منظور عالمي قصص إنسانية

منظمة الصحة العالمية تناشد الوصول المنتظم إلى غزة وإنهاء العنف وحماية المدنيين ومرافق الرعاية الصحية

منازل مدمرة بسبب أعمال القصف على غزة واستمرار الأغمال العدائية بين الإسرائيليين والفلسطينيين
UNOCHA
منازل مدمرة بسبب أعمال القصف على غزة واستمرار الأغمال العدائية بين الإسرائيليين والفلسطينيين

منظمة الصحة العالمية تناشد الوصول المنتظم إلى غزة وإنهاء العنف وحماية المدنيين ومرافق الرعاية الصحية

الصحة

ضمت وكالة الصحة التابعة للأمم المتحدة صوتها إلى الدعوات لوصول المساعدات الإنسانية بشكل منتظم إلى غزة، حيث تعرضت أكثر من عشرين منشأة طبية للهجوم من خلال الضربات الجوية الإسرائيلية، إلى جانب العاملين في مجال الرعاية الصحية.

وتناول المؤتمر الصحفي الذي انعقد اليوم الخميس، التداعيات الصحية للنزاع المسلح في الأرض الفلسطينية المحتلة، وتطورات جائحة كوفيد-19 في إقليم شرق المتوسط.

ومن ضمن المشاركين في المؤتمر الصحفي، الدكتور أحمد المنظري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، الدكتور ريتشارد برينان، مدير الطوارئ الصحية الإقليمي بمنظمة الصحة العالمية، الدكتور ريتشارد بيبركون، ممثل منظمة الصحة العالمية في الضفة الغربية وغزة، والدكتور إيفان هوتن، مدير قسم مكافحة الأمراض السارية بالمكتب الإقليمي لشرق المتوسط.

وقد سلط كبار المسؤولين الصحيين في المنظمة الضوء على "التدمير شبه الكامل" للمختبر المركزي لفحص كوفيد-19 في مدينة غزة، إلى جانب "القيود الشديدة" على توزيع الإمدادات الطبية.

وتشمل الطلبات الأساسية من وكالة الصحة إنهاء العنف، وضمان حماية المدنيين ومرافق الرعاية الصحية، ودعم العلاج الطبي الطارئ.

المرافق الصحية والعاملون فيها خط أحمر

وأكد الدكتور أحمد المنظري أنه لا ينبغي للعاملين في مجال الرعاية الصحية، الذين يعملون في ظل ظروف صعبة بالفعل وبموارد محدودة، أن يمارسوا عملهم تحت مظلة الخوف من هذه الهجمات‎، مشيرا إلى أن تلك الفئات السكانية التي يخدمها هؤلاء العاملون لا طاقة لها على تحمُّل الحرمان من الخدمات الصحية الأساسية التي تشتد الحاجة إليها في هذا الوقت.

وقال: "ينبغي أن تكون مرافق الرعاية الصحية والعاملون فيها خطًّا أحمر لأي نزاع؛ فلا تكون أهدافًا للهجمات، ولا تتأثَّر بما يُسمَّى "الأضرار الجانبية"."

وفي هذا السياق أكد على المنظمة إلى "الوقف الفوري للأعمال العدائية، ووضعِ حدٍّ للهجمات التي تؤثِّر تأثيرا مباشرا أو غير مباشر على الرعاية الصحية في الأرض الفلسطينية المحتلة."

دعوة إلى فتح جميع المعابر

من جانبه، سلط الدكتور ريتشارد برينان، مدير الطوارئ الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، الضوء على المخاوف المتزايدة بشأن عدم الوصول عبر نقاط العبور العادية إلى غزة:

"نحن بحاجة إلى وقف لإطلاق النار، ونحتاج إلى وقفات إنسانية، ونحتاج إلى وصول المساعدات الإنسانية، ونحتاج إلى فتح جميع المعابر ... للسماح بدخول المساعدات والمرضى والمصابين".

كما حث مدير مكتب منظمة الصحة العالمية في الضفة الغربية وغزة، الدكتور ريتشارد بيبيركورن، على وصول المساعدات الفورية:

"إنه أمر محبط بشكل لا يصدق. إنه أمر محزن للغاية بالنسبة لسكان غزة. لهذا السبب ندعو جميع الأطراف إلى الموافقة فعليا على هذه الوقفة الإنسانية للتأكد من وصول هذه القافلة الإنسانية إلى غزة".

وقال إنه يجب ضمان الوصول للأسابيع والأشهر القادمة، "لمساعدة غزة في الاحتياجات الماسة، ولكن أيضا في بناء ... البنية التحتية الصحية والأنظمة الصحية، للتأكد من أننا نوفر أنظمة رعاية صحية أولية عاملة على الأرض في أقرب وقت، بقدر الإمكان".

التحوُّرات الجديدة المثيرة للقلق أو المثيرة للاهتمام تنتشر في العديد من بلدان الإقليم

وذكر د. منظري أنه حتى 17 أيار/ مايو 2021 أبلغ الإقليم عن أكثر من 9.7 ملايين حالة إصابة، و195 ألف حالة وفاة. وبينما تُبلغ بعض البلدان عن انخفاض في حالات الإصابة والوفيات، لا يزال الفيروس يصيب ويقتل مزيدا من الناس كل يوم في جميع أنحاء الإقليم:

"وسنصل قريبا في غضون الأسابيع المقبلة إلى المرحلة المثيرة للقلق، المتمثِّلة في بلوغ 10 ملايين حالة إصابة منذ اندلاع الجائحة. "

وأشار الدكتور أحمد المنظري إلى انتشار التحوُّرات الجديدة المثيرة للقلق أو التحوُّرات المثيرة للاهتمام في العديد من بلدان الإقليم. وقال: "من الضروري تحسين القدرة على إجراء تسلسل الجينوم في جميع البلدان، حتى يمكننا تحديدُ هذه التحوُّرات، ورصدُ التغييرات التي تطرأ عليها بمرور الوقت. "

تفاوت في حصول البلدان على اللقاحات

وبالرغم من كل الجهود المبذولة، فما زالت هناك حاجة إلى مزيد من التنسيق عبر مختلف القطاعات، ومزيد من المشاركة المجتمعية، فضلا عن الالتزام الصارم بتدابير الصحة العامة والتدابير الاجتماعية.

وأكد د. منظري على أهمية التطعيم الذي يعد من أكثر الأدوات المتاحة فعاليةً في مكافحة هذه الجائحة. ولكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن "الكثير من بلدان الإقليم لم يتلقَّ بعدُ جرعاتٍ تكفي حتى لتطعيم الفئات الأكثر عُرضةً للخطر. "

وبحسب المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، لم يحصل سكان الإقليم إلا على 50 مليون جرعة فقط، مع وجود تفاوُت هائل بين البلدان. وأوضح مدير المكتب: "لقد أعطت بعض البلدان لقاحات لأكثر من 80% من سكانها، في حين لم توفِّر بلدان أخرى لقاحات إلا لأقل من 1% من سكانها."

وأضاف أن هناك حاجة إلى ما لا يقل عن 300 مليون جرعة إجمالا لتطعيم الفئات الأكثر ضعفا والأكثر عُرضة للخطر، التي تمثِّل 20% من السكان.

الجائحة لم تنته بعد

ويظل التردد في أخذ اللقاحات مصدرا للقلق، وكذلك المعلومات المغلوطة والمُضلِّلة التي توجِّه هذا التردد، وفقا للدكتور المنظري.

وقال "لم تنتهِ الجائحة العالمية بعدُ حتى في البلدان التي تلقَّى فيها أعداد كبيرة من السكان التطعيم."

وفي هذا السياق، حث الجميع على أخذ اللقاح عند توفُّره، وقال: "علينا أيضا أن نتذكَّر أن الباب ما يزال مفتوحا أمام الفيروس للانتشار بل للتحوُّر، ولن يُغلَق إلا بحصول معظم الناس على التطعيم، فحياة الكثيرين لا تزال على المحك."