منظور عالمي قصص إنسانية

أفغانستان: احتياجات إنسانية متنامية، وتخوف على حالة حقوق النساء وحماية الأطفال

فرت أم وأطفالها من الصراع في لاشكرغاه ويعيشون الآن في مخيم للنازحين في قندهار، جنوب أفغانستان.
© UNICEF Afghanistan
فرت أم وأطفالها من الصراع في لاشكرغاه ويعيشون الآن في مخيم للنازحين في قندهار، جنوب أفغانستان.

أفغانستان: احتياجات إنسانية متنامية، وتخوف على حالة حقوق النساء وحماية الأطفال

حقوق الإنسان

على الرغم من التحديات الهائلة، تلتزم المنظمات الإنسانية – كل من الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية – في أفغانستان بتقديم المساعدات والخدمات لملايين الأشخاص المحتاجين مع الالتزام بالمبادئ الإنسانية المتمثلة في الإنسانية والحياد والنزاهة والاستقلالية. 

جاء ذلك على لسان المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، خلال المؤتمر الصحفي اليومي من المقر الدائم بنيويورك. وكان دوجاريك يتحدث عن الشق الإنساني للأزمة في أفغانستان.

وقال: "على الصعيد الإنساني، يقول زملاؤنا الإنسانيون إنه منذ الأول من تموز/يوليو، تدفق الناس الذين فرّوا إلى كابول والمدن الكبيرة الأخرى بحثا عن الأمان من الصراع والتهديدات الأخرى."

وبحسب الوكالات الإنسانية، تم تحديد 17,500 من النازحين الجدد خلال الشهر الماضي، وصل معظم النازحين في الأيام الأخيرة من ولايتي غزني ولوغار.

وقال دوجاريك: "تلقى حوالي 13,500 من هؤلاء الأشخاص دعما على شكل طعام ونقود ورعاية صحية ومستلزمات منزلية، ودعما في مجال المياه والصرف الصحي."

ولا تزال خطة الاستجابة الإنسانية لأفغانستان البالغة 1.3 مليار دولار ممولة بنسبة 38 في المائة فقط، مما يخلف عجزا يبلغ 800 مليون دولار.

قتل وتشويه الآلاف من الأطفال

في 13 آب/أغسطس، صدر التقرير الخامس للأمين العام للأمم المتحدة حول الأطفال والنزاع المسلح في أفغانستان. وسلط التقرير الضوء على أن 5,770 صبيا وفتاة قُتلوا وشوّهوا في أفغانستان بين كانون الثاني/يناير 2019 وكانون الأول/ديسمبر 2020.

علاوة على ذلك، شكلت الإصابات بين الأطفال في النصف الأول من عام 2021 أكبر عدد من القتلى والمشوّهين من الأطفال سجلته الأمم المتحدة لهذه الفترة في أفغانستان على الإطلاق، وقد تفاقم الوضع في الأسابيع والأيام الماضية.

وقالت فيرجينيا غامبا، ممثلة الأمين العام الخاصة المعنية بالأطفال والنزاع المسلح، إن أفغانستان لا تزال واحدة من أخطر الأماكن التي يعيش فيها الطفل ويكبر.

وأضافت تقول: "إنني أشعر بالفزع من استمرار ارتفاع مستويات العنف المتزايد التي يعاني منها الأطفال في أفغانستان، بمن فيهم أولئك المحاصرون في المعارك."

ودعت إلى وقف جميع الانتهاكات، وقالت: "أحث طالبان وجميع الأطراف الأخرى على التقيد بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان، وكذلك من خلال الالتزامات الوطنية، وحماية أرواح وحقوق جميع الأشخاص، بما في ذلك النساء والفتيات."

تجنيد الأطفال

محب الله، 11 عامh، من منطقة 7 بمدينة قندهار، انتقل إلى مخيم حاجي للنازحين بسبب الحرب والصراع. كان في الصف الرابع في مسقط رأسه. الآن لا يتمكن الوصول إلى المدرسة.
© UNICEF Afghanistan
محب الله، 11 عامh، من منطقة 7 بمدينة قندهار، انتقل إلى مخيم حاجي للنازحين بسبب الحرب والصراع. كان في الصف الرابع في مسقط رأسه. الآن لا يتمكن الوصول إلى المدرسة.

 

بحسب التقرير، تم تجنيد 260 طفلا (كلهم أولاد) وتم استخدامهم في أدوار قتالية، ومعظم ذلك كان على يد حركة طالبان (88 في المائة من التجنيد).

ودعت غامبا جميع الأطراف وخاصة طالبان إلى منع تجنيد واستغلال واختطاف وقتل وتشويه الأطفال، ووقف الانتهاكات واتخاذ إجراءات ملموسة لحماية الأطفال والمدارس والمستشفيات والتخفيف من الإصابات في صفوف الأطفال.

وقالت: "الأطفال هم الضحايا الرئيسيون للنزاع الأفغاني، عندما يجب أن يكونوا أول الحاصلين على الحماية من العنف. يجب أن يتوقف العنف ضد الأطفال في أفغانستان الآن."

ضرورة اتخاذ إجراءات سريعة

وفي بيان آخر حول الأوضاع في أفغانستان، حث خبراء حقوقيون يوم الاثنين على اتخاذ إجراءات عالمية سريعة لحماية حقوق الإنسان ومنع "ذبح المدنيين"، مشيرين إلى أن الشراكة في العمل بين جمهورية أفغانستان الإسلامية والمجتمع الدولي على مدى السنوات العشرين الماضية، مع المدافعين الأفغان عن حقوق الإنسان، والمجموعات النسوية وغيرها من منظمات المجتمع المدني والشعب الأفغاني، يتعرض لتهديد خطير.

وقال الخبراء إن الهجوم العسكري لطالبان يتسم بالاستهداف المباشر للمدنيين، والمجتمع المدني والصحفيين، والإعدام بإجراءات موجزة، واغتيال مدافعين عن حقوق الإنسان، والإعدام الجماعي للمدنيين، والقيود غير القانونية على حقوق الإنسان للنساء والفتيات.

وقال الخبراء: "نعيد التأكيد بإصرار على أنه من غير المقبول أن تقف الدول على الهامش عندما تجتاح الأراضي الأفغانية منظمة مدرجة على قائمة المنظمات الإرهابية بحسب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وتتورط في أعمال قد ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية."

تخوف على حقوق النساء والفتيات

سيدة في أفغانستان تسير في أحد شوارع هرات بأفغانستان.
UNAMA/Fraidoon Poya
سيدة في أفغانستان تسير في أحد شوارع هرات بأفغانستان.

 

وبحسب الخبراء، فإن تقارير من 16 ولاية تفيد بأن معظم النساء يتعرضن لنفس الانتهاكات التي ظهرت منذ 20 عاما عندما كانت طالبان تسيطر على البلاد، بما في ذلك الإجبار على ارتداء البرقع، والزواج القسري، والقيود على حرية الحركة والاستعانة بمحرم ومنع العمل وفرض قيود على الوصول للرعاية الصحية والتعليم وغيرها.

وأشار الخبراء إلى أن حوالي 80 في المائة من ربع مليون أفغاني أجبروا على الفرار منذ نهاية أيار/مايو هم من النساء والأطفال.

وقال الخبراء: "لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي بينما يتم التعامل مع حياة الشعب الأفغاني بالازدراء والسخرية والإنهاك. تُعدّ أفغانستان حالة اختبار لقيمة ميثاق الأمم المتحدة، والتزام الدول بمنع بلاء الإرهاب من تدمير المجتمعات المتكئة على الحقوق والقيم."

وحثوا جميع الدول على الوقوف بحزم والتحلي بالشجاعة والوضوح للعمل من أجل منع المزيد من العنف والأذى.