منظور عالمي قصص إنسانية

ارتفاع نسبة الأطفال المهاجرين غير المصحوبين الذين يحاولون الوصول إلى دول الخليج

عبر أكثر من 16،500 مهاجر البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا في الأشهر الأربعة الأولى من عام 2021.
SOS Méditerranée/Anthony Jean
عبر أكثر من 16،500 مهاجر البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا في الأشهر الأربعة الأولى من عام 2021.

ارتفاع نسبة الأطفال المهاجرين غير المصحوبين الذين يحاولون الوصول إلى دول الخليج

المهاجرون واللاجئون

بحسب المنظمة الدولية للهجرة، ارتفعت نسبة الأطفال المهاجرين غير المصحوبين أو المنفصلين عن ذويهم عبر شبه الجزيرة العربية بين عامي 2019 و2020 وذلك لأسباب متنوعة، ومن بينها البحث عن سبل العيش.

وتُعد جيبوتي نقطة عبور رئيسية للمهاجرين الذين يسافرون عبر شبه الجزيرة العربية، أو ما يُسمّى بـ "الطريق الشرقي"، وتتضمن الرحلة ثلاث مراحل: الأولى عندما يغادر المهاجرون من بلدانهم الأصلية باتجاه أوبوك في جيبوتي أو بوساسو في الصومال. والثانية، القيام برحلة بحرية بين أوبوك أو بوساسو إلى اليمن، وهي دولة العبور إلى دول الخليج. والمرحلة الثالثة هي الوصول إلى وجهتهم النهائية.

وبحسب المنظمة الدولية للهجرة، عادة ما يأمل أكثر من 90 من المائة من المهاجرين الذين يصلون إلى اليمن في الوصول إلى المملكة العربية السعودية، ولكن مع زيادة الأمن الحدودي منذ نيسان/أبريل 2020 بسبب جائحة كـوفيد-19، أصبح العبور إلى البلاد شبه مستحيل.

تقول منى إبراهيم، مسؤولة الحماية الوطنية في المنظمة الدولية للهجرة في جيبوتي: "كان الكثيرون يأملون في الحصول على عمل في الخليج لسداد الديون التي مولت رحلتهم، وإرسال الأموال إلى عائلاتهم في الوطن."

لكن آمال الكثيرين تتبدد بسبب صعوبة الوصول إلى وجهتهم النهائية في ظل القيود المفروضة. ونتيجة لذلك، تقطعت السبل بما لا يقل عن 32,000 مهاجر في اليمن، ويعيشون مع وصول محدود للغاية للمأوى والرعاية الصحية والطعام والماء.

أوضاع مزرية في اليمن

يواجه المهاجرون في اليمن انتهاكات لحقوق الإنسان بما في ذلك الاختطاف والاستغلال والاحتجاز التعسفي. وكانت هذه المخاطر موجودة قبل الجائحة، لكنها ازدادت خلال الأشهر 18 الماضية.

ومع توفر خيارات قليلة للعودة إلى الديار، فإن المهاجرين على طول هذا الطريق يطلبون مساعدة المهربين للعبور البحري للعودة إلى جيبوتي والصومال دون أي ضمان بالوصول بأمان.

ويستخدم المهربون قوارب صغيرة، غير صالحة للإبحار ومكتظة ويمكن أن تجنح بسهولة. وفي بعض الأحيان يرمي البعض مهاجرين في البحر لتخفيف الوزن.

طفل نازح بسبب الصراع في تيغراي متواجد في مركز للصحة العقلية في إثيوبيا.
IOM/Kaye Viray

 

ارتفاع عدد الأطفال المهاجرين غير المصحوبين

وتشير المنظمة إلى أن عددا أكبر من الأطفال المهاجرين غير المصحوبين بذويهم يقومون بهذه الرحلة التي تمر عبر المناطق الصحراوية والبحر واليمن الذي تمزقه الحرب.

وقد ارتفعت نسبتهم بين عامي 2019 و2020 من 6 في المائة إلى 9 في المائة. وبشكل عام، شكل الأطفال المهاجرون غير المصحوبين ما يصل إلى 71 في المائة من جميع الأطفال المهاجرين عبر "الطريق الشرقي" في عام 2020، مقارنة بـ 46 في المائة في عام 2019.

يوضح "تقرير الهجرة في أفريقيا" الذي وضعته المنظمة الدولية للهجرة والاتحاد الأفريقي، أن الأطفال – مع أسرهم أو بدونها – يهاجرون أو يفرون داخل أفريقيا لأسباب متنوعة، وغالبا ما يبحثون عن سبل العيش والدعم الاجتماعي الآخر الذي يسمح لهم بالوصول إلى احتياجاتهم الأساسية.

تقول منى إبراهيم: "الأطفال المهاجرون على طول الطريق الشرقي معرضون بشكل خاص للعنف والسخرة والاتجار والاحتجاز، والذي يتزايد بشكل أكبر مع الأطفال غير المصحوبين بذويهم أو المنفصلين عن ذويهم، الذين غالبا ما لا يكونون قادرين على حماية أنفسهم خلال رحلتهم المحفوفة بالمخاطر."

ويقع على عاتق الدول التزام بموجب اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل بحماية الأطفال، كما أن الجهات الفاعلة الإنسانية، سواء الدولية أو المحلية، تنسق مع الدول لتوفير الحماية والرعاية المتخصصة.

قصة أمارة الطفلة المهاجرة غير المصحوبة

وجدت الطفلة أمارة (اسم مستعار) نفسها في قارب يغرق يسيطر عليه المهربون قبالة سواحل جيبوتي. وكانت واحدة من بين 60 مهاجرا ولاجئا كانوا يحاولون العودة من اليمن إلى القرن الأفريقي عبر جيبوتي في نيسان/أبريل، عندما تحطم قاربهم وغرق.

وقد أودى ذلك بحياة والدتها وشقيقها الأصغر، إلى جانب عشرات آخرين، لكنها نجت بأعجوبة – هي و14 شخصا آخر كانوا على متن القارب.

وجدت أمارة (7 أعوام) نفسها وحيدة وخائفة، واعتمدت على الناجين الآخرين لطلب النجدة. ومعا، شقوا طريقهم نحو الساحل حيث تلقفهم خفر السواحل ونقلهم إلى مدينة جيبوتي.

بعد شهرين من محنتها المأساوية، غادرت أمارة جيبوتي في 24 حزيران/يونيو 2021، بصحبة منسق حماية المنظمة الدولية للهجرة للأطفال غير المصحوبين في جيبوتي، للم شملها مع أفراد أسرتها في إثيوبيا.

لكن يظل الآلاف من الأطفال غير المصحوبين بذويهم، مثل أمارة، عالقين على طول "الطريق الشرقي."