منظور عالمي قصص إنسانية

تقرير أممي يحذر: وعود صافي الانبعاثات الصفرية "الغامضة" لا تكفي فيما يتواصل الاحترار العالمي

فتيات يقفن خارج مدرستهن التي دمرتها العاصفة على ضفاف بحيرة تنغانيكا في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
© UNICEF/Nicolas Rice-Chudeau
فتيات يقفن خارج مدرستهن التي دمرتها العاصفة على ضفاف بحيرة تنغانيكا في جمهورية الكونغو الديمقراطية.

تقرير أممي يحذر: وعود صافي الانبعاثات الصفرية "الغامضة" لا تكفي فيما يتواصل الاحترار العالمي

المناخ والبيئة

تعد الالتزامات الجديدة والمحدثة التي تم التعهد بها قبل مؤتمر المناخ المحوري COP26 في الأشهر الماضية خطوة إيجابية إلى الأمام، لكن العالم لا يزال يسير نحو ارتفاع خطير في درجة الحرارة العالمية لا يقل عن 2.7 درجة مئوية هذا القرن حتى لو تم الوفاء بتلك الوعود بالكامل، بحسب ما حذر منه تقرير جديد لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة. 

يُظهر تقرير فجوة الانبعاثات الجديد الصادر يوم الثلاثاء أن المساهمات المحددة وطنياً المحدثة - الجهود التي تبذلها كل دولة لتقليل الانبعاثات الوطنية، فضلاً عن الالتزامات الأخرى التي تم التعهد بها لعام 2030 ولكن لم يتم تقديمها رسميا بعد - لن تؤدي إلا إلى خفض إضافي بنسبة 7.5 في المائة في انبعاثات الدفيئة السنوية في عام 2030، مقارنة بالالتزامات السابقة.


"هذا لا يكفي"، وفقا للوكالة الأممية التي أشارت إلى أن العالم يحتاج إلى خفض بنسبة 55 في المائة للحد من زيادة درجة الحرارة العالمية إلى ما دون 1.5 درجة مئوية، وهو الحد الأقصى الذي حدده العلماء باعتباره الأقل خطورة على كوكبنا ومستقبل البشرية.
قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال مؤتمر صحفي عرض فيه التقييم الجديد: "قبل أقل من أسبوع من مؤتمر الأطراف السادس والعشرين بشأن المناخ المعروف بـ COP26 في غلاسكو، ما زلنا على المسار نحو كارثة مناخية".


وحذر من أنه "كما يوضح عنوان تقرير هذا العام: "التدفئة تعمل. وكما تظهر محتويات التقرير - القيادة التي نحتاجها خارج نطاق الخدمة".


على العالم أن يستفيق من غفوته 


ويخلص التقرير إلى أن التعهدات بانبعاثات صفرية صافية، إذا تم تنفيذها بالكامل، يمكن أن تحدث فرقا كبيرا وتخفض الارتفاع المتوقع في درجة الحرارة العالمية إلى 2.2 درجة مئوية، مما يوفر الأمل في أن المزيد من الإجراءات يمكن أن تساعد في تجنب الآثار الأكثر كارثية لتغير المناخ.


ومع ذلك، فإن هذه الوعود حتى الآن "غامضة" وغير متسقة مع معظم الالتزامات الوطنية لعام 2030، كما يحذر برنامج الأمم المتحدة للبيئة.


وقد تعهد ما مجموعه 49 دولة بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي بهدف صافي صفر انبعاثات. يغطي هذا أكثر من نصف انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، وأكثر من نصف الناتج المحلي الإجمالي العالمي وثلث سكان العالم. وهناك أحد عشر هدفاً منصوصاً عليه في القانون، تغطي 12 في المائة من الانبعاثات العالمية.

استخدام الرياح لإنتاج الطاقة له تأثيرات أقل على البيئة من العديد من مصادر الطاقة الأخرى
© Unsplash
استخدام الرياح لإنتاج الطاقة له تأثيرات أقل على البيئة من العديد من مصادر الطاقة الأخرى

غير أن العديد من المساهمات المحددة وطنيا تؤجل العمل إلى ما بعد عام 2030، مما يثير الشكوك حول ما إذا كان يمكن الوفاء بالتعهدات الصفرية، كما يقول التقرير.


علاوة على ذلك، على الرغم من تعهد اثني عشر عضوا من أعضاء مجموعة العشرين بهدف صافي صفر انبعاثات، لا يزال الغموض يحيط بوسائل بلوغ هذا الهدف، كما يقول التقرير.


"على العالم أن يتنبه إلى الخطر الوشيك الذي نواجهه كنوع (بشري). الدول بحاجة إلى وضع سياسات للوفاء بالتزاماتها الجديدة والبدء في تنفيذها في غضون أشهر"، كما حذرت إنغر أندرسن، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، في مقدمة التقرير.
"إنها بحاجة إلى جعل تعهداتها بصفر انبعاثات أكثر واقعية، وكفالة إدراج هذه الالتزامات في المساهمات المحددة وطنيا، واتخاذ الإجراءات اللازمة"، بحسب أندرسن التي أضافت أن "الدول تحتاج بعد ذلك إلى وضع سياسات لدعم هذا الطموح المتزايد، ومرة أخرى، البدء في تنفيذها بشكل عاجل."


الوقت يمضي!

التقرير واضح: للحصول على فرصة لبلوغ هدف 1.5 درجة مئوية، يحتاج العالم إلى خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري إلى النصف تقريبا في السنوات الثماني المقبلة. وهذا يعني إزالة 28 غيغا طن إضافية من مكافئ ثاني أكسيد الكربون من الانبعاثات السنوية، علاوة على ما تم التعهد به في المساهمات المحددة وطنيا المحدثة والتزامات 2030 الأخرى.


وفقا للوكالة الأممية المعنية بالبيئة، عادت انبعاثات ما بعد الجائحة، بعد انخفاضها في البداية، إلى الارتفاع مرة أخرى وهي الآن ترفع تركيزات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، أعلى من أي وقت خلال مليوني سنة منصرمة.


وشدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على أن "فجوة الانبعاثات هي نتيجة فجوة في القيادة، لكن لا يزال بإمكان القادة جعل ذلك نقطة تحول نحو مستقبل أكثر خضرة بدلاً من نقطة تحول نحو كارثة مناخية. يجب أن ينتهي عصر أنصاف الحلول والوعود الجوفاء".