منظور عالمي قصص إنسانية

مع تصاعد القتال في اليمن، مسؤولان أمميان يبلغان مجلس الأمن بأن التسوية السياسية هي مفتاح الحل 

مجلس الأمن يجتمع حول اليمن ، 14 أكتوبر 2021.
UN Photo/Manuel Elias
مجلس الأمن يجتمع حول اليمن ، 14 أكتوبر 2021.

مع تصاعد القتال في اليمن، مسؤولان أمميان يبلغان مجلس الأمن بأن التسوية السياسية هي مفتاح الحل 

السلم والأمن

خلال شهر أيلول/سبتمبر، قُتل وأصيب 235 مدنيا في اليمن، أي بمعدل ثمانية أشخاص يوميا – وهو ثاني أعلى رقم في عامين. وقد استمع مجلس الأمن يوم الخميس إلى تداعيات الحرب "القاتمة" على المدنيين والحاجة الملحة لتسوية سياسية شاملة من أجل إنهاء الصراع.

وفي إحاطة أمام مجلس الأمن حول الوضع في اليمن صباح الخميس بتوقيت نيويورك، شدد المبعوث الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، ورامش راجاسنغهام، نائب منسق الإغاثة في حالات الطوارئ، على أن حل الصراع ينبغي أن يكون عبر تسوية سياسية تفاوضية شاملة، مع ضرورة التزام أطراف النزاع بالتقيّد بالقانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية.

مقتل ما معدله ثمانية أشخاص يوميا

وفي إحاطته الافتراضية، قال السيد راجاسنغهام، إنه على مدار الأسابيع القليلة الماضية، كثّفت قوات الحوثي من "هجماتها الوحشية" في مأرب وفي المناطق المجاورة من محافظة شبوة. وقال إن شهر أيلول/سبتمبر شهد مقتل وإصابة 235 مدنيا – أي ما معدله ثمانية أشخاص يوميا.

Tweet URL

وأضاف أنه في الشهر الماضي وحده، نزح حوالي 10 آلاف شخص في مأرب – وهو أعلى رقم حتى الآن هذا العام. وقال: "اليمن يحتاج إلى حل سياسي لإنهاء الحرب. سيكون وقف إطلاق نار في عموم البلاد بدون شروط مسبقة بداية ممتازة."

وأوضح أن القتال والقصف والضربات الجوية كل ذلك تواصل في صعدة وحجة والحديدة وفي حوالي 50 من الخطوط الأمامية.

السلام الدائم يتطلب التعددية

وفي إحاطته الافتراضية، قال السيد هانس غروندبرغ، الذي أجرى محادثات مع أطياف من اليمنيين خلال الأسابيع الماضية: "خلال محادثاتي، شدد اليمنيون، بلا استثناء، على ضرورة إنهاء الحرب. كما سلطوا الضوء على الضرورة الملحة لمعالجة الشواغل الاقتصادية والإنسانية، بما في ذلك استقرار الاقتصاد، وتحسين تقديم الخدمات الأساسية، وتسهيل حرية التنقل داخل البلاد وخارجها. كما أقر اليمنيون من جميع وجهات النظر بأن بلادهم لا يمكن أن تحكمها بشكل فعال مجموعة واحدة بمفردها وأن السلام الدائم يتطلب التعددية."

وأشار إلى وجود خلافات بين اليمنيين الذين انخرط معهم في المحادثات، لكنه قال: "إن فجوة الثقة بين الأطراف المتحاربة واسعة ومتنامية. التقيت بالحكومة اليمنية في الرياض وعدن، ومع أنصار الله في مسقط. تظل مسألة تسلسل الخطوات المؤقتة المحتملة مصدر قلق يلقي بظلاله على الحاجة إلى البدء في مناقشة معايير التسوية السياسية الشاملة للصراع." 

وتابع يقول لمجلس الأمن: "رأيي الذي شاركته معهم هو أنه بينما ينبغي إحراز تقدم مؤقت في الأمور الإنسانية والاقتصادية العاجلة، لا يمكن تحقيق حل دائم إلا من خلال تسوية سياسية تفاوضية شاملة."

كما أشار إلى ضرورة عدم وجود شروط مسبقة لهذه المحادثات السياسية العاجلة. ولا ينبغي استخدام التدابير الإنسانية كوسيلة ضغط سياسية. "الحوار والتسوية هما السبيل المستدام الوحيد للمضي قدما."

الأمين العام يتابع الأوضاع في العبدية عن كثب

أشار المبعوث الخاص إلى أن مأرب ومحيطها، بما في ذلك شبوة والبيضاء، لا تزال بؤرة حرب. ويزداد الوضع سوءا بالنسبة للمدنيين كل يوم، حيث يضطر الآلاف إلى الفرار بحثا عن الأمان في الأسابيع الأخيرة. 

وشدد على الأهمية القصوى لتخفيف الأثر الفوري للنزاع على المدنيين. وقال: "يجب دفع الرواتب، وفتح الطرق في تعز ومأرب وغيرهما من المناطق. ويجب إنهاء القيود المفروضة على استيراد الوقود والبضائع عبر ميناء الحديدة. ويجب أن يكون الوقود متاحا للاستخدام المدني دون قيود. وثمة حاجة لفتح مطار صنعاء أمام حركة المدنيين." 

وفيما يتعلق بحصار مديرية العبدية جنوبي مأرب، والمستمر منذ حوالي شهر، قال هانس غروندبرغ: "كما ذُكر مرارا في هذا المجلس، يجب أن يتوقف التصعيد العسكري لأنصار الله في مأرب ومحيطها. يتابع الأمين العام بنفسه التطورات في العبدية عن كثب. ونكرر دعوتنا إلى جميع الأطراف لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن وفي الوقت المناسب وبشكل مستمر إلى المناطق المتضررة."

وأكد أن استمرار القتال يزيد من احتمالية إصابة المدنيين وموتهم من جرّاء النيران والصواريخ والغارات الجوية غير المباشرة، داعيا الجميع إلى خفض التصعيد.

مخاوف من خفض العمليات الإنسانية

تستمر الاحتياجات الإنسانية في الازدياد في اليمن، البلد الذي يمزقه الصراع.
© WFP/Mohamemd Nasher
تستمر الاحتياجات الإنسانية في الازدياد في اليمن، البلد الذي يمزقه الصراع.

بدوره، قال رامش راجاسنغهام إن الملايين من اليمنيين يتطلعون إلى المنظمات الإنسانية للمساعدة، لكنّه حذر من أن أعمال الإغاثة على وشك أن تزداد صعوبة، على الأغلب بسبب نفاد المال. 

وأشار إلى أن المنظمات الإنسانية تساعد حوالي 13 مليون شخص في البلاد، -أي زيادة بثلاثة ملايين شخص عمّا كان عليه الوضع قبل عدة أشهر. وأضاف يقول: "تقييمنا هو أن هذا الارتفاع أدى إلى تراجع كبير في الخطر المباشر المتمثل في حدوث مجاعة على نطاق واسع. هذا نجاح كبير لنتيجة مباشرة لتدفق المزيد من أموال المانحين خلال الأشهر القليلة الماضية."

لكنه حذر أيضا من نقص التمويل الذي يمنح المنظمات الإنسانية الاستمرار بالعمل على النطاق المطلوب، وقال: "في الأسابيع والأشهر المقبلة، يمكن لما يصل إلى أربعة ملايين شخص أن يشهدوا نقصا في المساعدات الغذائية، ومع حلول نهاية العام، قد يرتفع هذا العدد إلى خمسة ملايين شخص."

وقال إن برامج المياه والصرف الصحي والنظافة لم تتلق سوى 12 في المائة من التمويل الذي تحتاجه هذا العام. وبرامج الصحة حصلت على 15 في المائة فقط من التمويل المطلوب.

اليمن يحمّل الحوثيين المسؤولية

وفي إحاطته أمام مجلس الأمن، أعرب عبد الله السعدي، مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة، عن أمله في أن تسفر جهود السيد غورندبرغ في التوصل إلى سلام عادل ومستدام يقوم على مرجعيات الحل السياسي المتمثلة في المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

وقال إن الحكومة عبّرت طوال الفترة الماضية عن تعاطيها الإيجابي مع كل الجهود وقدمت الكثير من التنازلات، وأضاف يقول: "إلا أن الميليشيات الحوثية رفضت كل المبادرات وكل المقترحات الهادفة لإنهاء هذه الحرب، ولم تقابل تعاون الحكومة وانفتاحها سوى بمواصلة حربها العبثية وإطلاق صواريخها البالستية."

وأكد في ختام كلمته على استعداد الحكومة اليمنية للمشاركة في أي جهد من شأنه تجنيب اليمن ودول المنطقة الخطر الذي تشكله الناقلة صافر، محذرا "من الوقوع في فخ الحوثيين من خلال اقتراح حلول جديدة" ودعا لممارسة الضغط على "جماعة الحوثي لوقف ما وصفه بالمماطلة والسماح بوصول فريق الأمم المتحدة الفني إلى الناقلة دون تأخير".