منظور عالمي قصص إنسانية

كندا: خبراء مستقلون يدعون إلى "تحقيقات كاملة" في مقبرة جماعية بمدرسة للسكان الأصليين

من الأرشيف: مكاتب وكراسي مدرسية في الفصل الدراسي.
Unsplash/ David Shoykhet
من الأرشيف: مكاتب وكراسي مدرسية في الفصل الدراسي.

كندا: خبراء مستقلون يدعون إلى "تحقيقات كاملة" في مقبرة جماعية بمدرسة للسكان الأصليين

حقوق الإنسان

حث خبراء* حقوق إنسان مستقلون في الأمم المتحدة السلطات الكندية والكرسي الرسولي للكنيسة الكاثوليكية يوم الجمعة على إجراء "تحقيقات كاملة" وفورية في مقبرة جماعية عُثر عليها في بريتيش كولومبيا تحتوي على رفات أكثر من 200 طفل في مدرسة داخلية لطلاب من السكان الأصليين، أُخذوا قسراً من منازلهم.

ودعوا السلطات إلى التحقيق في "الظروف والمسؤوليات المحيطة بهذه الوفيات، بما في ذلك فحوصات الطب الشرعي للرفات التي تم العثور عليها، والمضي قدماً في تحديد هوية الأطفال المفقودين وتسجيلهم".

يجب السعي على وجه السرعة إلى المساءلة والحقيقة الشاملة والتعويض الكامل--خبراء أمميون

وقال الخبراء: "ينبغي على السلطات القضائية إجراء تحقيقات جنائية في جميع حالات الوفاة المشبوهة ومزاعم التعذيب والعنف الجنسي ضد الأطفال، والذين تمت استضافتهم في المدارس الداخلية، ومقاضاة ومعاقبة الجناة والمتسترين عليهم الذين قد يكونون على قيد الحياة".

انتهاكات صارخة

وقد تم العثور على رفات الأطفال في مدرسة كاملوبس إنديان الداخلية Kamloops Indian Residential School، التي كانت تديرها الكنيسة الكاثوليكية من أواخر القرن التاسع عشر إلى الستينيات، والتي استولت عليها الحكومة الفيدرالية بعد ذلك، وأُغلقت لاحقا في السبعينيات.

ومن غير المعقول أن تترك كندا والكرسي الرسولي مثل هذه الجرائم الشنيعة دون حساب ودون تعويض كامل--خبراء أمميون

كانت جزءا من نظام المدارس السكنية الأصلية التي استضافت بين عامي 1831 و 1996 أكثر من 150.000 طفل في 130 مدرسة – وكانت تدير العديد منها الكنيسة الكاثوليكية أو الحكومة الكندية.

وحدد تقرير عام 2015 الصادر عن لجنة الحقيقة والمصالحة الكندية أن أطفال السكان الأصليين تعرضوا لسوء المعاملة وسوء التغذية والاغتصاب وأن 4000 على الأقل ماتوا بسبب المرض أو الإهمال أو الحوادث أو سوء المعاملة أثناء وجودهم في هذه المدارس.

قال خبراء الأمم المتحدة: "لقد تم ارتكاب انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان ضد أطفال ينتمون إلى مجتمعات السكان الأصليين، ومن غير المعقول أن تترك كندا والكرسي الرسولي مثل هذه الجرائم الشنيعة دون حساب ودون تعويض كامل".

ودعوا الحكومة كذلك إلى التنفيذ الكامل للتوصيات الواردة في تقرير عام 2015.

وشدد خبراء حقوق الإنسان على أنه "منذ سنوات عديدة، ينتظر الضحايا وعائلاتهم ينتظرون العدالة والإنصاف. يجب السعي على وجه السرعة إلى المساءلة والحقيقة الشاملة والتعويض الكامل."

مدارس أخرى

وفي إشارة إلى حق الضحايا في معرفة المدى الكامل للحقيقة حول الانتهاكات التي تعرضوا لها، دعا خبراء الأمم المتحدة الحكومة إلى إجراء تحقيقات مماثلة في "جميع المدارس الداخلية للسكان الأصليين في البلاد".

كما حثوا الكنيسة الكاثوليكية على توفير "الوصول الكامل للسلطات القضائية إلى أرشيف المدارس الداخلية التي تديرها المؤسسة، وإجراء تحقيقات داخلية وقضائية سريعة وشاملة في هذه الادعاءات، والكشف علناً عن نتيجة تلك التحقيقات".

كان الخبراء على اتصال بكندا والكرسي الرسولي فيما يتعلق بتلك المؤسسات.

*الخبراء هم:

السيد فابيان سالفيولي، المقرر الخاص المعني بتعزيز الحقيقة والعدالة والجبر وضمانات عدم التكرار؛ السيد فرانسيسكو كالي تزاي، المقرر الخاص المعني بحقوق الشعوب الأصلية؛ السيدة ماما فاطمة سنغاته، المقررة الخاصة المعنية بالبيع والاستغلال الجنسي للأطفال؛ السيد موريس تيدبال بينز، المقرر الخاص المعني بحالات الإعدام خارج القضاء أو بإجراءات موجزة أو الإعدام التعسفي؛ السيد نيلز ميلتزر، المقرر الخاص المعني بالتعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة؛ والفريق العامل المعني بحالات الاختفاء القسري أو غير الطوعي: السيد تاي - أونغ بايك (الرئيس) والسيد هنريكاس ميكفيزيوس (نائب الرئيس) والسيدة آوا بالدي والسيد لوتشيانو هازان.

*يشار إلى أن المقررين الخاصين والخبراء المستقلين، يعينون من قبل مجلس حقوق الإنسان في جنيف وهو جهة حكومية دولية مسؤولة عن تعزيز وحماية حقوق الإنسان حول العالم.

ويكلف المقررون والخبراء بدراسة أوضاع حقوق الإنسان وتقديم تقارير عنها إلى مجلس حقوق الإنسان. وتجدر الإشارة إلى أن هذا المنصب شرفي، فلا يعد أولئك الخبراء موظفين لدى الأمم المتحدة ولا يتقاضون أجرا عن عملهم.