منظور عالمي قصص إنسانية

على مدار 14 عاما، مصر تقطع شوطا كبيرا في الحد من انتشار إنفلونزا الطيور بجهود مشتركة مع الفاو

مزارعو الدواجن يختبرون الدجاج للتأكد من خلوها من فيروس أنفلونزا الطيور.
FAO/Giulo Napolitano
مزارعو الدواجن يختبرون الدجاج للتأكد من خلوها من فيروس أنفلونزا الطيور.

على مدار 14 عاما، مصر تقطع شوطا كبيرا في الحد من انتشار إنفلونزا الطيور بجهود مشتركة مع الفاو

المناخ والبيئة

لا يزال مرض إنفلونزا الطيور متوطنا في جمهورية مصر العربية، لكن ظهور هذه الإنفلونزا في مجموعات الدواجن، وانتشارها، تراجع إلى حد كبير، وتعززت قدرات قطاع الصحة الحيوانية، ولم يتم الإبلاغ عن أية إصابة بشرية بالفيروس منذ عام 2017. فكيف استطاعت مصر تجاوز هذه المرحلة الصعبة؟

الفضل في ذلك يعود إلى مبادرة من منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) التي أنشأت "وحدة لمركز الطوارئ لعمليات الأمراض الحيوانية العابرة للحدود" في جمهورية مصر العربية في عام 2007، من أجل مكافحة المرض.
فبين عامي 2006 و2017، عصفت إنفلونزا الطيور بجمهورية مصر العربية، وكان لها تداعيات كبيرة على الطيور والبشر على حد سواء، وتسببت بخسائر فادحة في قطاع تربية الدواجن وبيعها – وهو مصدر الدخل الرئيسي بالنسبة للسواد الأعظم من صغار المزارعين. 

لا سبيل إلى وقف إنفلونزا الطيور إلّا إذا أدرك مربو الدواجن – أي كل من صغار المزارعين والمنتجين التجاريين- كيفية الحيلولة دون دخولها وانتشارها.
©FAO/Giulio Napolitano

وكان الهدف من إنشاء وحدة مركز الطوارئ هو العمل مع مصر للتصدي للأمراض الحيوانية العابرة للحدود، بما يشمل الأمراض حيوانية المنشأ التي تنتقل من الحيوان إلى البشر، عن طريق تحسين عمليات الوقاية والكشف المبكر والاستجابة من خلال اعتماد نهج "صحة واحدة"، الذي يقرّ بأن صحة الحيوان والبشر والنبات والبيئة مترابطة فيما بينها. 

الإجراءات التي اتخذت لمكافحة الإنفلونزا

من بين الإجراءات التي اتخذت منذ إنشاء المركز في مصر وعلى مدى العقد ونصف العقد الماضيين، إنشاء 230 وحدة وبائية في مختلف المناطق، وتدريب حوالي 15,000 من العاملين البيطريين على جوانب كثيرة من إدارة تفشي المرض وإنشاء مختبرات وطنية أو تعزيز القائم منها.

وتمكنت السلطات البيطرية من الكشف المبكر عن عدة سلالات لفيروس إنفلونزا الطيور الناشئة التي عاودت الظهور، والاستجابة السريعة لها. 
وقامت المنظمة والشركاء بتحسين تدابير الأمن البيولوجي بشكل تدريجي في المزارع وتدريب ما يزيد عن 600 طبيب بيطري ميداني و260 من مقدمي خدمات الصحة الحيوانية، وأكثر من 100 من طواقم التطعيم وزهاء ألف من منتجي مزارع الدواجن.

لا سبيل إلى وقف إنفلونزا الطيور إلّا إذا أدرك مربو الدواجن – أي كل من صغار المزارعين والمنتجين التجاريين- كيفية الحيلولة دون دخولها وانتشارها.
©FAO/Mohamed Moussa

ويستمر مركز الطوارئ لعمليات الأمراض الحيوانية العابرة للحدود التابع للفاو في تنفيذ أنشطة حيوية خاصة بالصحة الحيوانية وحالات الطوارئ في مصر والآن في 26 بلدا آخر في أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط.
الخطر لا يزال قائما على الرغم من تحقيق التقدم، حذر السيد نصر الدين حاج الأمين، ممثل منظمة الفاو في جمهورية مصر العربية من التقاعس، وقال: "يتعين مواصلة الجهود المبذولة حفاظا على المكاسب التي تحققت، وللقضاء في نهاية المطاف على إنفلونزا الطيور في البلاد".

وتؤكد الفاو أنه لا سبيل إلى وقف إنفلونزا الطيور إلا إذا أدرك مربو الدواجن – أي صغار المزارعين والمنتجين التجاريين – كيفية الحيلولة دون دخولها وانتشارها.
وتعمل المنظمة والحكومة مع مربي الدواجن، لنشر رسائل حول ضرورة شراء الدواجن من مصادر معروفة واعتماد ممارسات التربية والذبح الآمنة. وأعدت المنظمة والشركاء شريط فيديو رسوم متحركة ثلاثي الأبعاد لشرح ممارسات التربية الجيدة وتدابير الأمن البيولوجي المناسبة.

كما عملت الفاو والشركاء مع الحكومة حتى يتمكن مربو الدواجن الذين تم إعدام طيورهم من الحصول على تعويض مالي.

إنفلونزا الطيور 

إنفلونزا الطيور مرض معدٍ جدا، يؤدي في بعض أشكاله إلى نفوق أعداد كبيرة من أنواع الطيور المدجنة والبرية، بما فيها الدجاج والبط والديك الرومي والإوز والسمان. وينتقل إلى البشر عن طريق الاتصال المباشر أو غير المباشر بالطيور المصابة، فيؤدي إلى الإصابة بأمراض خطيرة أو حالات وفاة.

تعمل المنظمة والحكومة مع مربي الدواجن لنشر رسائل حول ضرورة شراء الدواجن من مصادر معروفة واعتماد ممارسات التربية الآمنة وتدابير الأمن البيولوجي المناسبة.
©FAO/Mohamed Moussa
تعمل المنظمة والحكومة مع مربي الدواجن لنشر رسائل حول ضرورة شراء الدواجن من مصادر معروفة واعتماد ممارسات التربية الآمنة وتدابير الأمن البيولوجي المناسبة.

وقد بُذلت جهود جبّارة في سبيل كبح انتشار إنفلونزا الطيور، بما يشمل التطعيم الجماعي للدواجن وإعدام أكثر من 40 مليون طائر. 

يقول د. عبد الحكيم علي، رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية وكبير الأطباء البيطريين في جمهورية مصر العربية: "لقد تمكنّا معا، على مدى 14 سنة من التعاون، من تذليل الكثير من العقبات لتعزيز قدرات الخدمات البيطرية ومكافحة إنفلونزا الطيور وغيرها من الأمراض الحيوانية العابرة للحدود على نحو مستدام، وذلك بهدف تحسين الصحة العامة والأمن الغذائي وسبل كسب عيش الأفراد المستضعفين في نهاية المطاف".

إذا تضافرت جهود مركز الطوارئ لعمليات الأمراض الحيوانية العابرة للحدود التابع للفاو، ووزارة الزراعة واستصلاح الأراضي في مصر، بفضل الدعم المالي المقدم من الشركاء، من أجل تنفيذ أنشطة منقذة للحياة تستهدف البشر والحيوان على حد سواء.

**تجدون المقالة المفصلة حول إنفلونزا الطيور في مصر على موقع منظمة الأغذية والزراعة التابع للأمم المتحدة (الفاو)**