منظور عالمي قصص إنسانية

منظمة الصحة العالمية: العمل المناخي يمثل ترياقا للتعافي من فيروس كورونا

لكل فرد الحق في بيئة صحية خالية من التلوث وعواقبه الضارة.
WHO/Diego Rodriguez
لكل فرد الحق في بيئة صحية خالية من التلوث وعواقبه الضارة.

منظمة الصحة العالمية: العمل المناخي يمثل ترياقا للتعافي من فيروس كورونا

الصحة

تعد الالتزامات المناخية الوطنية الطموحة ضرورية للدول للحفاظ على التعافي الصحي والأخضر من جائحة كوفيد-19، وفقا لتقرير جديد لمنظمة الصحة العالمية، صدر اليوم الاثنين، خصيصا لمؤتمر COP26 بشأن تغير المناخ، المقرر انعقاده في مدينة غلاسكو الأسكتلندية.
 

استنادا إلى مجموعة متزايدة من الأبحاث التي تؤكد وجود روابط عديدة بين المناخ والصحة، يوضح التقرير الخاص بشأن تغير المناخ والصحة أن العمل التحويلي في كل قطاع- من الطاقة والنقل والطبيعة إلى أنظمة الغذاء والتمويل- ضروري لحماية الناس.

وقال مدير عام منظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبرييسوس: "لقد سلطت جائحة كـوفيد-19 الضوء على الروابط اللصيقة والحساسة بين البشر والحيوانات وبيئتنا. فنفس الخيارات غير المستدامة التي تقتل كوكبنا تقتل الناس".

دعوة عاجلة

تم إطلاق هذه الدعوة كتقرير وكرسالة مفتوحة، في الوقت نفسه، موقعة من قبل أكثر من ثلثي القوى العاملة الصحية العالمية - 300 منظمة تمثل ما لا يقل عن 45 مليون طبيب ومهني صحي في جميع أنحاء العالم.

تدعو هذه الرسالة القادة الوطنيين ووفود الدول المشاركة في مؤتمر الأطراف COP26 إلى تكثيف العمل المناخي. وقد جاء في الرسالة: 

"أينما نقدم الرعاية، في مستشفياتنا وعياداتنا ومجتمعاتنا حول العالم، فإننا نستجيب بالفعل للأضرار الصحية الناجمة عن تغير المناخ. ندعو قادة كل دولة وممثليهم في COP26 إلى تجنب الكارثة الصحية الوشيكة عن طريق الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية، وجعل صحة الإنسان والإنصاف في صميم جميع إجراءات التخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه".

الوقود الأحفوري "يقتلنا"

Tweet URL

يأتي كل من التقرير والرسالة المفتوحة في الوقت الذي تتسبب فيه الأحداث المناخية المتطرفة، غير المسبوقة، وغيرها من التأثيرات المناخية في خسائر متزايدة على الجميع.

وفقا لمنظمة الصحة العالمية، حصدت موجات الحر والعواصف والفيضانات أرواح الآلاف وأحدثت اضطرابا في حياة ملايين آخرين، في وقت تهدد أيضا أنظمة ومرافق الرعاية الصحية عندما تكون هناك حاجة ماسة إليها.

تهدد التغيرات في الطقس والمناخ الأمن الغذائي وتؤدي إلى زيادة الأمراض المنقولة بالغذاء والماء والنواقل، مثل الملاريا، في حين أن التأثيرات المناخية تؤثر سلبا على الصحة العقلية.

ويضيف التقرير: "حرق الوقود الأحفوري يقتلنا. تغير المناخ هو أكبر تهديد صحي يواجه البشرية ". 

ورغم أنه لا يوجد أحد في مأمن من الآثار الصحية لتغير المناخ، إلا أن الفئات الأكثر ضعفا وحرمانا تتضرر من هذه الآثار، بشكل غير متناسب، وفقا للتقرير.

الفوائد تفوق التكاليف

وفي الوقت نفسه، يتسبب تلوث الهواء- الناتج في المقام الأول عن حرق الوقود الأحفوري، والذي يتسبب أيضا في تغير المناخ- في حدوث 13 حالة وفاة في الدقيقة في جميع أنحاء العالم، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.

يذكر التقرير بوضوح أن فوائد الصحة العامة من جراء تنفيذ إجراءات مناخية طموحة تفوق بكثير التكاليف.

وقالت ماريا نيرا، مديرة البيئة وتغير المناخ والصحة بمنظمة الصحة العالمية: "لقد بات من الواضح، أكثر من أي وقت مضى، أن أزمة المناخ هي إحدى أكثر حالات الطوارئ الصحية إلحاحا التي نواجهها جميعا".

وأشارت إلى أن "خفض تلوث الهواء ... من شأنه أن يقلل العدد الإجمالي للوفيات العالمية بسبب تلوث الهواء بنسبة 80 في المائة، بينما يقلل بشكل كبير من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي تغذي تغير المناخ".

وأضافت الدكتورة نيرا أن التحول إلى أنظمة غذائية أكثر اعتمادا على النباتات "يمكن أن تقلل الانبعاثات العالمية بشكل كبير، وتضمن أنظمة غذائية أكثر مرونة، وتجنب ما يصل إلى 5.1 مليون حالة وفاة مرتبطة بالنظام الغذائي سنويا، بحلول عام 2050".

دعوة للعمل

على الرغم من أن تحقيق اتفاق باريس المعني بتغير المناخ من شأنه أن يحسن جودة الهواء والنظام الغذائي والنشاط البدني - مما ينقذ ملايين الأرواح سنويا - إلا أن معظم عمليات اتخاذ القرار المتعلقة بالمناخ لا تأخذ حاليا في الحسبان هذه الفوائد الصحية المشتركة وتقييمها الاقتصادي.

عشر أولويات للحفاظ على صحتنا وكوكبنا

وقد شدد الدكتور تيدروس على دعوة منظمة الصحة العالمية لجميع البلدان "الالتزام باتخاذ إجراء حاسم في مؤتمر الأطراف COP26 للحد من الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية - ليس فقط لأنه الشيء الصحيح الذي يتعين القيام به، ولكن لأنه في مصلحتنا".

وسلط الضوء على 10 أولويات في التقرير لحماية "صحة الناس والكوكب الذي نعيش فيه":

  • الالتزام بالتعافي الصحي والأخضر والعادل من كـوفيد-19.
  • جعل COP26 "مؤتمرا صحيا"، يضع الصحة والعدالة الاجتماعية في صميم المناقشات.
  • إعطاء الأولوية للتدخلات المناخية ذات المكاسب العظمى في الجوانب الصحية والاجتماعية والاقتصادية.
  • بناء أنظمة صحية قادرة على التكيف مع المناخ، ودعم التكيف الصحي عبر القطاعات.
  • الانتقال إلى الطاقة المتجددة لإنقاذ الأرواح من تلوث الهواء.
  • تعزيز التصميم الحضري وأنظمة النقل، بصورة تكون فيها مستدامة وصحية.
  • حماية واستعادة الطبيعة والنظم البيئية.
  • تعزيز سلاسل الإمداد الغذائي والنظم الغذائية المستدامة من أجل تحقيق نتائج مناخية وصحية.
  • إحداث تحول نحو اقتصاد الرفاه.
  • حشد ودعم المجتمع الصحي المعني بالعمل المناخي.

تقدم أخبار الأمم المتحدة تغطية خاصة من COP26 في غلاسكو. يمكنكم الاطلاع على جميع قصصنا المتعلقة بمؤتمر الأطراف هنا.