منظور عالمي قصص إنسانية

نفاد الوقت مسألة حياة أو موت بالنسبة للبلدان على خط المواجهة مع أزمة المناخ

الناس يسيرون في فيضانات المياه في منطقة كوريغرام في بنغلاديش.
© UNICEF/G.M.B. Akash
الناس يسيرون في فيضانات المياه في منطقة كوريغرام في بنغلاديش.

نفاد الوقت مسألة حياة أو موت بالنسبة للبلدان على خط المواجهة مع أزمة المناخ

المناخ والبيئة

أكد الأمين العام للأمم المتحدة، يوم الخميس، أن نفاد الوقت في العالم للحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى ما دون درجتين مئويتين، مسألة حياة أو موت بالنسبة للبلدان المعرضة للتغير المناخي على الخط الأمامي للأزمة.

قال أنطونيو غوتيريش، في حديثه إلى القمة المالية الأولى للبلدان المعرضة لخطر تغير المناخ (التي تضم 48 دولة معرضة بشكل منهجي للكوارث المناخية)، إن تلك الدول بحاجة إلى طمأنة بأن الدعم المالي والتقني سيأتي قريبا.

وقال "لإعادة بناء الثقة، يجب على الدول المتقدمة أن توضح الآن، كيف ستقدم بفعالية 100 مليار دولار في تمويل المناخ سنويا إلى العالم النامي، كما وعدت منذ أكثر من عقد".

وقال الأمين العام للأمم المتحدة إنه من أجل أن "يقف العالم مجددا على قدميه"، واستعادة التعاون بين الحكومات والتعافي من الجائحة بطريقة تتسم بالمرونة تجاه المناخ، يجب دعم الدول الأكثر ضعفا بشكل مناسب.

خطر حدوث كارثة

طلب السيد غوتيريش خطة واضحة للوصول إلى أهداف تمويل المناخ بحلول عام 2025. وهو أمر وعد بالتأكيد عليه لوزراء مالية مجموعة العشرين في اجتماعهم القادم هذا الأسبوع.

وأضاف أن مؤسسات تمويل التنمية تلعب دورا كبيرا في دعم البلدان على المدى القصير. وستقوم إما بتسهيل التعافي منخفض الكربون والمرن تجاه المناخ، أو أنها سترسخ استثمارات عالية الكربون، وعمل كالمعتاد، واستخدام كثيف للوقود الأحفوري.

وقال "لا يمكننا أن ندع هذا يحدث".

وذكّر الأمين العام بأن التأثيرات المناخية التي نشهدها اليوم - التي تبلغ حاليا 1.2 درجة فوق مستويات ما قبل الصناعة - تعطي العالم لمحة عما ينتظرنا: فترات جفاف طويلة وظواهر جوية شديدة ومكثفة وفيضانات رهيبة.

وأكد أنه "لطالما حذر العلم من أننا بحاجة إلى الحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى 1.5 درجة. علاوة على ذلك، فإننا نجازف بحدوث كارثة ... إن الحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية مسألة بقاء بالنسبة للبلدان المعرضة لتغير المناخ".

المزيد من التكيف

شاب من جمهورية كيريباس بالمحيط الهادئ يسبح في منطقة غمرتها المياه. جزر المحيط الهادئ من أشد البلدان تأثرا بتغير المناخ.
UNICEF/Sokhin
شاب من جمهورية كيريباس بالمحيط الهادئ يسبح في منطقة غمرتها المياه. جزر المحيط الهادئ من أشد البلدان تأثرا بتغير المناخ.

أبرز الأمين العام للأمم المتحدة أن 21٪ فقط من تمويل المناخ يذهب نحو التكيف والمرونة، ويجب أن يكون هناك تخصيص متوازن لكل من التكيف والتخفيف.

وحذر من أن تكاليف التكيف الحالية في البلدان النامية تبلغ 70 مليار دولار سنويا، وقد ترتفع إلى 300 مليار دولار سنويا بحلول عام 2030.

"إنني أدعو إلى تخصيص 50 في المائة من تمويل المناخ على مستوى العالم من البلدان المتقدمة وبنوك التنمية متعددة الأطراف للتكيف والمرونة في البلدان النامية. وعلينا أن نجعل الوصول إلى التمويل المتعلق بالمناخ أسهل وأسرع".

استثمر لإنقاذ آلاف الأرواح: تقرير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية

كما رحب الأمين العام للأمم المتحدة يوم الخميس بتقرير جديد صادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) يكشف أنه يمكن إنقاذ ما يقدر بنحو 23،000 شخص سنويا- مع فوائد محتملة لا تقل عن 162 مليار دولار سنويا - من خلال تحسين التنبؤات الجوية وأنظمة الإنذار المبكر، والمعلومات المناخية، والمعروفة باسم شبكات الرصد الجوي الهيدرولوجي أو الهيدروميت.

وفي رسالة بالفيديو بمناسبة نشر تقرير الفجوات في شبكات الرصد الجوي الهيدرولوجي الأول، قال الأمين العام إن هذه الخدمات ضرورية لبناء القدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ.

ودعا السيد غوتيريش مرة أخرى إلى تحقيق اختراق في التكيف والمرونة في عام 2021، مع زيادات كبيرة في حجم تمويل التكيف وإمكانية التنبؤ به.

وأشار إلى أن الدول الجزرية الصغيرة النامية وأقل البلدان نمواً حيث لا تزال هناك فجوات كبيرة في بيانات الطقس الأساسية، سوف تستفيد أكثر من غيرها.

وقال "هذه تؤثر على جودة التنبؤات في كل مكان، لا سيما في الأسابيع والأيام الحرجة التي تكون فيها الإجراءات الاستباقية ضرورية للغاية".

وفقا للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)، فإن الاستثمارات في أنظمة الإنذار المبكر متعددة المخاطر تخلق فوائد تساوي عشرة أضعاف تكلفتها على الأقل وهي حيوية لبناء القدرة على الصمود في وجه الأحوال الجوية القاسية.

حاليا، 40 في المائة فقط من البلدان لديها أنظمة إنذار فعالة.