منظور عالمي قصص إنسانية

المفوضة السامية لحقوق الإنسان تدعو إلى التحقيق في مقتل ناشط من الروهنيجا واصفة الحادث بالمفجع

من الأرشيف: ميشيل باشيليت، المفوضة السامية لحقوق الإنسان.
UN News/Daniel Johnson
من الأرشيف: ميشيل باشيليت، المفوضة السامية لحقوق الإنسان.

المفوضة السامية لحقوق الإنسان تدعو إلى التحقيق في مقتل ناشط من الروهنيجا واصفة الحادث بالمفجع

حقوق الإنسان

دعت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، يوم الجمعة، إلى إجراء تحقيق سريع وشامل وفعال في مقتل ناشط لاجئ من الروهينجا في مخيم للاجئين في بنغلاديش.

وقُتل محب الله، رئيس جمعية أراكان روهينجا للسلام وحقوق الإنسان (ARSPH)، برصاص مجهولين يوم الأربعاء في مخيم كوتوبالونغ/ كوكس بازار للاجئين الواقع في جنوب البلاد.


وتم تشييد المخيم في آب/ أغسطس 2017 ويضم أكثر من 750 ألفا من الروهينجا، وهم أقلية مسلمة من ميانمار المجاورة، فروا من عمليات القتل الجماعي والاغتصاب والاضطهاد على أيدي الجيش وقوات الأمن.


مدافع استثنائي عن حقوق الإنسان


وقالت المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة: "إنه لأمر مفجع أن شخصا أمضى حياته يناضل لضمان أن تصبح الانتهاكات التي ارتكبت ضد الروهينجا معروفة في جميع أنحاء العالم، قد قُتل بهذه الطريقة".
ووصفت السيدة باشيليت السيد محب الله بأنه "مدافع استثنائي عن حقوق الإنسان، الذي رغم من المخاطر التي ينطوي عليها عمله، استمر في الدفاع عن حقوق شعبه".


لسنوات، كان محب الله يجمع بشكل منهجي معلومات حول الانتهاكات ضد الروهينجا في ولايتهم الأصلية في راخين، شمال غرب ميانمار، ويسعى إلى تحفيز العمل الدولي.


مجتمع مضطهد


سافر السيد محب الله إلى جنيف في آذار/مارس 2019 لإلقاء كلمة أمام الدورة الأربعين لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة شخصيا، موضحا كيف عانى شعب الروهينجا من التمييز لعقود، مثل حرمانه من حقوقه الأساسية، بما في ذلك الجنسية والأرض والصحة والتعليم.


تخيل لو لم يكن لديك هوية ولا عرق ولا بلد. لا أحد يريدك. كيف سيكون شعورك؟ هذا ما نشعر به اليوم كروهينجا،" كما قال لمجلس حقوق الإنسان في تلك السنة. "نحن مواطنون في ميانمار، نحن من الروهينجا".


وقالت السيدة باتشيليت إن كلمات السيد حب الله "كانت قوية للغاية وسلطت الضوء على الوضع الرهيب للروهينجا. واليوم، بعد أربع سنوات، تُذكّر بأن الروهينجا لا يزالون ينتظرون العدالة وينتظرون العودة إلى ديارهم".
وأضافت أن وفاته تسلط الضوء على الوضع غير المستقر للروهينجا في كلا البلدين، مؤكدة "أننا بحاجة إلى بذل المزيد لمساعدة هذا المجتمع المضطهد، في كل من بنغلاديش وميانمار".


انعدام الأمن في المخيم


تزايد انعدام الأمن بشكل مثير للقلق في مخيم كوتوبالونغ / كوكس بازار، وفقا لمكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، مع تزايد الإجرام، وتزايد التوترات بين المجموعات المختلفة، فضلاً عن الحملات الأمنية القاسية أثناء عمليات مكافحة المخدرات. كما تتزايد المشاعر المعادية للروهينجا داخل المجتمعات البنغالية.


وقالت السيدة باتشيليت: "أياً كان المسؤول عن مقتله، فإن موت محب الله هو مثال واضح على انعدام الأمن في المخيم، والمحاولات الواضحة لإسكات أصوات المجتمع المدني المعتدلة".


"يجب إجراء تحقيق سريع وشامل ومستقل ليس فقط لتحديد القتلة والقبض عليهم وكشف دوافعهم، ولكن أيضا لتحديد التدابير اللازمة لحماية قادة المجتمع المدني الضعفاء بشكل أفضل،" مع تجنب إضفاء طابع أمني مشدد في المخيمات.


ضغط أكبر 


وفي حين قالت السيدة باتشيليت إنها تتفهم تماما التحديات الضخمة التي واجهتها بنغلاديش في استضافة لاجئي الروهينغا، والحاجة إلى دعم دولي أكبر، شددت على ضرورة احترام حقوقهم الأساسية.


وفي الوقت نفسه، لا يزال وضع ما يقرب من 600 ألف من الروهينجا في ولاية راخين في ميانمار مروعا، حيث لا يزال العديد منهم محاصرين في المخيمات، وفي ظل تقارير عن الانتهاكات المزعومة بما في ذلك القتل غير القانوني والاعتقال والاحتجاز التعسفيين، ومستويات عالية من الابتزاز.
وقالت السيدة باتشيليت: "يجب أن يكون مقتل محب الله دعوة واضحة للمجتمع الدولي لمضاعفة ضغطه على ميانمار للاعتراف بالروهينجا وقبول عودتهم، ومتابعة المساءلة عن الجرائم الفظيعة التي ارتكبت ضدهم".