منظور عالمي قصص إنسانية

في منتدى جيل المساواة في باريس، الأمم المتحدة تدعو إلى إعادة توزيع مقاليد السلطة

مظاهرة من أجل حقوق المرأة في الإكوادور.
UN Women/Johis Alarcón
مظاهرة من أجل حقوق المرأة في الإكوادور.

في منتدى جيل المساواة في باريس، الأمم المتحدة تدعو إلى إعادة توزيع مقاليد السلطة

المرأة

في محاولة لوضع المساواة بين الجنسين في قلب التعافي من فيروس كورونا، بدأت هيئة الأمم المتحدة للمرأة، اليوم الأربعاء، "جهدا تاريخيا" يستمر لمدة ثلاثة أيام في العاصمة الفرنسية باريس، يهدف إلى وضع استثمارات وسياسات طموحة لرأب الفجوة بين مكانة المرأة في العالم اليوم، وأين ينبغي أن تكون بحلول عام 2030.

وقال الأمين العام أنطونيو غوتيريش خلال مشاركته الشخصية في منتدى جيل المساواة: "تتعلق المساواة بين الجنسين بالسلطة والسلطة في عالم لا يزال يهيمن عليه الذكور إلى حد كبير، في ظل ثقافة لا تزال ذكورية إلى حد كبير".

وقد أطلق الأمين العام "رحلة عمل مدتها خمس سنوات"، ترتكز على خطة الأمم المتحدة العالمية للتعجيل بالمساواة بين الجنسين.


مشيرا إلى أن "السلطة نادرا ما تعطى. عليك أن تأخذها"، شدد السيد غوتيريش على أهمية التكافؤ لإعادة توزيع السلطة وتهيئة الظروف اللازمة لتحقيق المساواة الحقيقية، كواحدة من أولوياته الخمس.


تحديد الأولويات

 

الأمين العام أنطونيو غوتيريش (الثاني إلى اليمين) يلقي كلمة في افتتاح منتدى جيل المساواة في باريس.
MEAE/Jonathan Sarago
الأمين العام أنطونيو غوتيريش (الثاني إلى اليمين) يلقي كلمة في افتتاح منتدى جيل المساواة في باريس.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة إنه لتحقيق المساواة في الحقوق، يجب إلغاء القوانين التمييزية في جميع أنحاء العالم وتحويلها إلى مساواة "بحكم الواقع".


وقال إن النساء في الاقتصاد غير الرسمي "يدفعن ثمناً باهظاً للجائحة"، مبرزا أهمية المساواة الاقتصادية في الأجور والتوظيف والحماية الاجتماعية.


وأشار السيد غوتيريش إلى تصاعد العنف ضد النساء والفتيات خلال كوفيد، وقال إن وضع حد له يجب أن يكون "عنصرا مركزيا في جميع سياساتنا وأهدافنا".


كما سلط الضوء على أهمية الحوار بين الأجيال باعتباره "أداة أساسية أخرى للمساواة بين الجنسين" للسماح للشباب بأن يكونوا جزءا من صنع القرار في المجتمع الرقمي اليوم.


المرأة تساوي أكثر من الربع


في كلمتها، قالت المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، بومزيلي ملامبو-نوكا، إن "النساء في كل مكان في العالم محصورات في زاوية صغيرة".


ولفتت الانتباه إلى أن النساء يشكلن ربع جميع المديرين والبرلمانيين والمفاوضين بشأن تغير المناخ و "أقل من ربع أولئك الذين يتفاوضون على اتفاقيات السلام".


"ربع لا يكفي. ربع ليس مساواة. وأوضحت أن المساواة هي النصف، حيث يكون الرجال والنساء معا".

 

من الأرشيف: بومزيلي ملامبو - نوكا، المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة.
الصورة: الأمم المتحدة Mark Garten
من الأرشيف: بومزيلي ملامبو - نوكا، المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة.

السير قدما


قالت رئيسة هيئة الأمم المتحدة للمرأة إن جيل المساواة يعني التغيير، إنه يتعلق "بالانتقال من تقديم الوعود" إلى قول ما تم فعله للنهوض بالمرأة في جميع أنحاء العالم.


وأوضحت أن الدول الأعضاء والقطاع الخاص وغيرها قد قطعت ما يقرب من 1000 التزام لتغيير حياة المرأة، بما في ذلك تغيير السياسات.


ومع ذلك، تابعت السيدة ملامبو-نوكا، "لا يزال يتعين مواصلة النضال... نحن بحاجة إلى الدفع صعودا طوال الوقت، حتى يكون هناك سباق إلى القمة".

زيادة التمويل


واختتمت رئيسة هيئة الأمم المتحدة للمرأة بالتحدث عما تقوم به دول الجنوب العالمي والمنظمات الإقليمية والشباب وجماعات المجتمع المدني، إذ شارك الجميع في جمع 40 مليار دولار، ومازال جمع التبرعات مستمرا.

في غضون ذلك، أعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أن بلادها "تشارك بنشاط في تحالف العمل من أجل العدالة والحقوق الاقتصادية" وستستثمر "140 مليون يورو إضافية، أي ما مجموعه 240 مليون يورو في تحالف العمل الدولي".


كما أعلنت مؤسسة بيل وميليندا غيتس أنها ستنفق 2.1 مليار دولار للنهوض بالمساواة بين الجنسين على الصعيد العالمي.


تحقيق "تقدم ملموس"

أرشيف: المديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي.
UN Photo/Manuel Elias
أرشيف: المديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي.


في الوقت نفسه، أطلقت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) مجموعة من الالتزامات لتحقيق "تقدم ملموس" نحو المساواة بين الجنسين على مدى السنوات الخمس المقبلة.


وستعكف الوكالة الأممية على دعم تعليم الفتيات من خلال ضمان انتفاع 28 مليون فتاة في أكثر من 80 دولة من تدريس جيّد ينتهج نهجاً تحويلياً للمنظور الجنساني، فضلاً عن عمليّة تعلّم ترتقي بالمساواة بين الجنسين؛ والعمل على سد الفجوة الرقمية بين الجنسين، وتمكين العالمات وتعزيز الاستخدام الأخلاقي لذكاء اصطناعي خالٍ من التحيز الجنسانيّ أو التحيز ضد المرأة؛ والعمل على تمكين الفنانات والنساء العاملات في مجال الصناعات الإبداعية في أفريقيا اقتصادياً.


ودعت المديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي النساء في جميع أنحاء العالم إلى "تولي زمام الأمور والقيادة الكاملة في كل جانب من جوانب الحياة ومجالات المجتمع من أجل إعادة بناء مستقبل أفضل للجميع".


إنها معركة اليوم

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي شارك في استضافة الحدث، إن النضال من أجل المساواة بين الجنسين "بعيد المنال".


وأكد "إنها معركة اليوم، ولكن غدا يجب أن تكون حقيقة واقعة".


قال نظيره، أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، رئيس المكسيك: "يجب أن نستمر في محاربة التمييز على أساس الجنس. يجب ألا ننسى المساواة الاقتصادية والاجتماعية، التي تعتبر أساسية لتحقيق مجتمع أفضل".


دعوة للعمل من هيلاري كلينتون وكامالا هاريس


حذرت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس من أن "الديمقراطية في خطر" حول العالم.
وقالت: "أعتقد، بحزم، أنه إذا أردنا تعزيز الديمقراطية، يجب أن نكافح من أجل المساواة بين الجنسين ... تكون الديمقراطية أقوى عندما يشارك الجميع - وتكون أضعف عندما يُستبعد الناس ... دون شك، المساواة بين الجنسين تعزز الديمقراطية".


وكانت السيدة الأولى السابقة هيلاري كلينتون، قد أعلنت عام 1995، في المؤتمر العالمي للمرأة في بيجين، أن "حقوق الإنسان هي حقوق المرأة وحقوق المرأة هي حقوق الإنسان مرة واحدة بصفة نهائية".
في اجتماع اليوم، بعثت كلينتون برسالة مفادها بأنه "لم يعد كافياً الحديث عن حقوق المرأة ... [لأن تلك الحقوق] لا شيء بدون القدرة على المطالبة بها. ونحن نعلم أنه عندما تتمتع النساء بالقدرة على رفع أصواتنا وتأكيد حقوقنا وإعادة بناء الاقتصادات، فسيكون الجميع في وضع أفضل".
ماريا بيجينوفيتش بوريتش، الأمينة العامة لمجلس أوروبا، لفتت الانتباه إلى اتفاقية منع ومكافحة العنف ضد المرأة، أو اتفاقية اسطنبول.


وقالت "في العام الماضي، شهدنا ارتفاعا في العنف المنزلي أثناء عمليات الإغلاق الناتجة عن كوفيد. توفر الاتفاقية ثلاث مزايا لا يمكن لأي دولة أن توفرها بمفردها: أنها ترفع المعايير الوطنية؛ توفر آلية للمراقبة؛ وتضمن التعاون بين الحكومات في ملاحقة هذه الجرائم".