منظور عالمي قصص إنسانية

ارتفاع عدد ضحايا القنابل العنقودية من المدنيين، على الرغم من التقدم المحرز بشأن إزالتها

خبراء في إزالة الألغام خلال عملية تفتيش عن الألغام في مزرعة في العراق.
DMA/RMAC-S Iraq
خبراء في إزالة الألغام خلال عملية تفتيش عن الألغام في مزرعة في العراق.

ارتفاع عدد ضحايا القنابل العنقودية من المدنيين، على الرغم من التقدم المحرز بشأن إزالتها

السلم والأمن

أفاد تقرير نشره مرصد الألغام الأرضية والذخائر، اليوم الأربعاء، بأن الخسائر البشرية الناجمة عن الذخائر العنقودية القاتلة استمرت في الزيادة في عام 2020، على الرغم من التقدم المحرز في جهود القضاء على هذه الأسلحة.

ووفقا للتقرير، المدعوم من الأمم المتحدة، فقد تسببت هذه الذخائر الفتاكة في وقوع ما لا يقل عن 360 ضحية مسجلة على مستوى العالم، إما بسبب هجمات الذخائر العنقودية (142) أو بسبب بقايا هذه الأسلحة (218). ومن المرجح أن يكون العدد الحقيقي أعلى بكثير، بحسب التقرير.

ويمثل هذا الرقم (360) زيادة مستمرة من الحصيلة المسجلة في عام 2019 والبالغة 317 ضحية، و277 ضحية في عام 2018.

وبحسب المرصد، لا يزال المدنيون هم الضحايا الرئيسيون للذخائر العنقودية في وقت الهجمات وبعد انتهاء النزاع، وقد تسببت في جميع الإصابات المسجلة في عام 2020.

وشكّل الأطفال من ضحايا الذخائر العنقودية ما يقرب من نصف عدد الضحايا (44 في المائة)، فيما كان ربع حصيلة الضحايا من النساء والفتيات.

وقال لورين بيرسي، المحرر في المرصد:

"خلال العام الماضي، تسببت الهجمات بالذخائر العنقودية في مقتل وجرح المدنيين أثناء ممارسة أنشطتهم اليومية، ولا تزال الذخائر الصغيرة غير المنفجرة تشكل تهديدا دائما".

حظر الذخائر العنقودية آخذ التنامي

شهد عام 2020، تسجيل ضحايا مخلفات الذخائر العنقودية في أفغانستان وكمبوديا والعراق وجمهورية لاو الديمقراطية الشعبية وجنوب السودان وسوريا واليمن، وكذلك ناغورنو كاراباخ.

على الصعيد العالمي، لا يزال 26 بلدا وثلاث مناطق أخرى ملوثة بمخلفات الذخائر الصغيرة.

وقد وجد الباحثون أن أكبر عدد من ضحايا الهجمات بالذخائر العنقودية تم تسجيله في أذربيجان (107). ولم تنضم أرمينيا ولا أذربيجان إلى المعاهدة العالمية لحظر الذخائر العنقودية، التي تضم 110 دول أطراف و13 دولة موقعة.

وقد حث الائتلاف المناهض للقنابل العنقودية الدول غير الموقعة على الاتفاقية على اتخاذ خطوات في سبيل التخلي عن استخدام هذه الأسلحة والانضمام إلى الاتفاقية، دون تأخير.

وقالت ماري ويرهام، وهي محررة سياسة في المرصد، ومديرة قسم التوعية بمخاطر استخدام الأسلحة، في منظمة هيومن رايتس ووتش، إن ما تلقاه إنكار الهجمات بالذخائر العنقودية في أذربيجان وناغورنو كاراباخ من إدانة، على نطاق واسع، يبرهن على الزخم الذي يكتسبه الحظر المفروض على هذه الأسلحة". وأضافت:

"ينبغي على جميع الدول إدانة أي استخدام للذخائر العنقودية، من قبل أي جهة، وتحت أي ظرف من الظروف".

القنابل العشوائية

يتم إطلاق الذخائر العنقودية إما من الجو أو من الأرض في عبوة تحتوي على مئات"القنابل الصغيرة" التي تنتشر بشكل عشوائي في مناطق واسعة.

لا تستهدف الذخائر العنقودية هدفا محددا، وما يصل إلى 40 في المائة من القنابل المتفجرة لا تنفجر فورا، مما يؤدي إلى نتائج مدمرة لأي شخص يصادفها لاحقا، وتجعل الأراضي الزراعية محظورة، مما يخلق حواجز أمام التنمية الاجتماعية والاقتصادية.

ويوثق التقرير أيضا التقدم المحرز في سبيل إنقاذ الأرواح وسبل العيش، خلال العام الماضي، على الرغم من التحديات الإضافية التي طرحتها جائحة كـوفيد-19.

أفراد من القوات الجوية البيروفية يحضرون لتدمير متفجرات.
Norwegian People’s Aid Peru
أفراد من القوات الجوية البيروفية يحضرون لتدمير متفجرات.

 

تدمير مخزونات الذخائر العنقودية

ويعد تدمير مخزونات الذخائر العنقودية إحدى قصص النجاح الرئيسية للمعاهدة العالمية لحظر الذخائر العنقودية، وحتى الآن، دمرت 36 دولة طرفا 99 في المائة من جميع مخزونات الذخائر العنقودية المعلنة.

ففي العام الماضي وحده، دمرت بلغاريا وبيرو وسلوفاكيا ما مجموعه 2273 ذخيرة عنقودية وأكثر من 52 ألف ذخيرة صغيرة. بالإضافة إلى ذلك، دمرت جمهورية التشيك وهولندا وسلوفاكيا، في عام 2020، مخزونها من الذخائر العنقودية المحتفظ به لأغراض البحث والتدريب.

وحتى الآن، ترى 10 دول أطراف فقط أن هناك حاجة للاحتفاظ بالذخائر العنقودية الحية للأغراض المسموح بها.

في عام 2020، أبلغت الدول الأطراف عن تطهير ما يقرب من 63 كيلومترا مربعا من الأراضي الملوثة بالذخائر العنقودية وتدمير ما يقرب من 81 ألفا من الذخائر الصغيرة. وخلال العام الماضي، انضمت كرواتيا والجبل الأسود أيضا إلى قائمة 12 دولة أكملت بنجاح تطهير مناطقها الملوثة.

تحديات كوفيد-19

يذكر التقرير أن التوعية بالمخاطر تظل جزءا أساسيا من الاستجابة للأخطار التي تشكلها مخلفات الذخائر العنقودية.

ولكن بسبب جائحة كورونا، حلت بدائل مثل الرسائل عبر الإنترنت والبث التلفزيوني والإذاعي محل التواصل الشخصي، لنشر المعلومات المنقذة للحياة بالنسبة للمجتمعات المتضررة.

وقال السيد لورين بيرسي، المحرر في مرصد الألغام الأرضية والذخائر:

"على الرغم من التحديات، تم الإبلاغ عن إحراز تقدم بشأن العمل على تطهير الأراضي وإعادتها إلى المجتمعات المحلية، وتوفير التوعية المركزة بالمخاطر لأولئك الأشخاص الأكثر عرضة للتهديد، والوفاء بالتزام تقديم المساعدة للضحايا".

يأتي التقرير في الوقت الذي تستعد فيه الدول الأطراف في المعاهدة العالمية لحظر الذخائر العنقودية لعقد مؤتمر المراجعة الثاني، في 20-21 أيلول/سبتمبر، حيث ستتبنى الدول خطة عمل للسنوات الأربع القادمة.