منظور عالمي قصص إنسانية

مبعوثة أممية تحذر مجلس الأمن من أن أفغانستان تمر "بمنعطف خطير"

نازحون بسبب انعدام الأمن في أفغانستان يلجأون إلى مخيم في ولاية هرات الغربية.
IOM/Muse Mohammed
نازحون بسبب انعدام الأمن في أفغانستان يلجأون إلى مخيم في ولاية هرات الغربية.

مبعوثة أممية تحذر مجلس الأمن من أن أفغانستان تمر "بمنعطف خطير"

السلم والأمن

مع دخول الحرب في أفغانستان الآن "مرحلة جديدة وأكثر فتكا وتدميرا"، ناشدت كبيرة مسؤولي الأمم المتحدة في البلاد يوم الجمعة مجلس الأمن التحرك لتجنب كارثة.

وقالت الممثلة الأممية الخاصة ديبورا ليونز، رئيسة بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان (يوناما)، إن تقدم حركة طالبان في الأشهر الأخيرة، التي تستهدف الآن المدن الرئيسية، يذكرنا بالحرب في سوريا والبلقان.

وقالت: "أفغانستان الآن تمر بمنعطف خطير. أمامنا إما مفاوضات سلام حقيقية أو مجموعة متشابكة بشكل مأساوي من الأزمات: صراع عنيف بشكل متزايد مصحوب بحالة إنسانية حادة وتضاعف انتهاكات حقوق الإنسان."

وحذرت السيدة ليونز من أن العواقب قد تمتد إلى ما وراء حدود البلاد، فقد حثت السفراء على اغتنام الفرصة وإبداء الالتزام "لمنع أفغانستان من الانزلاق إلى حالة كارثة خطيرة للغاية بحيث لا يكون لها مثيل في هذا القرن".

"نوع مختلف من الحرب"

بعد الاستيلاء على المناطق الريفية في أعقاب رحيل القوات الأجنبية، تتقدم حركة طالبان الآن في المدن الكبرى، وتتعرض عواصم المقاطعات في قندهار وهرات ولشكرغاه لضغوط كبيرة.

وذكرت السيدة ليونز أن الخسائر البشرية كانت مدمرة. فقد تم تسجيل أكثر من 1000 ضحية في هذه المناطق الثلاث في الشهر الماضي وحده، بينما تم تدمير المنازل والمستشفيات والجسور والبنية التحتية الأخرى.

كان القتال شرسا بشكل خاص في لشكرغاه، عاصمة إقليم هلمند في الجنوب، حيث قُتل ما لا يقل عن 104 مدنيين، وأصيب 403 آخرون، خلال الأيام العشرة الماضية.

"هذه حرب من نوع مختلف، تذكرنا بسوريا مؤخرا أو سراييفو في الماضي غير البعيد"، قالت المسؤولة الأممية مشيرة إلى أن "مهاجمة المناطق الحضرية تعني إلحاق أضرار جسيمة وإحداث خسائر فادحة في صفوف المدنيين، عن قصد."

طالبان تتلقى دعما من مقاتلين أجانب

Tweet URL

وقال سفير أفغانستان لدى الأمم المتحدة، غلام إيزاكزاي، إن طالبان لا تعمل بمفردها. وأبلغ المجلس أن أكثر من 10 آلاف مقاتل أجنبي موجودون في البلاد، يمثلون 20 جماعة من بينها القاعدة وداعش.

"هناك أدلة متزايدة على أن حركة تركستان الشرقية الإسلامية والحركة الإسلامية في أوزبكستان، اللتين بايعتا تنظيم داعش، قاتلتا إلى جانب طالبان في مقاطعات فارياب وجوزجان وتخار وبدخشان حيث يتواجدون حاليا مع عائلاتهم الخاضعة لسيطرة طالبان" كما قال السيد إيزاكزاي الذي كان يتحدث نيابة عن وزير خارجية أفغانستان.

"الرابط بين طالبان وهذه الجماعات الإرهابية العابرة للحدود هو أقوى اليوم مما كان عليه في أي وقت في الآونة الأخيرة."

"مزاج الرعب"

وأشارت السيدة ليونز إلى أنه على مدى السنوات الثلاث الماضية، أجرت السلطات الأفغانية، وكذلك المجتمع الدولي، مناقشات عديدة مع طالبان من أجل إيجاد سلام وتوافق سياسي.

في كل مرة، كان التوقع هو أن العنف سينخفض، وأن الشيء نفسه سيحدث عندما غادرت القوات الأجنبية البلاد في وقت سابق من هذا العام.

وقالت: "بدلاً من ذلك، على الرغم من التنازلات الكبيرة من أجل السلام، فقد شهدنا زيادة بنسبة 50 في المائة في الخسائر المدنية، مع اليقين من أن هناك عدد أكبر بكثير مع تعرض المدن للهجوم".

وشددت مبعوثة الأمم المتحدة، في معرض تأكيدها على الدور الفريد لمجلس الأمن، على أن دعمه لأفغانستان وعمله أمر حاسم بالنسبة لشعب البلاد. وسلطت الضوء على الفرصة المتاحة الآن لإظهار الالتزام.

"خلال حديثي مع الأفغان، فإن الانطباع الذي لدي الآن هو أن السكان ينتظرون بتخوف ظلا مظلما يمر فوق المستقبل الأكثر إشراقا الذي كانوا يتخيلونه من قبل. من الصعب بالنسبة لي وصف حالة الرهبة التي نواجهها كل يوم."

"يواجه الأفغان هذا الظلام القادم وهم يشعرون بتخلي المجتمع الإقليمي والدولي عنهم. إنهم يتوقعون منكم قدرا أكبر من المشاركة والدعم الواضح، إذ إن المجلس مكلف بصون السلام والأمن الدوليين".

أرسل إشارة قوية

ديبورا ليونز، الممثلة الخاصة للأمين العام ورئيسة بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان، تخاطب اجتماع مجلس الأمن بشأن الحالة في أفغانستان.
UN Photo/Loey Felipe
ديبورا ليونز، الممثلة الخاصة للأمين العام ورئيسة بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان، تخاطب اجتماع مجلس الأمن بشأن الحالة في أفغانستان.

وقبيل المحادثات في قطر الأسبوع المقبل واجتماع المجلس المقبل بشأن أفغانستان في أيلول/سبتمبر، حثت السيدة ليونز أعضاء مجلس الأمن على اغتنام الفرصة لمعالجة الوضع المتدهور في البلاد.

وقالت إن مجلس الأمن يجب أن يصدر بيانا لا لبس فيه بأن الهجمات على المدن يجب أن تتوقف الآن، بينما يجب على الدول التي تجتمع مع ممثلي طالبان أن تصر على وقف عام لإطلاق النار واستئناف المفاوضات.

"نحن كأعضاء في المجتمع الإقليمي والدولي، وممثلين جيدا من قبل هذا المجلس، يجب أن نضع خلافاتنا جانبا بشأن مسألة أفغانستان وأن نرسل إشارة قوية - ليس فقط في بياناتنا العامة ولكن أيضا في اتصالاتنا الثنائية بكلا الطرفين – مفادها بأنه من الضروري وقف القتال والتفاوض بهذا الترتيب. وإلا قد لا يتبقى شيء لنفوز به".