منظور عالمي قصص إنسانية

غوتيريش يدعو إلى التضامن لمساعدة البلدان النامية التي لا تزال تتكبد أكبر الخسائر جراء الكوارث

الأمين العام أنطونيو غوتيريش يعاين الدمار في بربودا الناجم عن إعصارين من الفئة 5 اجتاحا منطقة البحر الكاريبي في سبتمبر 2017.
UN Photo/Rick Bajornas
الأمين العام أنطونيو غوتيريش يعاين الدمار في بربودا الناجم عن إعصارين من الفئة 5 اجتاحا منطقة البحر الكاريبي في سبتمبر 2017.

غوتيريش يدعو إلى التضامن لمساعدة البلدان النامية التي لا تزال تتكبد أكبر الخسائر جراء الكوارث

المناخ والبيئة

لا تزال العديد من الدول النامية غير محمية من الكوارث، على الرغم من أنه من المعروف أن بناء قدرة المجتمع على الصمود له فوائد عديدة، تتجاوز إنقاذ الأرواح وسبل العيش.

هذا ما حذر منه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي دعا يوم الأربعاء - اليوم الدولي للحد من مخاطر الكوارث - إلى مزيد من التضامن الدولي تجاه العديد من البلدان غير القادرة على حماية نفسها.


وقال في رسالة فيديو لهذا اليوم: "ضعف الإدارة، والفقر المتزايد، وفقدان التنوع البيولوجي، وانهيار النظم البيئية، والتحضر السريع غير المخطط له.. كلها عوامل مترابطة تؤدي إلى مخاطر الكوارث".


يمكن أن يؤدي التحذير المسبق قبل 24 ساعة فقط من حدوث عاصفة أو موجة حارة إلى تقليل الضرر بنسبة 30 في المائة، ولكن العديد من البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل لا تمتلك أنظمة إنذار مبكر جيدة.


وعندما تقع الكوارث، أضاف السيد غوتيريش، تؤدي النظم الصحية والبنية التحتية الضعيفة إلى جعل تلك الدول أكثر عرضة للخطر، مشيرا إلى أن "عقودا من مكاسب التنمية يمكن القضاء عليها في لحظة".


لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين وحماية الأرواح، طلب الأمين العام للأمم المتحدة من العالم تقليل المخاطر المنهجية: "إذا تُركت دون معالجة، فإنها تزيد من حدة وتواتر الكوارث وتزيد من الحاجة إلى المساعدة الإنسانية".


تضامن عالمي

 

طفل يقف بالقرب من مضخة مياه محاطة بالفيضانات في غاتومبا، الواقعة بالقرب من بوجومبورا في بوروندي.
© UNICEF/Karel Prinsloo
طفل يقف بالقرب من مضخة مياه محاطة بالفيضانات في غاتومبا، الواقعة بالقرب من بوجومبورا في بوروندي.

بالنسبة للأمين العام، فإن بناء القدرة على الصمود في وجه تغير المناخ والحد من مخاطر الكوارث "أمر حيوي لإنقاذ الأرواح وسبل العيش، والقضاء على الفقر والجوع، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة".
كما سلط الضوء على التهديد الذي تواجهه الدول الجزرية الصغيرة النامية، قائلا إنها مسألة بقاء وسط ارتفاع درجة حرارة المحيطات، وارتفاع منسوب البحار، واشتداد العواصف.


وشدد السيد غوتيريش على أهمية التعاون الدولي قائلا: "يتعلق الأمر بضمان الوصول العادل والمنصف إلى اللقاحات للجميع في كل مكان. زيادة التمويل والدعم بشكل كبير للتكيف مع تغير المناخ وبناء القدرة على الصمود؛ وتنفيذ إطار سنداي".


تم اعتماد إطار سنداي للحد من خطر الكوارث في عام 2015، خلال المؤتمر العالمي الثالث للأمم المتحدة بشأن الحد من مخاطر الكوارث في سنداي باليابان، ويحدد سبعة أهداف واضحة وأربع أولويات للعمل، لمنع مخاطر الكوارث الجديدة وتقليل مخاطر الكوارث الحالية.


في عام 2021، يركز اليوم الدولي على "التعاون الدولي للبلدان النامية للحد من مخاطر الكوارث وخسائرها"، وهو الهدف السادس من بين أهداف إطار سنداي السبعة.


بالنسبة للممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، مامي ميزوتوري، "كانت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة محقة تماما في إدراج التعاون الدولي مع البلدان النامية كأحد الأهداف السبعة."
وقالت: "معا فقط يمكننا إحراز تقدم حقيقي نحو كوكب أكثر أمانا وقدرة على الصمود".


اللقاحات

 

إحدى العاملات في مجال الرعاية الصحية تعد لقاح كوفيد-19 في مستشفى في مقديشو بالصومال.
© UNICEF/Ismail Taxta
إحدى العاملات في مجال الرعاية الصحية تعد لقاح كوفيد-19 في مستشفى في مقديشو بالصومال.

وبمناسبة اليوم الدولي للحد من مخاطر الكوارث، دعا المدير العام لمنظمة الصحة العالمية (WHO) الحكومات في كل مكان إلى تعلم الدروس من أزمة كوفيد-19، والاستجابة بشكل أفضل للكوارث المستقبلية.


في رسالة بالفيديو، قال الدكتور تيدروس أدهانوم غيبرييسوس إن "الجائحة أظهرت كيف أن عواقب حالات الطوارئ الصحية والكوارث تتجاوز قطاع الصحة وتؤثر على جميع شرائح المجتمع".
وقال: "غالبا ما تكون المجتمعات الأكثر تضررا من الكوارث هي تلك الأقل تجهيزا للتعامل معها".


"يتأثر الفقراء والمهاجرون والشعوب الأصلية والمجتمعات المهمشة الأخرى بشكل غير متناسب بالأزمات الصحية، بما في ذلك مزيد من الإصابات وفقدان سبل العيش والأضرار التي لحقت بالبنية التحتية الحيوية، بما في ذلك المرافق الصحية."


وقال إن أفضل دفاع ضد حالات الطوارئ والكوارث من جميع الأنواع هو وجود نظام صحي قوي ومرن، ولهذا تعمل منظمة الصحة العالمية مع مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث وشركاء آخرين للحد من المخاطر في المجتمعات.


واختتم د. تيدروس رسالته قائلا: "لقد تسببت جائحة كوفيد-19 في الكثير من الخسائر والألم والحزن. ولكن إذا تعلمنا الدروس التي تعلمنا إياها، فيمكننا معا أن نخلق مستقبلا أكثر صحة وأمانا واستدامة". 

**للاطلاع على تقرير الأمين العام حول تنفيذ إطار سنداي الرجاء الضغط هنا