منظور عالمي قصص إنسانية

الأمين العام يدعو إلى وقف الأعمال العدائية في إثيوبيا ويجدد التزام الأمم المتحدة بدعم أفغانستان

الأزمة في شمال إثيوبيا تسببت بجعل ملايين الأشخاص بحاجة إلى مساعدات طارئة وحماية.
© UNICEF/Christine Nesbitt
الأزمة في شمال إثيوبيا تسببت بجعل ملايين الأشخاص بحاجة إلى مساعدات طارئة وحماية.

الأمين العام يدعو إلى وقف الأعمال العدائية في إثيوبيا ويجدد التزام الأمم المتحدة بدعم أفغانستان

السلم والأمن

انصب تركيز عمل المنظمات الإنسانية في الأيام والأسابيع الماضية على أفغانستان وإثيوبيا وهايتي. وفي كلمة أمام الصحفيين اليوم في نيويورك، قال الأمين العام للأمم المتحدة إن المنظمة الدولية لن تتخلى عن أفغانستان، وأشار إلى شعوره بقلق عميق بسبب معاناة السكان في إثيوبيا. أما في هايتي، فأكد أن الأمم المتحدة تواصل تقديم الدعم المنقذ للحياة.

تأتي كلمة الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، للصحفيين تزامنا مع إحياء اليوم العالمي للعمل الإنساني. وقال في بداية كلمته: "اليوم هو اليوم العالمي للعمل الإنساني، أفكارنا مع العاملين في المجال الإنساني والملايين العديدة من الأشخاص الذين يسعون جاهدين لمساعدتهم كل يوم."

"قلق خاص" بشأن ما يحدث في إثيوبيا

أعرب الأمين العام عن "قلقه الخاص" إزاء الوضع في إثيوبيا، مشيرا إلى معاناة الشعب الكبيرة، والظروف الإنسانية الرهيبة، في ظل حاجة الملايين من الناس للمساعدات وتدمير البنية التحتية.

ويأتي مؤتمر السيد غوتيريش بالتمن مع اليوم العالمي للعمل الإنساني الذي يسلط الضوء هذا العام على تغير المناخ وعواقبه على الصحة والمجتمعات.

وقال للصحفيين في المقر الدائم: "لقد سمعنا روايات مباشرة من نساء تعرضن لعنف لا يوصف. لقد أوقع انتشار الصراع المزيد من الناس في أحباله المروعة."

وأكد السيد غوتيريش أن على جميع الأطراف أن تدرك أنه لا يوجد حل عسكري وأنه من الضروري الحفاظ على وحدة واستقرار إثيوبيا وهو أمر بالغ الأهمية للمنطقة وما بعدها.

العمل على ثلاث جبهات

وناشد الأمين العام العمل على ثلاث جبهات لمنح السلام فرصة:

  • أولا، أدعو جميع الأطراف إلى وقف الأعمال العدائية على الفور.
  • ثانيا، يجب ضمان الوصول غير المقيد للمساعدات الإنسانية في كل مكان جنبا إلى جنب مع إعادة إنشاء الخدمات العامة في جميع المناطق المتضررة.
  • ثالثا، يجب تهيئة الظروف للسماح بإطلاق حوار سياسي بقيادة إثيوبية لإيجاد حل للأزمة.

وأكد أنه يمكن لمثل هذا الحوار أن يسهم في معالجة الأسباب الكامنة وراء الصراع ويضمن أن توجه الأصوات الإثيوبية الطريق إلى السلام.

خطوات ضرورية للسلام

وتابع يقول: "ستواصل الأمم المتحدة العمل مع الاتحاد الأفريقي والشركاء الإقليميين والدوليين لدعم الشعب الإثيوبي في طريقه إلى السلام والمصالحة. حان الوقت لوضع حد للمعاناة، كل هذه الخطوات ضرورية لتحقيق ذلك."

الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، يتحدث مع الصحفيين بشأن تيغراي وأفغانستان وهايتي.
United Nations
الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، يتحدث مع الصحفيين بشأن تيغراي وأفغانستان وهايتي., by United Nations

وردا على أسئلة الصحفيين، أكد الأمين العام أن مشاوراته مع الاتحاد الأفريقي مستمرة لضمان أن تكون وجهات النظر واحدة بشأن ما ينبغي فعله.

وقال: "كنت أتحدث مع دول عديدة في المنطقة، ولاحظت أن ثمة – في جميع دول المنطقة – وجهة نظر واضحة وهي أنه من المهم الحفاظ على وحدة واستقرار إثيوبيا، ومن المهم إنهاء الأعمال العدائية."

وأوضح أنه طلب من مارتن غريفيثس، بصفته وكيله للشؤون الإنسانية، إجراء اتصالات مرة أخرى مع رئيس إقليم تيغراي السيد دبرتسيون غبرميكائيل، "وفعلنا كل شيء لمحاولة إقناع الجانبين بأهمية وقف الأعمال العدائية."

وأكد أن مجلس الأمن سيجتمع مرة أخرى الأسبوع المقبل، "وآمل في أن يشارك المجتمع الدولي بأكمله هذه المناشدة التي أطلقتها."

 

وأشار إلى أن الأمم المتحدة تعمل بنشاط داخل تيغراي وفي المناطق المحيطة بها حيث يواجه الناس مشاكل جدية في الوقت الحالي، قائلا إن الأمم المتحدة تؤكد لجميع الأطراف، ولا سيما الحكومة الإثيوبية، على أنه يجب منح حق الوصول الكامل للمساعدات الإنسانية، مشيرا إلى أنه تحدث مرة أخرى مع رئيس الوزراء، هذا الصباح حول هذه المسألة.

وقال: "من المهم أن يقبل الجانبان بوقف الأعمال العدائية، ومن المهم أن يدرك الجميع أن إعادة إنشاء الخدمات العامة والوصول الكامل للمساعدات الإنسانية لجميع المناطق – تيغراي، أفار، أمهرة – الوصول الإنساني الكامل أمر مهم للغاية."

فتيات صغيرات يتجمعن في أحد مخيمات النزوح في قندهار جنوب غرب افغانستان.
© UNICEF Afghanistan
فتيات صغيرات يتجمعن في أحد مخيمات النزوح في قندهار جنوب غرب افغانستان., by © UNICEF Afghanistan

الأمم المتحدة ملتزمة بمساعدة أفغانستان

كما تتزامن كلمة السيد غوتيريش مع عيد الاستقلال في أفغانستان، حيث وجّه كلمة إلى الشعب الأفغاني قال فيها إن الأمم المتحدة ملتزمة في البقاء والمساعدة وتعزيز فرص السلام وحقوق الإنسان.

وردا على أسئلة الصحفيين بشأن ما إذا كانت الأمم المتحدة تطلب أن تدير المطار في العاصمة كابول، أكد السيد غوتيريش أن الوضع الحالي متغير للغاية والأمم المتحدة لا تطلب إدارة المطار.

من المهم أن يتحدث المجتمع الدولي بصوت واحد وواضح بشأن أهمية أن تكون هناك حكومة شاملة

وقال: "يجب أن نكون حذرين في تقديم أي اقتراح ليس لدينا القدرة على تنفيذه. أعتقد من المهم وجود ضمانات للسلامة في المطار والعثور على طريقة للانتقال لوضع طبيعي في المستقبل ولكن هذا جزء من حزمة كاملة من محادثات يجب أن تأخذ مجراها بين المجتمع الدولي وطالبان."

وأشار إلى إمكانية مراجعة تفويض الأمم المتحدة في أفغانستان، لكن الأمر يعتمد على طبيعة الوضع.

وقال إن طالبان ترغب في الشرعية والاعتراف "ولكي يتحقق ذلك أعتقد أنه من المهم أن يتحدث المجتمع الدولي بصوت واحد وواضح بشأن أهمية أن تكون هناك حكومة شاملة تمثل جميع الجماعات العرقية المختلفة الموجودة في البلاد، وأن يكون هناك احترام كامل لحقوق المرأة - وعلى وجه التحديد قضية حقوق المرأة مهمة بالنسبة لنا - وأن يقدر الأشخاص المعرضون للخطر على المغادرة، وأخيرا ألا تُستخدم الأراضي مرة أخرى من قبل أي جماعة إرهابية."

وأكد أنه من المهم جدا أن يتحد المجتمع الدولي وأن تكون له جبهة مشتركة أثناء النقاش مع طالبان من أجل تحقيق هذه الشروط.

محادثات مع طالبان؟

وردا على سؤال بشأن أي محادثات مع حركة طالبان، قال السيد غوتيريش: "أنا لم أتحدث بنفسي مع طالبان، ولكن طواقمنا في أفغانستان على اتصال وثيق مع طالبان ونقلوا هذه الرسالة بقوة."

Tweet URL

وأضاف يقول: "أنا على استعداد للتحدث معهم عندما يتضح مع من يتعين علي أن أتحدث ولأي غرض. لقد كنت على اتصال أول أمس مع نائب رئيس الوزراء ووزير خارجية قطر ونتابع المبادرة القطرية وندعمها. دعونا نأمل في أن تمهد الطريق لحكومة شاملة في أفغانستان."

نائبة الأمين العام في هايتي

وأكد الأمين العام أن العاملين الإنسانيين يقدمون دعما منقذا للحياة في مناطق مثل هايتي، قائلا "انفطرت قلوبنا بسبب المعاناة والخسائر الفادحة من الزلزال الأخير."

وأشار إلى أن الأمم المتحدة تقدم الإغاثة على الأرض – بما في ذلك الإمدادات الطبية والرعاية الصحية والمياه النظيفة والمأوى في حالات الطوارئ.

هذا وتتوجه نائبة الأمين العام، أمينة محمد، إلى هايتي للاطلاع على سبل زيادة الدعم للشعب شبه الجزيرة المنكوبة.