منظور عالمي قصص إنسانية

مفوض شؤون اللاجئين يؤكد على أهمية إيجاد حلول لمحنة ملايين النازحين في السودان وجنوب السودان

سيدة تعمل في حديقتها في جوبا بجنوب السودان، حيث عادت في تموز/يوليو 2021 عقب عقدين من النزوح في السودان.
© UNHCR/Gift Friday Noah
سيدة تعمل في حديقتها في جوبا بجنوب السودان، حيث عادت في تموز/يوليو 2021 عقب عقدين من النزوح في السودان.

مفوض شؤون اللاجئين يؤكد على أهمية إيجاد حلول لمحنة ملايين النازحين في السودان وجنوب السودان

المهاجرون واللاجئون

بعد زيارة استغرقت ثلاثة أيام إلى السودان وجنوب السودان، قال مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، إن إيجاد حلول تستند إلى السلام والتنمية يمثل أمرا بالغ الأهمية بالنسبة لمستقبل ما يقرب من سبعة ملايين نازح قسريا من البلدين.
 

وخلال الزيارة، التقى مفوض اللاجئين برئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك ورئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت، حيث ناقش معهما إمكانية أن يعمل البلدان معا في سبيل مساعدة النازحين.

وقال فيليبو غراندي إن "العودة إلى الوطن تمثل أحد الحلول ولكنها ليست الحل الوحيد، فإذا قرر شخص ما أن يظل نازحا، فيجب ضمان "إمكانية فعل ذلك بكرامة وشعور بالانتماء".

فرصة فريدة

بعد توقيع حكومتي السودان وجنوب السودان على اتفاقية سلام في عام 2018، عاد نحو 300 ألف لاجئ من جنوب السودان تلقائيا، فضلا عن عودة أكثر من مليون نازح داخل البلاد أيضا إلى ديارهم.

العودة إلى الوطن تمثل أحد الحلول ولكنها ليست الحل الوحيد -- فيبيلو غراندي

وكان نيكولاس هايسوم، رئيس بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان (أونميس)، قد حذر، في حزيران/يونيو الماضي، من أن انعدام الأمن المتفشي - ولا سيما العنف الطائفي - لا يزال يمثل عائقا أمام جهود تحقيق سلام دائم ومستدام، مشيرا إلى أن العديد من متطلبات الاتفاق بين الخرطوم وجوبا لم يتم الوفاء بها، بعد مرور ثلاث سنوات منذ التوقيع على الاتفاق.

وفي ختام زيارته، حث السيد غراندي على مواصلة دعم المبادرة المنبثقة من الاتفاق والتي تهدف إلى إيجاد حلول دائمة للاجئين والنازحين داخليا والعائدين والمجتمعات المضيفة، من خلال الإصلاح والتحول السياسي وتحقيق الأمن والتنمية والمصالحة الوطنية. وأضاف:
"هذه المبادرة تشكل فرصة فريدة لوضع الحكومات المعنية والمشردين في صميم عمليات التخطيط للمستقبل، وبالتالي، فإنها ستتطلب جهودا متضافرة لضمان تحقيق استقرار وأمن مستدامين لهم."

جنوب السودان: سكان بيبور ينتظروف الحصول على مساعدات غذائية.
UNOCHA/Emmi Antinoja
جنوب السودان: سكان بيبور ينتظروف الحصول على مساعدات غذائية.

 

منازل مدمرة وحياة بائسة

وأشارت المفوضية إلى أن العديد من العائدين من جنوب السودان عادوا ليجدوا منازلهم مدمرة، مع ترد في البنية التحتية أو قلة في الخدمات الاجتماعية أو انعدامها.

ريجينا أوشالا هي إحدى النازحات اللواتي عدن إلى ديارهن، بعد الفرار من منزلها في مدينة واو، منذ أكثر من عقدين، حيث أمضت الفتاة البالغة من العمر 42 عاما أكثر من نصف عمرها في مخيم للاجئين في السودان.

انتقلت أوشالا إلى الخرطوم قبل أن تعود مؤخرا إلى منزلها، حيث كانت تخطط لطلب المساعدة من شقيقها لكنها اكتشفت، بعد وصولها إلى مدينة جوبا، أن شقيقها قد مات.

تقطعت بها السبل وهي الآن تكافح من أجل التأقلم مع الحياة في وطنها حيث قُتل كل أفراد عائلتها في الصراع.

ضرورة إيجاد الحلول

وفقا لمفوضية شؤون اللاجئين، يحتاج الكثيرون مثل السيدة أوشالا إلى الدعم لتمكينهم من إعادة بدء حياتهم في مناطق آمنة.

وأكد السيد غراندي أن المفوضية ستواصل العمل مع حكومتي السودان وجنوب السودان لمساعدة النازحين والعائدين على العيش بأمان وكرامة. واختتم حديثه قائلا: "يتعين إيجاد الحلول كجزء من عملية السلام".