منظور عالمي قصص إنسانية

ناج من الهولوكوست يستخدم موسيقى الجاز لرفع معنويات الناس خلال فترة الإغلاق 

فرّ سيمون غرونوفسكي، البالغ من العمر 89 عاما من أهوال الهولوكوست في ألمانيا النازية منذ ما يقرب من ثمانية عقود.
Dutch Ministry of Foreign Affairs
فرّ سيمون غرونوفسكي، البالغ من العمر 89 عاما من أهوال الهولوكوست في ألمانيا النازية منذ ما يقرب من ثمانية عقود.

ناج من الهولوكوست يستخدم موسيقى الجاز لرفع معنويات الناس خلال فترة الإغلاق 

الثقافة والتعليم

فرّ سيمون غرونوفسكي، البالغ من العمر 89 عاما من أهوال الهولوكوست في ألمانيا النازية منذ ما يقرب من ثمانية عقود.
 

يشرح غرونوفسكي، وهو عازف بيانو، كيف بدأ عزف موسيقى الجاز على آلة البيانو في ذكرى شقيقته، وكيف أنه استمر في العزف من نافذة منزله في العاصمة البلجيكية، بروكسل، خلال فترة الإغلاق مع بدء انتشار فيروس كورونا، " بهدف غرس الشجاعة في نفوس الناس".

تحدث سيمون غرونوفسكي لأخبار الأمم المتحدة، بمناسبة يوم الجاز العالمي، الذي يتم الاحتفال به سنويا في 30 نيسان/أبريل لتعزيز "السلام والوحدة والحوار وتحسين التعاون بين الشعوب".

ألقت الشرطة السرية للنظام النازي، الجستابو، القبض على سيمون، الذي كان يبلغ من العمر 11 عاما، في بروكسل في 17 آذار/مارس 1943، مع والدته شانا وشقيقته إيتا.

قفز الفتى الصغير، بأعجوبة، من القطار أثناء ترحيله إلى معسكر الموت النازي الشهير في أوشفيتز وهرب.


توفيت والدته وشقيقته في أوشفيتز، كما توفي والده ليون، متأثرا بموتهما، بعد أشهر قليلة من نهاية الحرب. لقد أصبح الفتى غرونوفسكي وحيدا في العالم.

اليوم، وبعد ما يقرب من 80 عاما من هروبه، أصبح غرونوفسكي، 89 عاما، دكتورا في القانون، ولديه طفلان وأربعة أحفاد، وهو أيضا عازف ماهر على آلة البيانو.

سيمون غرونوفسكي يتجول مع والدته شانا ووالده ليون، في جادة لوي في بروكسل، بلجيكا، 1940.
© Photo given by Simon Gronowski.
سيمون غرونوفسكي يتجول مع والدته شانا ووالده ليون، في جادة لوي في بروكسل، بلجيكا، 1940.

 

الموسيقى عندما تكون أداة للوحدة 

قال غرونوفسكي لأخبار الأمم المتحدة:

"بعد الحرب، ساعدتني موسيقى الجاز على الاستقرار والاندماج في المجتمع. الموسيقى تقرب الناس من بعضهم البعض وتجلب لهم بعض السعادة".

خلال فترة الإغلاق الأولى في بلجيكا، عزف غرونوفسكي موسيقى الجاز باستخدام آلة البيانو "لمنح الناس الشجاعة". فتح نافذة منزله في بروكسل وبدأ بالعزف لجيرانه والمارة على موسيقى الجاز الكلاسيكية، "على الجانب المشمس من الشارع".

يعزف غرونوفسكي الموسيقى عن طريق الاستماع، ويستوحى موهبته من فناني الجاز الكلاسيكيين مثل لوي أرمسترونج وإيلا فيتزجيرالد وبيلي هوليداي.

يقول: "نظرت من على النافذة لأرى الكثير من الناس يحتشدون أمام منزلي، وأناسا يصفقون من شرفات منازلهم. أشعر بالسعادة عندما أعزف الموسيقى. وعندما أعزف أحس بأنني أجلب السعادة لمن حولي".

ربط السلام والعدالة من خلال الموسيقى

في واقع الأمر، لم تقتصر السعادة التي يدخلها غرونوفسكي في قلوب الآخرين على جيرانه والمارة فقط، فقد تمت دعوته للمشاركة في حدث موسيقي افتراضي، بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس محكمة العدل الدولية، في لاهاي بهولندا، في 18 نيسان/أبريل 2021.

خلال الحفل الافتراضي، عُرضت لأول مرة مقطوعة "ترنيمة الأمم"، التي كتبها الملحن اليهودي الهولندي الراحل تشارلز غريلينغر عام 1913، والذي توفي أثناء نقله إلى أوشفيتز. كانت المقطوعة الموسيقية تلعب سابقا فقط على أجراس مبنى بلدية لاهاي.

وقد مثلت مشاركته في الحفل، بصفته محاميا وناجيا من المحرقة، "شرفا عظيما" له. وقد أشاد غرونوفسكي بالعمل المهم الذي تقوم به المحكمة:

"إن محكمة العدل الدولية ليست مهمة فقط بالنسبة لي، إنها مهمة بالنسبة للبشرية جمعاء. إنها تحارب الهمجية والفاشية والعنصرية ومعاداة السامية، التي كنت ضحية لها. وبفضل المحكمة، يمكننا أن نتوقع أن النزاعات بين الدول سيتم حلها بالقانون لا بالحرب".

على اليسار: سيمون غرونوفسكي البالغ من العمر 10 سنوات؛ في الوسط: مع والدته شانا في صيف عام 1935 في حديقتهما في إيتربيك؛ على اليمن:مع أخته وأخته إيتا عام 1938 على الشاطئ في أوستند، بلجيكا.
© Photo courtesy of Simon Gronowski
على اليسار: سيمون غرونوفسكي البالغ من العمر 10 سنوات؛ في الوسط: مع والدته شانا في صيف عام 1935 في حديقتهما في إيتربيك؛ على اليمن:مع أخته وأخته إيتا عام 1938 على الشاطئ في أوستند، بلجيكا.

 

رسالة أمل

لم يتحدث غرونوفسكي، ولمدة ستين عاما، عن قصة هروبه كثيرا، لكنه كتب الآن كتبا، وألهم الملحن هوارد مودي تأليف مقطوعة الأوبرا المعنونة باسم PUSH ترتكز على قصة حياته.

واليوم يواصل سرد قصته في كل مكان، وخاصة في المدارس، بهدف نقل رسالة أمل ومصالحة إلى الأجيال القادمة، حيث قال:

"بغرض الدفاع عن الحرية والديمقراطية في عالمنا اليوم، علينا أن ندرك الشرور التي حدثت بالأمس. الحياة جميلة، لكنها نضال مستمر. أقول للشباب: "لا تنسوا أبدا. وليحيا السلام والصداقة بين الناس".

**هذه المقالة هي واحدة من سلسلة من مقالات الوسائط المتعددة التي نُشرت كجزء من الاحتفالات بالذكرى السنوية العشرين لإعلان ديربان للأمم المتحدة، والذي يُعتبر علامة فارقة في الكفاح العالمي ضد العنصرية.

ناج من الهولوكوست يستخدم موسيقى الجاز لرفع معنويات الناس خلال فترة الإغلاق