منظور عالمي قصص إنسانية

الأمم المتحدة ترحب بقرار إجراء انتخابات في الصومال وتدعو إلى عدم تفويت الفرصة لتعزيز السلام والأمن

السلام في الصومال يتيح للصوماليين أن يعيشوا حياة طبيعية أكثر.
UNSOM
السلام في الصومال يتيح للصوماليين أن يعيشوا حياة طبيعية أكثر.

الأمم المتحدة ترحب بقرار إجراء انتخابات في الصومال وتدعو إلى عدم تفويت الفرصة لتعزيز السلام والأمن

السلم والأمن

بعد خمسة أيام من المفاوضات المكثفة في مقديشو، توصل القادة الصوماليون في قمة جمعت الحكومة الفيدرالية وقادة الولايات الأعضاء الفيدرالية إلى قرار بإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في غضون شهرين، وهو ما لاقى ترحيبا من المسؤولين في الأمم المتحدة مع الدعوة إلى إنشاء هيئات لإدارة انتخابات ذات مصداقية.

وسرعان ما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في بيان منسوب إلى المتحدث باسمه، عن ترحيبه بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الحكومة الاتحادية الصومالية وقادة الولايات الأعضاء الفيدرالية بشأن تنفيذ نموذج 17 أيلول/سبتمبر الانتخابي كنتيجة للقمة التي عقدها رئيس الوزراء محمد حسين روبل.

وحث الأمين العام "جميع أصحاب المصلحة على التنفيذ السريع للاتفاق، باعتباره خطوة حاسمة نحو عقد عملية انتخابية توافقية وشفافة دون مزيد من التأخير."

كما أصدر مجلس الأمن الدولي، مساء اليوم الجمعة بتوقيت نيويورك،  بيانا صحفيا رحب فيه بالاتفاق الآنف الذكر. وأثنى أعضاء المجلس على قادة الصومال "لوضعهم استقرار الصومال وأمنه وتنميته ومصالح الشعب الصومالي في المقام الأول."

وأشاد أعضاء مجلس الأمن بالدعم المقدم من بعثة الأمم المتحدة في الصومال وبعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال.

من جانبه، قال جيمس سوان، ممثل الأمين العام ورئيس بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في الصومال (أونسوم): "نشجع الحكومة الفيدرالية وقادة الولايات الأعضاء الفيدرالية على مواصلة المشاورات المنتظمة طوال العملية الانتخابية لضمان حل أي نزاعات ناشئة بسرعة".

أخبار سارّة بعد توتر شديد

في بداية شهر نيسان/أبريل، أقر مجلس الشعب في البرلمان الصومالي "قانونا خاصا" يقضي بتمديد ولاية الرئيس الصومالي، محمد عبد الله فرماجو، والبرلمان الحالي، لسنتين بعد انقضائها، وإجراء انتخابات عامة مباشرة عام 2023، والتخلي عن الاتفاق الذي تم التوصل إليه في أيلول/سبتمبر 2020.

وقد أدت المعارضة لهذه الخطوة إلى حشد الميليشيات وكشفت عن الانقسامات داخل القوات الأمنية الصومالية. واندلعت اشتباكات عنيفة في 25 نيسان/أبريل، مما توعد بتفجّر صراع أوسع وهدد التقدم الذي أحرزته البلاد على مدى الأعوام الماضية.

القمة "فرصة حاسمة"

وصفت الأمم المتحدة والشركاء الدبلوماسيون القمة التي جمعت بين الحكومة الاتحادية وأعضاء الولايات الفيدرالية، بقيادة رئيس الوزراء روبل، بأنها "فرصة حاسمة يجب عدم تفويتها لتعزيز السلام والأمن في الصومال".

وفي نهاية القمة، صدر بيان لإنهاء المأزق مع قرارات مهمة بشأن تشكيل اللجان الانتخابية على المستوى الاتحادي ومستوى الولايات، من بينها قرار خاص بشأن إدارة لجنة انتخابات أرض الصومال، وحل قضايا الانتخابات والأمن في منطقة جدو، وتنفيذ الكوتا النسائية وإصدار الجدول الزمني للانتخابات واستكمال خارطة الطريق لبناء الدولة.

جيمس سوان، الممثل الخاص للامين العام للأمم المتحدة إلى الصومال، يقدم إحاطة أمام مجلس الأمن.
UN Photo/Manuel Elias
جيمس سوان، الممثل الخاص للامين العام للأمم المتحدة إلى الصومال، يقدم إحاطة أمام مجلس الأمن.

 

كما ذكر البيان أن رئيس الوزراء سيقود عملية تعيين أعضاء الفريق الاتحادي لتنفيذ الانتخابات وفرق تنفيذ انتخابات الولايات.

كما اتفق الأعضاء على الانتهاء من عملية انتخاب الرئيس وأعضاء البرلمان في غضون 60 يوما. ولهذه الغاية، ستصدر اللجنة الانتخابية جدولا زمنيا تتفق عليه فرق تنفيذ الانتخابات على المستوى الاتحادي ومستوى الولاية. وسيكون مجلس الشورى مسؤولا عن العملية الانتخابية وعن حل أي قضايا قد تطرأ.

وهذا ما حث عليه أعضاء مجلس الأمن في بيانهم قادة الصومال حيث دعوهم إلى "الحفاظ على هذا الزخم الإيجابي حتى تتم الانتخابات في غضون 60 يوما على النحو المتفق عليه". وحثوا جميع الأطراف على "مواصلة الانخراط بشكل صريح وبناء حتى يمكن حل أي مشاكل خلال مرحلة التنفيذ بسرعة"، ورحبوا بالاتفاق على "إنشاء آلية لتسوية المنازعات سلميا لتمكين ذلك".

وأكد أعضاء مجلس الأمن من جديد "احترامهم لسيادة الصومال واستقلاله السياسي وسلامته الإقليمية ووحدته."

وأعطى البيان أيضا إطارا زمنيا مدته سنتين، لحل القضايا العالقة التي تشمل وضع اللمسات الأخيرة على الدستور الفيدرالي وتقاسم الموارد وتحديد سلطات المؤسسة الفيدرالية وإعادة هيكلة قوات الأمن، والتوصل إلى اتفاق حول نموذج الحوار مع أرض الصومال، وتهيئة الظروف المواتية لتنفيذ انتخابات الشخص الواحد والصوت الواحد.

بناء التوافق

وقال الرئيس محمد عبد الله فرماجو: "هذه (النتيجة) انتصار كبير لجميع الصوماليين. الشعب يريد السلام ويريد الانتخابات وهو مستعد (لذلك)"، مشيرا إلى أن الاتفاق كان نتيجة مفاوضات شاملة قائمة على الإجماع.

من جانبه، قال رئيس الوزراء روبل: "تلتزم الحكومة بتنفيذ هذه الاتفاقية التي ستقودنا إلى انتخابات شاملة وحرة ونزيهة يتم فيها احترام جميع الحقوق".

وقال رئيس ولاية بونت لاند، سعيد عبد الله ديني، إن الاتفاقية مهمة للاستقرار والأمن القومي واستعادة الثقة في القادة. وأضاف: "أود أن أؤكد لكم التزامنا بإجراء انتخابات سلمية تقبلها جميع الأطراف. على هذا النحو، سنعمل بشكل مشترك على تنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه هنا، والذي سيقودنا إلى انتخابات سلمية".

وأشار السيّد جيمس سوان إلى أهمية إصدار جداول زمنية محدثة للانتخابات البرلمانية والرئاسية في أقرب وقت ممكن.

وأضاف يقول: "كما نتطلع إلى التشكيل السريع لهيئات تنفيذ الانتخابات على المستوى الفيدرالي ومستوى الولايات، والتنفيذ الكامل لفريق العمل الوطني لأمن الانتخابات".

من الأرشيف: أسرة صومالية في مقديشو.
© UNICEF/Ismail Taxta
من الأرشيف: أسرة صومالية في مقديشو.

أهمية دور المرأة ومشاركتها

قالت وزيرة المرأة وحقوق الإنسان في الحكومة الفيدرالية، حنيفة محمد إبراهيم، إن ضمان تمثيل المرأة عبر الكوتا النسائية أمر أساسي. وأضافت: "النساء الصوماليات مواطنات في هذا البلد، ويشكلن 50 في المائة من السكان. وإجراء الانتخابات يصب في مصلحة البلد، وليس من الصواب تجاهل نصف السكان وترك النصف الآخر فقط يهيمن على الأدوار القيادية".

وقد أشار مجلس الأمن في بيانه الصحفي الصادر مساء اليوم إلى أهمية تمثيل المرأة في البرلمان. وقال البيان: "يرحب أعضاء مجلس الأمن بالالتزام بإجراء انتخابات سلمية وشفافة وشاملة وذات مصداقية، تحترم الحد الأدنى المتفق عليه لحصة المرأة في البرلمان وهي 30٪."

وكان السيّد سوان قد دعا قادة الصومال إلى الوفاء بالالتزامات التي تم التعهد بها لضمان حصول المرأة على 30 في المائة على الأقل من المناصب في اللجان الانتخابية والبرلمان الاتحادي.