منظور عالمي قصص إنسانية

منظمة الفاو تهرع لدعم المزارعين والرعاة في أفغانستان تفاديا لتردي الحالة الاقتصادية المتدهورة أصلا

في أفغانستان، من المتوقع أن يكون موسم الحصاد القادم في أيلول/سبتمبر أقل بكثير من المعتاد بسبب الجفاف
UNAMA/Eric Kanalstein
في أفغانستان، من المتوقع أن يكون موسم الحصاد القادم في أيلول/سبتمبر أقل بكثير من المعتاد بسبب الجفاف

منظمة الفاو تهرع لدعم المزارعين والرعاة في أفغانستان تفاديا لتردي الحالة الاقتصادية المتدهورة أصلا

التنمية الاقتصادية

من المتوقع أن تتدهور حالة انعدام الأمن الغذائي في أفغانستان على المدى القصي. ويعاني واحد من كل ثلاثة أشخاص من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد بسبب الصراع المستمر وجائحة كوفيد-19 وارتفاع أسعار المواد الغذائية وتفشي البطالة.

وبالإضافة إلى الوضع الأمني المتدهور على نطاق واسع، من المتوقع أن يكون موسم الحصاد القادم في أيلول/سبتمبر أقل بكثير من المعتاد بسبب الجفاف الحالي الناجم عن ظاهرة النينيا المناخية.

وتعمل منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) في أفغانستان مع الشركاء والحكومة لتوفير المساعدة الضرورية لسبل العيش من خلال الإسهامات الزراعية والتدريب الزراعي، بالإضافة إلى المساعدة النقدية المنقذة للحياة للفئات الأكثر ضعفا بما في ذلك المزارعون والرعاة والأسر، لزيادة صمود سبل عيشهم وتحسين الأمن الغذائي والتغذوي.

يقول راجندرا كومار أريال، ممثل الفاو في أفغانستان: "تمكنا من دعم أكثر من 150,000 أسرة بمختلف الإسهامات الزراعية، وإسهامات الثروة الحيوانية، والتدريب والتوعية، لأننا ندرك أن هناك أشخاصا آخرين.. المزيد والمزيد من الناس عرضة للخطر، ويعانون من انعدام الأمن الغذائي."

تزويد المزارعين بالبذور والأسمدة

زودت الفاو خيالي غول، وهو مزارع أفغاني من إحدى القرى في كونار، ببذور وأسمدة عالية الجودة إلى جانب تقديم التدريب الخاص على ممارسات زراعة القمح لتحسين الإنتاجية.

يقول غول: "تلقينا هذا الدعم عندما كنا بحاجة إليه. لقد تم دعمنا بـ 50 كيلوغراما من القمح، وهي بذور معتمدة، و50 كيلوغراما من سماد اليوريا و50 كيلوغراما من سماد DAP."

يتم تزويد أصحاب المواشي والرعاة بإمدادات الثروة الحيوانية والتدريب والدعم البيطري للحفاظ على صحة مواشيهم. وذلك لمنع المواطنين من بيع ماشيتهم – مصدر دخلهم الوحيد - بسبب اليأس. وغالبا ما يؤدي البيع بسبب الضيق إلى الهجرة الريفية وإلى تدهور الأمن الغذائي.

يقول مالك نعمت خان، ممثل مجتمع كوتشي في لغمان: "لقد تلقى هؤلاء الأشخاص حقيبتين من علف الحيوانات لحماية مواشيهم. يسعد الناس جدا لهذا الأمر لأنه يمكن أن يطعم حيواناتهم لمدة تصل إلى شهرين أو ثلاثة. حتى لو تم التخفيف عن شخص ما لمدة ثلاثة أشهر على الأقل، فهذا أيضا إنجاز ضخم."

التخفيف من آثار كوفيد

لتقليل تأثير كـوفيد-19 على الأنشطة الاقتصادية، تم تزويد مختلف أصحاب المصلحة في السوق بدورات تدريبية لزيادة الوعي بما في ذلك النشرات الإعلامية الموضحة وحزمات السلامة لمنع انتقال كوفيد-19 في الأسواق.

وتم قياس درجة حرارة الجسم عند بوابات الدخول إلى السوق وتوفير مرافق غسل اليدين للجميع. وقد اتخذت هذه الإجراءات لضمان استقرار الإمدادات الغذائية في الأسواق.

ويتوفر للمزارعين ومالكي الماشية والرعاة منفذ لبيع منتجاتهم ولا تتعطل النظم الغذائية.

ولتحسين وصول الناس إلى الغذاء، وتلبية احتياجاتهم الأساسية الأكثر إلحاحا، قامت منظمة الأغذية والزراعة بتوسيع نطاق برامجها لتقديم تحويلات نقدية غير مشروطة للعمال المعدمين الضعفاء والأسر الزراعية الهامشية في أكثر المقاطعات التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي في أفغانستان.

وتُعطى الأولوية لذوي الإعاقة والأسر التي تعولها نساء. في عام 2020، شكلت هذه الفئات 38 في المائة من الأسر المستفيدة.

مشهد من العاصمة الأفغانية كابول
UNAMA/Abdul Malik Asem
مشهد من العاصمة الأفغانية كابول.

 

التزام بالعمل في أفغانستان

على الرغم من الصراع الدائر، تلتزم منظمة الفاو بمواصلة توفير سبل العيش والمساعدات النقدية لأولئك الذين هم في أمس الحاجة إليها وتجنب تدهور حالة الأمن الغذائي.

يقول ممثل الفاو في أفغانستان: "التركيز الرئيسي لمنظمة الفاو لعام 2021 هو مواصلة العمل، سنواصل عملنا والتزامنا بالبقاء وإنجاز (مهمتنا). نحن نعتزم استهداف ما يقرب من نصف مليون أسرة في عام 2021 - مع التركيز بشكل خاص على المقاطعات التي تعاني من المرحلة 3 والمرحلة 4 من انعدام الأمن الغذائي الحاد – (ودعمها) بالإسهامات الزراعية وإسهامات الثروة الحيوانية والتدريب وما إلى ذلك."