منظور عالمي قصص إنسانية

تواصل ردود الفعل الأممية إزاء الهجوم الإرهابي على مطار كابول ومخاوف من تأثير العنف على جهود السلام والمصالحة

العاصمة الأفغانية كابول . صورة التقطت في حزيران/يونيو 2020.
ADB/Jawad Jalali
العاصمة الأفغانية كابول . صورة التقطت في حزيران/يونيو 2020.

تواصل ردود الفعل الأممية إزاء الهجوم الإرهابي على مطار كابول ومخاوف من تأثير العنف على جهود السلام والمصالحة

السلم والأمن

وصف مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الهجوم الذي وقع بالقرب من مطار كابول، يوم أمس الخميس، بأنه "هجوم شنيع على المدنيين اليائسين،" وأعرب عن الأمل في أن يتم القبض على المسؤولين عن الهجوم وتقديمهم إلى العدالة في أقرب وقت ممكن.

وقال المتحدث باسم المكتب، روبرت كولفيل، خلال حديثه للصحفيين في جنيف، اليوم الجمعة، إن الهجوم الإرهابي على مطار كابول كان خطوة مروعة من قبل داعش- خراسان.

وأشار إلى أنه من الواضح أنه خُطط ليقتلَ الهجومُ ويشوه أكبر عدد ممكن من المدنيين من الأطفال والنساء والآباء والأمهات، وكذلك قوات طالبان والقوات الأجنبية التي تحمي المطار. وأضاف: "لقد كان هجوما مصمما خصيصا للتسبب في مذبحة، وتسبب بالفعل في مذبحة."

الأطفال يدفعون أثمانا باهظة للصراع في أفغانستان

من ناحية أخرى، أدانت منظمة اليونيسف، بشدة، الهجمات على مطار حامد كرزاي الدولي في كابول، والتي أسفرت عن مقتل وجرح العشرات، من بينهم نساء وأطفال.

وقدمت المنظمة أحر تعازيها لجميع الأسر المتضررة من هذه "الأعمال الحمقاء"، داعية جميع الأطراف إلى ضمان حماية النساء والأطفال، في جميع الأوقات.

وأعربت اليونيسف عن قلق عميق إزاء سلامة الأطفال وتزايد الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال في الأسابيع الأخيرة، مشيرة إلى أن أطفال أفغانستان دفعوا ثمنا باهظا نتيجة تزايد الصراع وانعدام الأمن.   

وأفادت المنظمة بمقتل أكثر من 550 طفلا وإصابة أكثر من 1400 منذ بداية هذا العام. ولفتت الانتباه إلى حاجة نحو 10 ملايين طفل إلى مساعدات إنسانية عاجلة.

طفلة (7 أعوام) نازحة تحمل شقيقتها الصغرى في أحد مخيمات النزوح في قندهار بأفغانستان.
© UNICEF Afghanistan
طفلة (7 أعوام) نازحة تحمل شقيقتها الصغرى في أحد مخيمات النزوح في قندهار بأفغانستان.

 

برغم التحديات، منظمة الصحة العالمية تواصل تقديم الخدمات الطبية للأفغان

وقال الدكتور ريتشارد برينان، مدير الطوارئ الصحية الإقليمي بمنظمة الصحة العالمية إن الوضع في أفغانستان لا يزال متقلبا للغاية، وأن الهجوم الإرهابي على مطار كابول زاد من تأزيم الوضع. وصرح بأن الاحتياجات الإنسانية في أفغانستان ستظل هائلة حتى بعد انتهاء عمليات الإجلاء من مطار كابول.

وأوضح أن الأولوية الأولى لمنظمة الصحة العالمية هي سلامة وأمن موظفيها في الميدان؛ أما الأولوية الثانية فهي ضمان استمرارية الخدمات الصحية في جميع أنحاء أفغانستان.

وأشار إلى أن المنظمة لها وجود في جميع المقاطعات الأربع والثلاثين، لكن أشار إلى أن الإمدادات الطبية في جميع المرافق الطبية في البلاد آخذة في النفاد بسرعة، مشيرا إلى أن الإمدادات الطبية الموجودة تكفي لأيام قليلة فقط.

وذكر أن منظمة الصحة العالمية تستكشف طرقا بديلة لجلب المزيد من الإمدادات إلى البلاد، قائلا إن مطار كابول لم يعد خيارا لإدخال الإمدادات إلى البلاد في الوقت الراهن، وبالتالي يتم النظر الآن إلى مطار مزار الشريف كبديل.

وقال الدكتور ريتشارد برينان، إن تلبية احتياجات النساء والأطفال، والنازحين ومن عانوا من الصدمات، والذين يعانون من سوء التغذية ظلت من بين أهم مهام منظمة الصحة العالمية في أفغانستان.

وذكّر بالمكاسب التي تحققت خلال العشرين عاما الماضية فيما يتعلق بخفض بوفيات الأمهات والأطفال، مشددا على ضرورة عدم السماح بحدوث تراجع عن هذا التقدم.

الأمم المتحدة تؤكد أن حماية المدنيين شرط لا غنى عنه لتحقيق السلام والمصالحة

متحدثا للصحفيين عقب جلسة لمجلس الأمن، يوم الخميس، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن إدانته الكاملة و"بأقوى طريقة ممكنة" للهجوم الإرهابي المروع في كابول.

وقدم تعازيه لأسر القتلى من الأفغان ومن تواجدوا هناك لمساعدتهم، مشيرا إلى أنهم لقوا حتفهم "في سبيل خدمة أرواح الآخرين".

وقال السيد غوتيريش إنه طلب من ممثلته الخاصة في أفغانستان، ديبورا ليونز، نقل تعازيه الحارة للشعب الأفغاني.

 الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، متحدثا للصحفيين عن الوضع في أفغانستان عقب جلسة لمجلس الأمن.
UN News
الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، متحدثا للصحفيين عن الوضع في أفغانستان عقب جلسة لمجلس الأمن.

 

في غضون ذلك، قال رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، فولكان بوزكير، إن العنف والإرهاب والوضع الأمني غير المستقر والخسائر المتزايدة في صفوف المدنيين تعرقل السلام والمصالحة، بقيادة أفغانية ومملوكة للأفغان، وهو السبيل الوحيد لتحقيق سلام دائم في البلاد، على حد تعبيره.

وذكر رئيس الجمعية العامة أن حماية المدنيين وحقوق وحريات الشعب الأفغاني - ولا سيما النساء والأطفال- يجب أن تكون أولوية، مشيرا إلى أن ذلك "شرط لا غنى عنه لتحقيق السلام المستدام والتنمية الشاملة".

ووقعت الهجمات، التي نفذها انتحاريون، وسط حشود خارج مطار حامد كرزاي في العاصمة كابول حيث يتجمع آلاف الأفغان أملا في مغادرة البلاد، بعد سيطرة طالبان على زمام الأمور هناك.

ووفقا لتقارير إعلامية، فقد هز انفجاران بوابات المطار، مما أسفر عن مقتل 60 شخصا على الأقل، بينهم أطفال، وإصابة نحو 200 آخرين.