منظور عالمي قصص إنسانية

أفغانستان: أول رحلة إنسانية إلى كابول "نقطة تحول" في الأزمة -ودعم المزارعين الأفغان أهمية قصوى

برنامج الأغذية العالمي يوزع الغذاء في هرات غربي أفغانستان في أغسطس 2021.
© WFP
برنامج الأغذية العالمي يوزع الغذاء في هرات غربي أفغانستان في أغسطس 2021.

أفغانستان: أول رحلة إنسانية إلى كابول "نقطة تحول" في الأزمة -ودعم المزارعين الأفغان أهمية قصوى

المساعدات الإنسانية

قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة يوم الثلاثاء إن عودة الرحلات الجوية الإنسانية إلى كابول منذ سيطرة طالبان على أفغانستان هي نقطة تحول في الأزمة.

قال المتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي، تومسون فيري، الذي كان يتحدث في جنيف، إن أكثر من 90 في المائة من العائلات تكافح للعثور على ما يكفي من الطعام، ومع اقتراب فصل الشتاء، كانت وكالات الإغاثة "تكافح لتلبية الاحتياجات الهائلة قبل فوات الأوان". 


أكملت الخدمات الجوية الإنسانية التي يقودها برنامج الأغذية العالمي ثلاث رحلات شحن منذ إعادة فتح الخط الجوي المؤدي إلى كابول في 12 أيلول/سبتمبر، حيث جلبت الإمدادات الطبية نيابة عن منظمة الصحة العالمية.


وقد مكّن هذا الأمر من وصول "المستجيبين الإنسانيين ومواد الإغاثة التي تشتد الحاجة إليها، إلى الأفغان اليائسين في مواقع متعددة في جميع أنحاء البلاد". 


وقال السيد فيري إنه قبل ذلك، ربطت خدمات النقل الجوي التابعة للأمم المتحدة إسلام أباد وباكستان، بالمدن الأفغانية مزار الشريف وقندهار وهرات، منذ 29 آب/أغسطس.


أهمية تجنب الكارثة

 

Tweet URL

من خلال مكاتبه الميدانية الستة في جميع أنحاء البلاد، عزز البرنامج عملياته. كانت قوافل الغذاء تتحرك في جميع أنحاء البلاد، وفي آب/أغسطس وحده "تلقى أكثر من 400،000 شخص المساعدة".


وقال السيد فيري مع ذلك، "لتفادي كارثة إنسانية، هناك حاجة إلى المزيد. يحتاج برنامج الأغذية العالمي إلى الوصول إلى تسعة ملايين شخص شهريا بحلول تشرين الثاني/نوفمبر إذا ما كان سيحقق هدفه المخطط له لبلوغ 14 مليون شخص بحلول نهاية عام 2021".


وقال المتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي إنه للحفاظ على استمرار الخدمات الجوية، هناك حاجة إلى 30 مليون دولار بالإضافة إلى 200 مليون دولار اللازمة لتجديد خط أنابيب الغذاء ونقل الإمدادات إلى البلاد قبل حلول فصل الشتاء.


تكثيف العمليات


وفقا للسيد فيري، منذ بداية عام 2021، ساعد برنامج الأغذية العالمي أكثر من 6.4 مليون شخص، بما في ذلك 470.000 نازح داخليا.


ومن بين هؤلاء 170.000 امرأة حامل ومرضع و750.000 طفل صغير يحتاجون إلى علاج لسوء التغذية أو المعرضين لخطر الإصابة بسوء التغذية. كما نشر برنامج الأغذية العالمي 34 فريقا صحيا متنقلا إضافيا منذ بداية آب/أغسطس، ليصبح المجموع 117 فريقا.


في الفترة من 15 آب/أغسطس إلى 7 أيلول/سبتمبر، قدم برنامج الأغذية العالمي المساعدات الغذائية والتغذوية لما يقرب من 600،000 شخص، بما في ذلك 13،500 طفل في إطار برنامج الوجبات المدرسية، و105،000 من الأمهات والأطفال الصغار.


خلال نفس الفترة، جلبت الوكالة 29 شاحنة إضافية إلى البلاد، بما في ذلك المكملات الغذائية القائمة على الدهون (LNS)، للوقاية من سوء التغذية وعلاجه.
وأضاف السيد فيري أنه تحسبا لارتفاع الاحتياجات الغذائية والمزيد من الاضطرابات في سلاسل التوريد، تم وضع المخزونات الغذائية وغيرها من المخزونات عند نقاط حدودية استراتيجية في باكستان وطاجيكستان وأوزبكستان. وقال إنه يجري أيضا إنشاء مركز لوجستي بمساحة 5000 متر مربع في ترميز بأوزبكستان.

 

الوقت ينفد أمام مزارعي القمح الشتوي


قال مدير مكتب حالات الطوارئ والقدرة على الصمود في منظمة الفاو، رين بولسن، اليوم الثلاثاء، إن "الوقت ينفد" بالنسبة للمزارعين الأفغان لبدء زراعة القمح، وهو محصول ذو أهمية غذائية بالغة بالنسبة للأمن الغذائي في البلاد، وحث على دعم قطاع الزراعة في أفغانستان. 

مزارعون يزرعون البطاطس في باميان بأفغانستان. بدون دعم عاجل، قد يفقد المزارعون والرعاة سبل عيشهم ويجبرون على مغادرة المناطق الريفية
ADB/Jawad Jalali
مزارعون يزرعون البطاطس في باميان بأفغانستان. بدون دعم عاجل، قد يفقد المزارعون والرعاة سبل عيشهم ويجبرون على مغادرة المناطق الريفية


وخلال تقديمه إحاطة للصحفيين في نيويورك، عبر الفيديو، من كابول، قال رين بولسن إن المنظمة لديها موارد تكفي لدعم مليون وربع أفغاني إضافي لموسم الشتاء المقبل، "لكن هناك حاجة إلى المزيد".
وأشار إلى أن تركيز المنظمة في أفغانستان ينصب، إلى حد كبير، على تعزيز سبل العيش ودعم إنتاج الغذاء المحلي. "والسبب في تركيزنا على هذه المنطقة هو أن الزراعة لا غنى عنها في إطعام شعب أفغانستان، وإبقائهم على قيد الحياة، والحفاظ على اعتمادهم على أنفسهم".

وفقا للفاو، تساهم الزراعة في أكثر من 25 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، وتوظف، بشكل مباشر، حوالي 45 في المائة من القوة العاملة في أفغانستان، بينما توفر أيضا مزايا معيشية لحوالي 80 في المائة من السكان الأفغان.
وأوضح بولسن أن أكثر من نصف معدل السعرات الحرارية التي يتغذى عليها الأفغان، بصورة يومية، يأتي من القمح الذي تتم زراعة معظمه خلال فصل الشتاء الذي يقترب بسرعة.
وأطلقت منظمة الفاو، يوم أمس الإثنين، نداء بقيمة 36 مليون دولار، يهدف إلى تسريع دعم المزارعين الأفغان وضمان عدم تفويتهم موسم زراعة القمح الشتوي القادم، ولمساعدة سبل العيش القائمة على الزراعة بالنسبة لنحو 3.5 مليون أفغاني من الضعفاء، حتى نهاية السنة الحالية.


وعلى الرغم من الاضطرابات السياسية الحالية، تمكنت الفاو من مواصلة عملياتها في 28 من أصل 31 مقاطعة تعمل فيها، وتهدف إلى تقديم الدعم لأكثر من مليون شخص من الأسر التي تعمل في الزراعة وتربية الماشية خلال الأسابيع المقبلة.

وقد قدمت الوكالة بالفعل مساعدات معيشية ونقدية لأكثر من 1.9 مليون شخص حتى هذه اللحظة من العام الحالي.