منظور عالمي قصص إنسانية

جنوب السودان: العنف القبلي كان مسؤولا هذا العام عن سقوط 80% من الضحايا المدنيين

سيدة من قوات حفظ السلام تحضر تمرينا في مالاكال بجنوب السودان.
UNMISS\Janet Adongo
سيدة من قوات حفظ السلام تحضر تمرينا في مالاكال بجنوب السودان.

جنوب السودان: العنف القبلي كان مسؤولا هذا العام عن سقوط 80% من الضحايا المدنيين

السلم والأمن

بعد مرور 10 أعوام على استقلال جنوب السودان، لا يزال دعم المجتمع الدولي للبلاد "مهمّا اليوم، حيث تسعى أكثر دولة فتية في العالم إلى تحقيق السلام، والأمن والازدهار لمواطنيها".

وقد استمع مجلس الأمن الدولي لأول مرة إلى الممثل الخاص للأمين العام إلى جنوب السودان، ورئيس بعثة الأمم المتحدة في البلاد (أونميس)، نيكولاس هايسوم، الذي قال في كلمة من داخل قاعة مجلس الأمن: "إن التنفيذ الشامل للاتفاق الذي تم إعادة تنشيطه يتقدم ببطء، وتشكيل المجلس التشريعي لا يزال غير مكتمل. ولا يزال دستور مجلس الولايات وترشيح رئيس للمجلس التشريعي قيد التنفيذ".

وشدد هايسوم على أن أونميس تواصل تشجيع الحكومة على استكمال هذه العمليات مع ضمان التمثيل المناسب للنساء والشباب على جميع المستويات.

استمرار العنف الطائفي وتزايده

وفي كلمته، سلط المسؤول الأممي الضوء على انعدام الأمن العام وخاصة العنف القبلي المتزايد، والذي كان مسؤولا هذا العام عن أكثر من 80 في المائة من الضحايا المدنيين.

وأفاد بأن حفظة السلام التابعين لبعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان يحاولون التخفيف من خطر العنف القبلي عن طريق الانتشار الاستباقي في مناطق النزاع الساخنة، والحفاظ على الوجود في المناطق الاستراتيجية حتى خلال موسم الأمطار، مع تحمّل الظروف الجوية القاسية.

وقد ساهمت هذه المبادرات، من بين أمور أخرى، في الحد بشكل عام من العنف والخسائر المدنية مقارنة بالعام السابق، بحسب هايسوم.

وقال: "مع ذلك، فإن مؤسسات حكم الدولة الضعيفة أو الغائبة في جميع أنحاء جنوب السودان قد مكنّت مفسدي السلام من استغلال الانقسامات القبلية والعرقية الدائمة".

زيادة الإجرام واستهداف العاملين الإنسانيين

وأضاف رئيس بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان أن انعدام الأمن المترسخ أدى إلى إعاقة زراعة المحاصيل وساهم في حلقة مفرغة من نهب الماشية، كما تعاني مجتمعات عديدة من نقص خطير في الإمدادات الغذائية في أماكن مثل واراب والبحيرات وجونقلي على سبيل المثال لا الحصر.

وفي غضون ذلك، لا يزال النزاع المسلح المتقطع مستمرا بين جبهة الإنقاذ الوطني وقوات الدفاع الشعبية لجنوب السودان. وقال هايسوم: "بشكل مثير للقلق، أدى ضعف سيادة القانون والضغوط الاقتصادية إلى زيادة الإجرام واستهداف العاملين في المجال الإنساني".

ولقي أربعة من العاملين في المجال الإنساني مصرعهم خلال هذا العام وحده ونهبت أو دمرت ملايين الدولارات من المساعدات الإنسانية.

وتابع هايسوم يقول: "إن القتل الوحشي والعشوائي للعاملين في المجال الإنساني أمر مؤسف. أقرّ أولا وقبل كل شيء بمسؤولية الحكومة عن حماية مواطنيها والجهات الفاعلة الإنسانية".

وفي الوقت نفسه، أكد أن البعثة تقرّ بمساهمات الحكومة المهمة في مجال تهيئة بيئة آمنة للشركاء في المجال الإنساني. وتواصل البعثة أخذ زمام المبادرة في الترويج والدعوة إلى توفير ظروف آمنة تسمح بتقديم الخدمات المنقذة للحياة.

فر آلاف الناس من الصراع إلى موقع الأمم المتحدة لحماية المدنيين في واو (جنوب السودان) حيث توفرت لهم الخدمات الأساسية.
Nektarios Markogiannis/UNMISS
فر آلاف الناس من الصراع إلى موقع الأمم المتحدة لحماية المدنيين في واو (جنوب السودان) حيث توفرت لهم الخدمات الأساسية.

أعلى مستويات انعدام للأمن الغذائي في البلاد

على الجانب الإنساني، وفقا لتقرير الأمين العام للأمم المتحدة، يواجه جنوب السودان أعلى مستويات انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية منذ استقلاله، حيث يواجه حوالي 60 في المائة من السكان – أو حوالي 7.2 مليون شخص – مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي بين نيسان/أبريل وتموز/يوليو، بينما يواجه 108,000 شخص مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي.

وفي الوقت نفسه، أثر العنف دون الوطني في منطقة بيبور الإدارية الكبرى على عشرات الآلاف من الأشخاص وعرقل بشدة عمليات الاستجابة في المنطقة، وفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).