وكالة الأونروا بحاجة ماسة إلى 38 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الأساسية في غزة والضفة الغربية
وكالة الأونروا بحاجة ماسة إلى 38 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الأساسية في غزة والضفة الغربية
أعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، اليوم الأربعاء، عن حاجتها الماسة "إلى 38 مليون دولار لتغطية الاحتياجات الإنسانية للسكان المتضررين في غزة والضفة الغربية".
يأتي هذا النداء العاجل في أعقاب التصعيد الدراماتيكي للعنف في الأرض الفلسطينية المحتلة في الأيام الأخيرة.
وبحسب الوكالة الأممية، تضمن ذلك تصعيد الأعمال العدائية وصولا إلى شن غارات جوية إسرائيلية واسعة النطاق على غزة، والتي بدأت في 10 أيار/مايو الجاري، واشتباكات في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية.
ووفق موجز المستجدات الثامن الصادر عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، تواصلت الأعمال القتالية بين القوات الإسرائيلية والجماعات المسلحة في غزة مما أسفر عن وقوع ضحايا. فخلال الساعات الأربع والعشرين الماضية (حتى مساء 18 أيار/مايو)، أكدت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان "أن 13 فلسطينيا، من بينهم طفلان وامرأة، قتلوا في سياق الأعمال القتالية في غزة. وكان من بين هؤلاء ثلاثة مدنيين على الأقل."
ضرورة الاستجابة إلى الاحتياجات الفورية
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة، للصحفيين في المقر الدائم اليوم، يهدف نداء الأونروا العاجل إلى الاستجابة للاحتياجات الفورية والقيام بالتدخلات الطارئة الأساسية في غزة.
وبحسب دوجاريك، تغطي الأنشطة استجابة طارئة أولية مدتها 30 يوما من بدء التصعيد في 10 أيار/مايو. وستدعم ما يصل إلى 50،000 فرد يلتمسون الأمان في حوالي 50 ملجأ طوارئ محددا.
وفيما يتعلق بالتمويل، نقل ستيفان دوجاريك عن منسق الإغاثة الطارئة، مارك لوكوك، قوله إن منسقة الأمم المتحدة الإنسانية في الميدان، لين هاستينغز، تأمل في إصدار 14 مليون دولار من الصندوق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلة. ودعا منسق الإغاثة في حالات الطوارئ الجهات المانحة إلى التعجيل بمساهمتها.
وذكرت وكالة الأونروا أن الطلب على المساعدات الإنسانية في كل من غزة والضفة الغربية تفاقم بسبب جائحة كوفيد-19.
وأعرب المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني، عن صدمته بعدد المدنيين الذين قضوا والدمار الكبير الذي أصاب البنية التحتية. كما أعرب أيضا عن صدمته من الاستخدام المفرط للقوة خلال المواجهات التي دارت في الضفة الغربية والتي شملت أيضا القدس الشرقية. وقال:
"الأونروا استجابت وبشكل فوري بتقديم الخدمات الإنسانية، ولكن نحتاج أيضا إلى الدعم لرفع مستوى هذه الاستجابة لتتجاوب مع احتياجات السكان المتضررين."
ويحدد النداء العاجل أولويات الاستجابة الفورية للغذاء والدعم والصحي والنفسي والاجتماعي واحتياجات طارئة أخرى برزت بعد القصف الهائل على غزة. كما سيتضمن النداء الدعم النفسي وإجراءات الحماية للفئات المتضررة خصوصا الأطفال والنساء. وستقيّم الأونروا الاحتياجات التي ستبرز لاحقا وستعيد تقييم استجابتها الطارئة ومتطلباتها المالية.
تجديد الدعوة لفتح الممرات الإنسانية
وكالات أممية تدعو إلى الوصول الفوري للمساعدات الإنسانية ل #غزة ومساعدة المتضررين من الصراع وخاصة الأطفال.⚡️متحدثة باسم @UNRWA: "الهدنة الإنسانية ضرورية للغاية الآن".⚡️و @unicefchief: نحو مليون طفل في غزة يعانون من العواقب المتصاعدة للصراع العنيف.اقرأ 👇https://t.co/d9SkbpcE8R
UNNewsArabic
وكانت الأونروا قد أصدرت يوم أمس بيانا طالبت فيه إسرائيل بالوصول الإنساني إلى المتضررين.
وفي بيانها اليوم كررت الوكالة الأممية أيضا دعوتها لفتح ممر إنساني لتمكين الإمدادات الإنسانية وموظفيها من الوصول إلى غزة.
وقال المفوض العام لازاريني الذي ما زال ينتظر الموافقة الإسرائيلية العاجلة لدخول غزة: "لا يوجد أي سبب لمنع وصول هذه الإمدادات التي يؤدي غيابها إلى تدني مستوى الخدمات الملحة لأكثر الفئات تضررا".
وأكد المفوض العام أن " هناك حاجة ماسة لهدنة إنسانية لإدخال المساعدات لسكان غزة ومن ضمنهم أولئك الذين اضطروا لترك بيوتهم."
ويشمل النداء أيضا مكونا من الاحتياجات الطارئة في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، في قطاعات الصحة والمأوى والتعليم والأمن والحماية، حيث ارتفعت الاحتياجات نتيجة تصاعد التوترات.
ووفق موجز مكتب الأوتشا في الأرض الفلسطينية المحتلة، "أغلقت السلطات الإسرائيلية معبر كرم أبو سالم بعد وقت قصير من فتحه بسبب إطلاق القذائف عليه من جانب الجماعات المسلحة الفلسطينية. ولم تدخل غزة سوى خمسة من 24 شاحنة محملة بالمواد الإنسانية، والتي كان مقررا دخولها يوم (أمس الأربعاء)".
التصعيد الحالي هو نتيجة فشل المجتمع الدولي في التوصل إلى حل
وبموجب هذا النداء العاجل، تطلب الأونروا:
- الدعم للحفاظ على توفير الخدمات الصحية الأساسية والإسعافات الأولية الطارئة، حسب الحاجة؛
- تعزيز توفير الإسناد النفسي الاجتماعي بما في ذلك لأطفال المدارس؛
- تقديم معونات نقدية متعددة الأغراض للأسر اللاجئة المعرضة للمخاطر التي تعرضت ممتلكاتها لأضرار جراء المواجهات؛
- لضمان قدرة موظفي الأونروا على الاستمرار في تقديم الخدمات بأمن وأمان للاجئين المعرضين للخطر والمحتاجين.
وهذا وأكدت وكالة الأونروا أنها - وبتفويض حماية واضح لما يزيد عن 860,000 لاجئ من فلسطيني في الضفة الغربية – "ستواصل توثيق الانتهاكات بحقهم والدعوة إلى حمايتهم وتعزيز حقوقهم."
وفي هذا السياق طالب المفوض العام لازاريني بأن "يتوقف القتال على الفور".
وأوضح أن "التصعيد في كافة أرجاء الأرض الفلسطينية المحتلة هو النتيجة المباشرة لفشل المجتمع الدولي في حل هذا الصراع، بما في ذلك إيجاد حل عادل ودائم للاجئي فلسطين. إنه النتيجة المباشرة لعقود من التهجير والاحتلال والحصار. وهو يذكرنا جميعا بأن الوضع الراهن لا يمكن الدفاع عنه. وإلى أن يتم التوصل إلى حل عادل لمحنة لاجئي فلسطين، فإننا نظل ثابتين في التزامنا بخدمتهم في وقت الأزمة هذا".