منظور عالمي قصص إنسانية

في أول إحاطة له، هانس غروندبيرغ يؤكد أن تحقيق السلام والاستقرار في اليمن ضروري لاستقرار المنطقة بأسرها

امرأة مسنة تسحب الماء إلى خيمتها في مخيم للنازحين في عبس بالقرب من الحدود السعودية في شمال اليمن.
UNOCHA/Giles Clarke
امرأة مسنة تسحب الماء إلى خيمتها في مخيم للنازحين في عبس بالقرب من الحدود السعودية في شمال اليمن.

في أول إحاطة له، هانس غروندبيرغ يؤكد أن تحقيق السلام والاستقرار في اليمن ضروري لاستقرار المنطقة بأسرها

السلم والأمن

شدد مبعوث الأمين العام الخاص إلى اليمن، هانس غروندبيرغ، على ضرورة أن تتخذ الأمم المتحدة نهجا شاملا لإنهاء الصراع في اليمن، مشيرا إلى أنه يعتزم تقييم الجهود السابقة، بهدف تحديد أفضل طريقة للمضي قدما.

وقدم السيد هانس غروندبيرغ، أول إحاطة له أمام مجلس الأمن، اليوم الجمعة، منذ تعيينه مبعوثا خاصا إلى اليمن، خلفا لمارتن غريفيثس.

وقال إنه يعتزم الاستماع إلى أكبر عدد ممكن من الرجال والنساء اليمنيين، مؤكدا أن الطريق الذي سيتم اتباعه ينبغي أن يسترشد بتطلعات الشعب اليمني.

ودعا المبعوث الخاص إلى ضرورة أن تشجع الجهات الخارجية على خفض التصعيد، وضرورة أن يستند انخراط تلك الأطراف إلى دعم تسوية سياسية، بقيادة يمنية، قائلا إن تحقيق السلام والاستقرار في اليمن ضروري لاستقرار المنطقة بأسرها.

Tweet URL

ولفت الانتباه إلى أنه سيبدأ، قريبا، مشاوراته الأولية مع الجهات اليمنية والإقليمية والدولية الفاعلة، مشيرا إلى أنه سيسافر قريبا إلى الرياض للقاء الرئيس عبد ربه منصور هادي وأعضاء آخرين في الحكومة اليمنية.

وقال إنه يتطلع إلى الاجتماع مع قيادة أنصار الله والجهات الفاعلة الأخرى في صنعاء، وكذلك الجهات الفاعلة السياسية الأخرى في جميع أنحاء اليمن.

وكشف السيد هانس غروندبيرغ عن خطط للقاء القادة الإقليميين في الرياض ومسقط وأبو ظبي والكويت وطهران والقاهرة وأماكن أخرى، معربا عن استعداده لقضاء أكبر وقت ممكن في اليمن ومع اليمنيين.

وأكد المبعوث الأممي الخاص أنه لن يدخر جهدا في محاولة الجمع بين الجهات الفاعلة عبر خطوط الصراع، وإشراك اليمنيين من جميع وجهات النظر السياسية والمكونات المجتمعية ومن جميع أنحاء البلاد، للمناقشة تحت رعاية الأمم المتحدة بهدف إيجاد أرضية مشتركة وحل خلافاتهم "دون اللجوء إلى القوة"، مشيرا إلى أنه سيسترشد في هذا الجهد بالولاية التي منحه إياها مجلس الأمن.

وأضاف قائلا: "بات واضحا أن عملية السلام متوقفة منذ فترة طويلة، حيث لم تناقش أطراف النزاع تسوية سياسية شاملة منذ عام 2016. وقد جعل هذا التوقف اليمنيين عالقين في حالة حرب لأجل غير مسمى، دون أن يكون هناك سبيل واضح للمضي قدما. لذا، يتحتم على أطراف النزاع أن تنخرط في حوار سلمي مع بعضها البعض بتيسير من الأمم المتحدة بشأن بنود تسوية شاملة، بحسن نيةودون شروط مسبقة".

الحل السياسي الشامل هو المفتاح

من العنف المتواصل إلى نقص الوقود والكهرباء إلى ارتفاع أسعار الغذاء، يقول السيد هانس غروندبيرغ إن كافة تفاصيل الحياة اليومية في اليمن ترتبط على نحو ما بمسائل سياسية معقدة تتطلب حلا شاملا.

وأشار إلى أن انقسام مؤسسات الدولة أدى إلى عرقلة الاقتصاد، وأجبر المواطنين والشركات على التعامل مع متطلبات إدارية هائلة، بل ومتناقضة في كثير من الأحيان، مشيرا إلى أن الحرب الاقتصادية من جانب كافة الأطراف خلفت عواقب مدمرة وطويلة المدى تتحملها الدولة اليمنية وشعبها.

وقال إن اليمنيين في جميع أنحاء البلاد يعيشون في ظل قيود شديدة على حرية تنقلهم وعلى حركة السلع الأساسية بسبب القتال المستمر ونقاط التفتيش والقيود المفروضة على الطرق والموانئ والمطارات. وأكد أن موقف الأمم المتحدة يظل ثابتا بضرورة من ضمان حرية حركة الأفراد والسلع من وإلى اليمن، وداخل اليمن أيضا

ودعا إلى أهمية فتح الطرق للسماح بحركة الأفراد والسلع من وإلى تعز وفتح مطار صنعاء أبوابه أمام الطيران التجاري، مشددا على رفع القيود المفروضة على استيراد الوقود والسلع عبر ميناء الحديدة.

أهمية مشاركة المرأة اليمنية

وقال المبعوث الأممي الخاص إنه سيبذل قصارى جهده لضمان إشراك المرأة بشكل حقيقي في جميع جوانب عملنا، وسنعمل على تضمين منظور النوع الاجتماعي في جميع القضايا.

وأوضح أن التزام الأمم المتحدة لا يتوقف عند السعي إلى تحقيق سلام يضع نهاية للعنف فحسب، "بل إننا ملتزمون أيضا بالسعي نحو سلام مستدام يحمي كافة الحقوق على تنوعها بما يشمل الحقوق المدنية والسياسية والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية- سلام يضمن الحكم الرشيد ومؤسسات دولة تخدم المواطنين بشكل عادل".

تستمر الاحتياجات الإنسانية في الازدياد في اليمن، البلد الذي يمزقه الصراع.
© WFP/Mohamemd Nasher
تستمر الاحتياجات الإنسانية في الازدياد في اليمن، البلد الذي يمزقه الصراع.

 

مؤتمر رفيع المستوى على هامش الجمعية العامة

وخلال حديثها في جلسة مجلس الأمن، أعلنت نائبة وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، غادة الطاهر مضوي، عقد فعالية رفيعة المستوى بشأن اليمن، في 22 أيلول/سبتمبر.

وستكون الفعالية التي ينظمها كل من الاتحاد الأوروبي والسويد وسويسرا، فرصة رئيسية لمناقشة التحديات التي تتعلق بالحماية وحشد الدعم للفئات الأكثر ضعفا في البلاد.

وقالت السيدة مضوي إن الحدث، سيشكل أيضا فرصة للمانحين للإعلان عن مساهمات جديدة لدعم جهود العمل الإنساني في اليمن.

"أزمة إنسانية في مأرب"

وتحدثت في جلسة مجلس الأمن أيضا السيدة انتصار القاضي، المديرة التنفيذية لمؤسسة فتيات مأرب، حيث قالت إن مأرب "تواجه أزمة إنسانية لن تهدأ دون وقف فوري لإطلاق النار". وأضافت:

"خلال الأسبوعين الماضيين فقط اضطرت مئتان، على الأقل، من العائلات إلى النزوح من مديرية رحبة إلى المناطق المجاورة من بينها ثلاث عائلات من أقاربي وأهلي."

وقالت إن أكثر من ربع النازحين اليمنيين، وغالبيتهم من النساء والأطفال، يعيشون في مأرب.

ورحبت انتصار القاضي بالمبعوث الخاص ودعوته لوقف إطلاق النار. وقالت إن العمل مع شريحة واسعة من المجتمع اليمني وخاصة النساء والشباب يعد مهما لنجاح عمل المبعوث الخاص، وحثته على إعطاء الأولوية لمصالح واهتمامات وخبرات جميع اليمنيين.