منظور عالمي قصص إنسانية

حوار مع مبعوث الأمم المتحدة المعني بالسلامة على الطرق: هل يمكننا جعل وسائل النقل آمنة ومستدامة؟

امرأة تعبر طريق مزدحم في البرازيل.
PAHO
امرأة تعبر طريق مزدحم في البرازيل.

حوار مع مبعوث الأمم المتحدة المعني بالسلامة على الطرق: هل يمكننا جعل وسائل النقل آمنة ومستدامة؟

المناخ والبيئة

أعلنت العديد من الدول المتقدمة عن خطط لضمان وقف استخدام السيارات التي تعمل بالوقود الأحفوري، خلال العقود القادمة، لكن السيد جان تودت، مبعوث الأمم المتحدة الخاص المعني بالسلامة على الطرق، يؤكد على ضرورة إعطاء الأولوية لمعالجة المخاوف الأكثر إلحاحا في البلدان النامية، مثل الوصول إلى وسائل النقل العام وتقليل الحوادث المميتة.

على الرغم من أنه كان معروفا باسم "Mr. Speed"، خلال مسيرته المهنية كسائق مساعد ناجح للغاية في سباق السيارات، خلال فترة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، إلا أن السيد جان تودت حول تركيزه إلى الحد من عدد الوفيات السنوية الضخمة الناجمة عن حوادث الطرق، بصفته مبعوثا خاصا للأمين العام للأمم المتحدة للسلامة على الطريق.

عند الحديث عن خطط التحول إلى السيارات الكهربائية، فليس هناك أفضل من السيد تودت ليحدثنا عن ذلك. بصفته رئيسا للاتحاد الدولي للسيارات- وهي الهيئة الإدارية المعني برياضة السيارات- كان له دور أساسي في إنشاء Formula E، وهي بطولة سباق مخصصة بالكامل للسيارات الكهربائية.

وعلى الرغم من كونه مناصرا قويا للسيارات الكهربائية، إلا أن السيد تودت كثيرا ما يدافع عن العالم النامي، حيث يكون أي نوع من السيارات، سواء كانت تعمل بالكهرباء أو بالوقود الأحفوري، بعيدا عن متناول العديد من المواطنين، وحيث تحدث الغالبية العظمى من حوادث الطرق المميتة.

تحدثت أخبار الأمم المتحدة إلى السيد تودت، قبيل مؤتمر الأمم المتحدة العالمي الثاني المعني بالنقل المستدام، المنعقد في بيجين، في الفترة من 14 إلى 16 تشرين الأول/أكتوبر الجاري.

وسيكون المبعوث الأممي للسلامة على الطرق أحد المتحدثين في المؤتمر، الذي سيركز على سبل الحد من الآثار البيئية والاجتماعية والصحية السلبية للنقل، وتحسين الوصول إلى عملية تنقل آمنة وموثوقة، خاصة بالنسبة للفئات الضعيفة.

من المتوقع أن يتضاعف الطلب على وسائل النقل ثلاث مرات في غضون 35 عاما قادمة: هل مستقبل النقل المستدام ممكن حقا؟

عندما يتعلق الأمر بالنقل، هناك تناقض حقيقي بين العالم المتقدم والعالم النامي. إنه لأمر رائع أن تسمع عن التكنولوجيا الجديدة مثل السيارات الكهربائية أو السيارات ذاتية القيادة، لكن الكثيرين في العالم النامي لا يملكون حتى إمكانية الوصول إلى وسائل النقل العام.

تتمثل إحدى غايات الهدف 11 من أهـداف التنمية المستدامة في تزويد جميع المواطنين بإمكانية الوصول إلى أنظمة النقل العام بحلول عام 2030، ونحن متأخرون كثيرا عن هذا الهدف.

إذا نظرنا إلى مسألة السلامة على الطرق، فإن حوادث الطرق تتسبب في وفاة 1.3 مليون شخص سنويا، 92 في المائة منهم في العالم النامي.

إذاً كيف يمكن معالجة ذلك، وكيف يمكننا خلق مستقبل نقل أكثر أمانا واستدامة؟ أود القول إن هذا الأمر يشكل مصدر قلق بالنسبة للجميع، ويتعين معالجته من قبل الحكومات.

الحكومات بحاجة إلى جعل وسائل النقل أولوية. أنا فرنسي وفي عام 1973، قُتل حوالي 18 ألف شخص على الطرق في فرنسا. اليوم، مع وجود ثلاثة أضعاف عدد المركبات، مات 3 آلاف شخص. 

عندما يتعلق الأمر بالطرقات أحس أن العالم النامي متأخر بنصف قرن عن العالم المتقدم.

إذا انتقلت البلدان الأكثر ثراء إلى استخدام السيارات الكهربائية، فهل هناك خطر من أن تغمر البلدان النامية بالسيارات التي تعمل بالوقود؟ ماذا يعني ذلك بالنسبة للسلامة على الطرق وتغير المناخ؟

يجب أن نعمل مع الحكومات وصانعي السيارات وشركات الدراجات النارية للتأكد من أن هذه البلدان لديها إمكانية الوصول إلى المركبات ذات الحد الأدنى من المعايير.

ونعرف كيفية القيام بذلك: فهو يشمل التعليم، وإنفاذ القانون، والبنية التحتية الجيدة، وتوفير الرعاية الجيدة عقب حوادث المرور.

فيما يتعلق بتغير المناخ، فإن "الوقود الأخضر" سيغير قواعد اللعبة. لا يتعين علينا الانتظار حتى يتم تقديم السيارات الكهربائية في جميع أنحاء الكوكب، يمكننا بسرعة كبيرة الحصول على الوقود الأخضر، وهذا أمر ملح.

لقد ذكرت هدف الأمم المتحدة المتمثل في إتاحة وسائل النقل العام للجميع بحلول عام 2030. كيف يمكننا تحقيق ذلك؟

إنه ليس سؤالا سهلا. كان هذا هدفا مهما، لكن السؤال هو كيف نحقق ذلك، ومن الصعب رؤية خارطة طريق واضحة لتحقيق ذلك. لكن المهم هو معالجة الوضع، ومن الضروري أن نتحلى بالطموح اللازم لتحقيق ذلك.

نحتاج أيضا إلى مراقبة التغير الذي يطرأ على هذه الأهداف، ولهذا السبب أنا حريص جدا على رؤية ما سيحدث في مؤتمر الأمم المتحدة للنقل المستدام في الصين.