منظور عالمي قصص إنسانية

مفوض عام الأونروا يدعو إلى "ضمانات واضحة لا لبس فيها" لسلامة موظفي الوكالة في غزة الخاضعة لسيطرة حماس

عمال الأونروا يعملون على إزالة الأنقاض في غزة.
© 2021 UNRWA Photo by Mohamed Hinnawi
عمال الأونروا يعملون على إزالة الأنقاض في غزة.

مفوض عام الأونروا يدعو إلى "ضمانات واضحة لا لبس فيها" لسلامة موظفي الوكالة في غزة الخاضعة لسيطرة حماس

السلم والأمن

دعا مفوض عام وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) إلى توفير "ضمانات واضحة لا لبس فيها" بشأن سلامة وأمن الطواقم التي تعمل على استعادة الخدمات الحيوية في غزة، في أعقاب الصراع الذي دار الشهر الماضي بين إسرائيل وحركة حماس التي تسيطر على القطاع المحتل.

وأصدر المفوض العام لوكالة الأونروا، فيليب لازاريني، بيانا شديد اللهجة يوم الخميس، عبّر فيه عن قلق بالغ إزاء "حجم الهجمات التي استهدفت الإدارة العليا لوكالة الأونروا في قطاع غزة الأسبوع الماضي، بما في ذلك التجمّع لمظاهرة حاشدة أمام مكتب الأونروا الإقليمي".

وأشار لازاريني إلى بعض "الشعارات والتصريحات والسخرية التي تم تداولها في اليومين الماضيين على وجه الخصوص" وتستهدف مباشرة مدير عمليات الأونروا في غزة، ماتياس شمالي، ونائب مدير العمليات، ديفيد دي بولد، بوصفها "غير مقبولة وتشكل تهديدات لسلامة وأمن موظفي الأونروا".

ووفقا لتقارير إخبارية متعددة، بدأت الاحتجاجات بعد تصريحات لقناة إخبارية تلفزيونية إسرائيلية في 22 أيار/مايو، وبحسب ما ورد، قال فيها السيّد ماتياس شمالي إنه لم يعارض تأكيدات الجيش الإسرائيلي بأن الغارات الجوية كانت "دقيقة".

وقدم شمالي اعتذارا بحسب ما ورد، وأوضح أنه كان يعلق على شراسة الضربات الإسرائيلية، وأشار إلى "الخسائر غير المقبولة وغير المحتملة في الأرواح على الجانب المدني".

مشاورات في القدس

وفي أعقاب تقارير إخبارية بأن "الفصائل الفلسطينية أعلنت يوم الخميس عن مسؤوليْن كبيرين في غزة بأنهما شخصان غير مرغوب فيهما"، أكد لازاريني على أنه لم يتم إخطار الأونروا رسميا بهذا الشأن، وقال إن "كبار موظفي الأونروا يواصلون إدارة مكتب غزة الميداني".

وذكر أنه دعا مدير العمليات ونائب المدير في غزة إلى مقر الوكالة في القدس الشرقية، لإجراء "مشاورات حول الوضع والخطوات التي يجب اتخاذها لتمكين استمرار جميع خدمات الأونروا".

مدير عمليات الأونروا في غزة، ماتياس شمالي (فوسط) مع ماجد البايض، رئيس الأونروا بمنطقة غزة، ومسؤول التعليم علاء حرب، خلال اجتماع مع عدد من الطالبات - عضوات البرلمان المدرسي.
UNRWA Gaza/Rushi Al Sarraj
مدير عمليات الأونروا في غزة، ماتياس شمالي (فوسط) مع ماجد البايض، رئيس الأونروا بمنطقة غزة، ومسؤول التعليم علاء حرب، خلال اجتماع مع عدد من الطالبات - عضوات البرلمان المدرسي.

دعم كامل

وقال السيّد لازاريني إن الأونروا تواصل تقديم "الدعم الكامل" للرجلين، وأثنى على كل موظفي مكتب غزة الإقليمي على التزامهم وعملهم الدؤوب خلال وبعد الأيام الـ 11 من الأعمال العدائية.

وأشار لازاريني إلى أن أكثر من 70,000 شخص نزحوا إلى مدارس الأونروا، وظلوا في مأمن من الهجمات الإسرائيلية، وأن الأمر تطلب "روح فريق هائلة للبقاء متماسكين في وجه مثل هذه المحن الكبيرة"، وحيّا شجاعة والتزام جميع الطواقم من جميع المستويات، قائلا "فقدَ العديد منهم الأحبّاء ولا يزالون يواصلون العمل. كما أكرر تعازيّ الحارّة لأولئك الذين فقدوا أحبّاءهم".

وقد أدانت الأونروا بشكل قاطع قتل وإصابة جميع المدنيين، بمن فيهم لاجئو فلسطين، ودعت باستمرار جميع الأطراف إلى ضمان حماية المدنيين خلال الأعمال العدائية الأخيرة في غزة، والتصعيد الأخير للعنف في الضفة الغربية، بما في ذلك في القدس الشرقية.

أحد الأبراج المدمرة في مدينة غزة في أعقاب غارة جوية إسرائيلية.
© UNRWA/Mohamed Hinnawi

لا خيار سوى المغادرة

وقال إن الوكالة "احتجت بشدة واعترضت على الموقف الذي نقلته سلطات الأمر الواقع في غزة من أنها لم تعد قادرة على ضمان سلامة وأمن موظفينا. للأسف، فإن مثل هذا الموقف لم يترك للوكالة أي خيار سوى مطالبة الموظفين بمغادرة قطاع غزة لأن أمنهم يمثل أولوية قصوى بالنسبة للأونروا".

وفي أعقاب الصراع المدمر، والحاجة الملحة لمساعدة لاجئي فلسطين في غزة على الشعور بالأمان، قال السيّد لازاريني يجب أن تكون الأونروا "قادرة على نشر جميع موظفيها وبذل جهودها دون أي خوف على سلامتهم وأمنهم".

وأضاف أنه يتم حشد الإدارة العليا للأونروا، والصحة والتعليم، وتحسين المخيمات، والأخصائيين الاجتماعيين بشكل كامل للاستجابة للاحتياجات الهائلة لـ 1.4 مليون لاجئ فلسطيني عند ظهورها، مشيرا إلى أنه "ليس من الممكن للأونروا أن تنشر موظفين في جميع أنحاء غزة بدون ضمانات صريحة لسلامتهم وأمنهم ولحمايتهم جميعا".

التركيز على إغاثة سكان غزة

وقال مفوض عام الأونروا إن الوكالة ستركز الآن على إعادة تأهيل المنازل التي دمرت وضمان كفاية المساعدات النقدية والغذائية لمن تضرروا بشدة من الصراع، واستئناف جميع الخدمات الحيوية بما في ذلك برنامج التطعيم ضد فيروس كورونا.

"هذا هو الوقت المناسب لأونروا قوية، وأي محاولات لتشويه سمعة الوكالة أو موظفيها لن تؤدي إلا إلى تقويض قدرتها على تقديم الخدمات الحيوية للسكان الذين تُعدّ احتياجاتهم هائلة، ومتنامية، بعد الأعمال العدائية الأخيرة".