 19 من العاملين الصحيين في أفريقيا بشكل كامل، وأصيب أكثر من 128,000 منهم بالفيروس. 

ووجدت الوكالة أيضا أنه تم اكتشاف إصابة واحدة فقط من بين كل سبع إصابات بكوفيد-19 في أفريقيا، بسبب محدودية الاختبارات، مما يعني أن الرقم الحقيقي من المحتمل أن يكون أعلى من ذلك بكثير.
وشددت فور على أن إنقاذ الأرواح في أفريقيا يبدأ بإنقاذ حياة المنقذين.