منظور عالمي قصص إنسانية

موجة حر تضرب كندا وشمال غرب الولايات المتحدة، ودرجات الحرارة تحطم الرقم القياسي

سجلت سياتل درجات حرارة قياسية حيث استقرت قبة من الهواء الساخن للغاية فوق شمال غرب المحيط الهادئ للولايات المتحدة.
Unsplash/Alex Mertz
سجلت سياتل درجات حرارة قياسية حيث استقرت قبة من الهواء الساخن للغاية فوق شمال غرب المحيط الهادئ للولايات المتحدة.

موجة حر تضرب كندا وشمال غرب الولايات المتحدة، ودرجات الحرارة تحطم الرقم القياسي

المناخ والبيئة

موجة حر شبيهة بحالة الغليان في "طنجرة الضغط" حطمت الأرقام القياسية لدرجات الحرارة مرتين خلال 48 ساعة في شمال غرب الولايات المتحدة وغرب كندا، كما انعكس الأمر عبر أجزاء كبيرة من نصف الكرة الأرضية الشمالي، بحسب المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.

وقالت كلير نوليس، المتحدثة باسم المنظمة العالمية للأرصاد الجوية: "تتكشف موجة حر استثنائية وخطيرة في شمال غرب الولايات المتحدة وغرب كندا؛ من الواضح أن هذا الجزء من العالم أكثر اعتيادا على الطقس البارد". 

وترجّح المنظمة أن تصل درجات الحرارة إلى 45 درجة مئوية في اليوم لمدة خمسة أيام أو أكثر، تتخللها ليالٍ دافئة للغاية.

وبحسب الوكالة الأممية، في عام 2018، شهد الأشخاص الأكثر عرضة للخطر الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما تعرّضا قياسيا لموجات حرارة بمقدار 220 مليونا، مقارنة بمتوسط عامي 1986 و2005. 

أعلى مستويات على الإطلاق

تم تحطيم الرقم القياسي لدرجات الحرارة في كندا يوم الأحد في ليتون، ببريتيش كولومبيا، حيث بلغت درجة الحرارة 46.6 درجة مئوية. 

وقالت نوليس: "حطّم هذا الرقم القياسي السابق – عادة عندما تحطّم رقما قياسيا يكون بهامش صغير – هذا حطّم الرقم القياسي بمقدار 1.6 درجة مئوية كاملة".

وبعد أقل من 24 ساعة، يوم الاثنين، حطمت ليتون الرقم القياسي مجددا، وهذه المرة بقياس 47.9 درجة مئوية، على الرغم من حقيقة أنها "تقع في مقاطعة بريتيش كولومبيا، التي تضم جبال روكي والحديقة الوطنية الجليدية، مع ذلك فإننا نرى فيها درجات حرارة هي عادة أكثر شيوعا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا".

تهديد شديد

تشكل درجات الحرارة القصوى هذه تهديدا كبيرا على صحة الناس والزراعة والبيئة "لأن المنطقة ليست معتادة على مثل هذه الحرارة. وكثيرون لا يمتلكون مكيّفات"، جاء ذلك بحسب بيان صدر عن منظمة الأرصاد الجوية، قبل الترحيب بحقيقة أن السلطات أصدرت سلسلة من الإنذارات المبكرة المتعلقة بالطقس للحد من المخاطر على الفئات الأكثر ضعفا. 

ذروة منتصف الأسبوع

نقلا عن خبير الأرصاد الجوية في وزارة البيئة وتغير المناخ في كندا، أرميل كاستيلان، قالت المنظمة إن درجات الحرارة المرتفعة قد تبلغ ذروتها في وقت مبكر من هذا الأسبوع على الساحل، وبحلول منتصف الأسبوع، في المناطق الداخلية في بريتيش كولومبيا، بعد ذلك من المتوقع أن يتحرك الحر القائظ شرقا نحو ألبرتا.

الأمر أشبه بتأثير طنجرة الضغط مع درجة حرارة عالية جدا جدا -- المنظمة العالمية للأرصاد الجوية

وقال السيّد كاستيلان: "سجلت يوكون والأقاليم الشمالية الغربية أعلى درجات حرارة على الإطلاق ليس فقط في حزيران/يونيو، ولكن في أي نقطة في العام"، مشيرا إلى تسجيل أرقام قياسية في وقت مبكر جدا من فصل الصيف.

من جانبها، أوضحت السيدة نوليس أن الحرارة الشديدة ناتجة عما يُعرف بـ "نمط حجب الغلاف الجوي" الذي أدّى إلى "قبّة حرارية" محصورة بفعل الضغط المنخفض على كلا الجانبين. 

وقالت نوليس: "عادة ما يكون لديك التيار النفاث وهو حزام الرياح الواسع والحركة العالية، والذي يحرك الطقس، لكنه لا يحدث هذه المرة.. إنه يشبه تقريبا تأثير طنجرة الضغط مع درجة حرارة عالية جدا جدا". 

ساعة غروب الشمس في محمية بحيرة إلتون في روسيا.
© UNESCO/A. Popov/Lake Elton Biosphere Reserve - Russian Federation

 

مخاطر حرارة الصيف المبكرة

تأتي موجة الحر الحالية في أعقاب فترة شديدة الحرارة قبل أقل من أسبوعين عصفت بصحراء جنوب غرب الولايات المتحدة وكاليفورنيا، وسجلت مئات الارتفاعات القياسية.

وشهدت أجزاء أخرى من نصف الكرة الأرضية الشمالي حرارة عالية بشكل استثنائي هذا الصيف، بما في ذلك شمال أفريقيا، شبه الجزيرة العربية، شرقي أوروبا، إيران وشمال غرب القارة الهندية.

وتجاوزت درجات الحرارة اليومية 45 درجة مئوية في العديد من المواقع، وتجاوزت 50 درجة مئوية في الصحراء الكبرى. كما شهد غرب روسيا والمناطق المحيطة ببحر قزوين درجات حرارة عالية بشكل غير معتاد.

حر شديد في موسكو

بحسب منظمة الأرصاد الجوية العالمية، من المتوقع أن تصل درجات الحرارة في منطقة موسكو منتصف الـ 30 مئوية خلال ساعات النهار، وستظل فوق 20 درجة مئوية في ساعات المساء. ومن المتوقع أن تشهد المناطق القريبة من بحر قزوين درجات حرارة تصل إلى منتصف الـ 40 درجة مئوية وتبقى فوق 25 درجة مئوية.

وقالت المنظمة إنه من المحتمل أن تُضبط بعض درجات الحرارة خلال موجة الحر عند درجات معينة، لكنها شددت على تأثير تغير المناخ الذي يتسبب به الإنسان، والذي أدّى إلى ارتفاع درجات الحرارة العالمية بمقدار 1.2 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل العصر الصناعي.