منظور عالمي قصص إنسانية

منظمة الصحة العالمية تشدد على ضمان استمرارية الخدمات الصحية في أفغانستان بوصفها "شريان حياة" للملايين

تسعى أم وابنها -أصيبا بحروق شديدة عندما تعرض منزلهما للهجوم، إلى اللجوء في مخيم حاجي للنازحين داخليا في قندهار بأفغانستان.
© UNICEF Afghanistan
تسعى أم وابنها -أصيبا بحروق شديدة عندما تعرض منزلهما للهجوم، إلى اللجوء في مخيم حاجي للنازحين داخليا في قندهار بأفغانستان.

منظمة الصحة العالمية تشدد على ضمان استمرارية الخدمات الصحية في أفغانستان بوصفها "شريان حياة" للملايين

الصحة

أكدت منظمة الصحة العالمية الالتزام بمواصلة عملها في أفغانستان وتقديم الخدمات الصحية الحيوية، ودعت جميع الأطراف إلى احترام المدنيين والعاملين الصحيين والمرضى والمرافق الصحية وحمايتهم.

وأعربت المنظمة عن قلق بالغ إزاء النزوح الكبير في خضم جائحة كـوفيد-19، وزيادة حالات الإسهال وسوء التغذية وارتفاع ضغط الدم والأعراض المشابهة لكوفيد-19 ومضاعفات الصحة الإنجابية.

وفي المؤتمر الصحفي الاعتيادي من جنيف، أكد مدير عام منظمة الصحة العالمية، د. تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، أن ثمة حاجة فورية لضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل مستدام، واستمرارية الخدمات الصحية في جميع أنحاء البلاد، مع التركيز على ضمان وصول النساء والفتيات إلى العاملات الصحيات.

وقال: "نحن قلقون بشكل خاص بشأن صحة ورفاهية النساء والفتيات. أدعو المجتمع الدولي وجميع الجهات الفاعلة إلى إعطاء الأولوية لحصولهن على جميع الخدمات الصحية وحماية مستقبلهن."

وأضاف أنه تحدث مع القائم بأعمال وزير الصحة في أفغانستان، د. وحيد مجروح، الموجود حاليا في كابول، وطمأنه بأن منظمة الصحة العالمية وطواقمها ستواصل دعم البلد.

إرسال مساعدات لعلاج الصدمات وغيرها

وفي بيان، أكد د. أحمد بن سالم المنظري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، أن استمرار الحصول على المساعدات الإنسانية، ومن ضمنها الخدمات الصحية الأساسية والإمدادات الطبية، "شريان حياة بالغ الأهمية لملايين الأفغان، ويجب عدم توقفه."

وقد خلّفت شهور العنف خسائر فادحة في النظام الصحي الأفغاني الهش، الذي كان يواجه بالفعل نقصا في الإمدادات الأساسية خلال جائحة كوفيد-19.

وعلى الرغم من انعدام الأمن، أرسلت منظمة الصحة العالمية يوم أمس (17 آب/أغسطس) إلى مستشفى وزير أكبر خان في كابول 33 وحدة مختلفة من مجموعات الرضوح، تكفي لتغطية 500 عملية جراحية لـ 500 مريض بالرضوح و750 من ضحايا الحروق، وأرسلت 10 مجموعات طبية أساسية تكفي لتوفير الأدوية الضرورية لنحو 10,000 شخص لثلاثة أشهر.

طالبات يتدربن على مهنة القبالة في قندهار.
© UNFPA Afghanistan
طالبات يتدربن على مهنة القبالة في قندهار.

 

كما زودت منظمة الصحة العالمية هذا الأسبوع مستشفى هلمند الإقليمي بست مجموعات من اللوازم الطبية الأساسية، وحزمة واحدة من مجموعات الكوليرا، لدعم توفير الأدوية الأساسية لنحو 6,000 شخص لثلاثة أشهر وعلاج 100 حالة إسهال.

وتبرعت المنظمة أيضا في الأسبوع الماضي بإمدادات طبية لثلاثة شركاء صحيين لمواصلة عملهم الضروري في منشآتهم الصحية وسد ثغرات عدم توافر الإمدادات.

وتلقى العاملون الصحيون في 10 مستشفيات إحالة، على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، تدريبات على معالجة الإصابات الجماعية. ومنذ كانون الثاني/يناير، دعمت المنظمة رعاية الرضوح في 134 مرفقا صحيا في 34 مقاطعة. وقد أبلغت هذه المستشفيات عن 20,988 حالة رضوح في الشهرين الماضيين.

تحذير من مخاطر توقف الرعاية الصحية

نتيجة للصراع الأخيرة، زادت الإصابات الناجمة عن الرضوح، وهو ما تطلب زيادة الخدمات الطبية والجراحية الطارئة. في تموز/يوليو 2021، كان هناك نحو 13,897 حالة رضوح مرتبطة بالنزاعات في 70 مرفقا صحيا تدعمه المنظمة، مقارنة بـ 4,057 حالة في تموز/يوليو 2020.

علاوة على ذلك، لا تزال الهجمات على مرافق الرعاية الصحية تمثل تحديا كبيرا، فمنذ كانون الثاني/يناير حتى تموز/يوليو 2021، تضرر 26 مرفقا صحيا و31 عاملا في الرعاية الصحية، ولقي من بينهم 12 عاملا صحيا حتفهم، بحسب منظمة الصحة العالمية.

وقال د. أحمد المنظري في البيان: "قيّمت منظمة الصحة العالمية وشركاؤها الاحتياجات الصحية للنازحين تقييما أوليا، ونشرت ثلاثة فرق صحية متنقلة لتقديم الخدمات الطبية، ولكن التدخلات توقفت منذ 36 ساعة بسبب انعدام الأمن."

وحذر من أن تأخر الرعاية الصحية وتوقفها سيؤدي إلى زيادة مخاطر فاشيات الأمراض، ويحول دون سعي بعض الفئات الأشد ضعفا للحصول على الرعاية الصحية المنقذة للحياة.

وتواصل منظمة الصحة العالمية العمل مع الشركاء في التصدي لكوفيد-19، مع التركيز على التشخيص والاختبار والترصد والرعاية السريرية والوقاية من العدوى ومكافحتها والتطعيم وإحالات النازحين مؤخرا في المدن الكبرى.

وشدد د. المنظري في ختام البيان على أن شعب أفغانستان يحتاج إلى الدعم والتضامن اليوم أكثر من أي وقت مضى. "ولا يمكن التراجع عن مكاسب السنوات العشرين الماضية."