منظور عالمي قصص إنسانية

وكالات الأمم المتحدة تدعو إلى وصول فوري للمساعدات الإنسانية لتفادي وقوع كارثة على أطفال غزة

طفلة صغيرة تحرس إخوتها الصغار النائمين في فصل دراسي بمدرسة صلاح الدين التابعة للأونروا في غزة.
© 2021 UNRWA/Mohamed Hinnawi
طفلة صغيرة تحرس إخوتها الصغار النائمين في فصل دراسي بمدرسة صلاح الدين التابعة للأونروا في غزة.

وكالات الأمم المتحدة تدعو إلى وصول فوري للمساعدات الإنسانية لتفادي وقوع كارثة على أطفال غزة

المساعدات الإنسانية

دعت منظمتا اليونيسف والأونروا ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، اليوم الثلاثاء، إلى تمكين سبل الوصول إلى غزة لإيصال المساعدات الإنسانية ومساعدة المتضررين من الصراع، وخاصة الأطفال.

وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف، هنرييتا فور، إن حوالي مليون طفل في غزة يعانون من العواقب المتصاعدة للصراع العنيف ولا يوجد مكان آمن يلجأون إليه. "فقدت أرواح وتحطمت عائلات."

ودعت السيدة فور إلى "وقف فوري للأعمال العدائية لدواعٍ إنسانية للسماح بدخول الموظفين والإمدادات الأساسية، بما في ذلك الوقود والمواد الطبية ومجموعات الإسعافات الأولية ولقاحات كوفيد-19."

كما دعت أيضا إلى "إنشاء ممرات إنسانية حتى نتمكن من إيصال هذه الإمدادات بأمان، ولكي تتمكن العائلات من لم شملها والوصول إلى الخدمات الأساسية، وللتمكن من إجلاء المرضى أو الجرحى."

إسرائيل لم تمنح الأونروا ومسؤوليها حق الوصول إلى غزة

وفي بيان منفصل، دعت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) "حكومة إسرائيل على وجه السرعة إلى تمكين الإمدادات الإنسانية وموظفيها من الوصول إلى غزة في الوقت المناسب، وذلك وفقا لالتزاماتها بموجب القانون الدولي."

Tweet URL

وبحسب بيان الأونروا، لم تحصل الوكالة الأممية على الموافقة على الوصول الضروري إلى غزة لإيصال الإمدادات الإنسانية الأساسية التي تهدف إلى توفير الإغاثة للسكان المنكوبين، الذين يشملون الأشخاص المعرضين للمخاطر بشكل خاص مثل النساء الحوامل والأطفال والأشخاص ذوي الإعاقة والحالات الطبية الخطيرة وكبار السن، على الرغم من الاحتياجات الهائلة بعد تسعة أيام من الصراع. كما لم يتلق كبار مسؤوليها الموافقة لتقييم الوضع ودعم عمليات الأونروا الطارئة.

تجدر الإشارة إلى أن "الأمم المتحدة تتمتع في أراضي كل عضو من أعضائها بالامتيازات والحصانات اللازمة لتحقيق أغراضها، طبقا للقانون الدولي". علاوة على ذلك، دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة مرارا وتكرارا الحكومات والأطراف في حالات الطوارئ الإنسانية، بما في ذلك النزاعات المسلحة، إلى "التعاون الكامل مع الأمم المتحدة وضمان الوصول الآمن ودون عوائق للعاملين في المجال الإنساني وتسليم الإمدادات والمعدات."

وفي هذا السياق، قالت تمارا الرفاعي مديرة الاتصالات الاستراتيجية في الأونروا إن "الأونروا تنتظر بشكل عاجل الموافقة من خلال الآليات المعمول بها للعبور إلى غزة".

وكان وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، مارك لوكوك، قد دعا في بيان صادر اليوم الثلاثاء أيضا إلى ضرورة توقف الأعمال العدائية. وقال: "أكرر دعوات الأمين العام لأن توقف جميع الأطراف القصف الجوي والمدفعي وإطلاق الصواريخ العشوائي. لم تجلب هذه الأعمال سوى الموت والدمار والصدمات على نطاق واسع في جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة وإسرائيل".

كما دعا جميع الأطراف في الأعمال العدائية إلى الموافقة على "وقفة إنسانية للسماح بتوزيع الإغاثة الإنسانية في حالات الطوارئ كي يتسنى للمدنيين شراء الطعام والماء وطلب الرعاية الطبية وتلبية الاحتياجات الطارئة الأخرى."

أضرار بشرية ومادية كبيرة

وبحسب بيان اليونيسف، قُتل في غزة 60 طفلاً على الأقل وأصيب 444 آخرون في أقل من 10 أيام. نزح ما يقرب من 30 ألف طفل.

Tweet URL

 

يحتاج ما يقدر بنحو 250،000 طفل إلى خدمات الصحة العقلية والحماية. ولحقت أضرار بأربع مرافق صحية و40 مدرسة على الأقل. يتم استخدام حوالي 48 مدرسة – تدير معظمها الأونروا - كملاجئ طارئة للعائلات التي تبحث عن ملاذ من العنف.

وقد تفاقم وضع أنظمة المياه والصرف الصحي الضعيفة بالفعل نتيجة لهذا التصعيد الأخير. تعرضت البنية التحتية الأساسية - بما في ذلك آبار وخزانات المياه الجوفية ومحطات تحلية المياه والصرف الصحي وشبكات توصيل المياه ومحطات الضخ - لأضرار جسيمة.

وتقدر الوكالة الأممية المعنية بالأطفال "أن 325،000 شخص يحتاجون إلى خدمات المياه والصرف الصحي الطارئة، والتي بدونها يكونون أكثر عرضة للإصابة بأمراض معدية مميتة."

الأطفال يستحقون أفضل من دائرة العنف الرهيبة هذه

وأشارت اليونيسف إلى انخفاض إنتاج الكهرباء في جميع أنحاء غزة بنحو 60 في المائة، مما جعل المستشفيات تعتمد بشكل متزايد على المولدات لتوفير خدمات الرعاية الصحية الأساسية. ولفتت الانتباه إلى أن هذه المولدات تتطلب كميات كبيرة من الوقود لتعمل. كما أن أي انخفاض في قدرة الرعاية الصحية قد يعرض علاج المصابين بكوفيد-19 للخطر.

وأكدت هنرييتا فور، أنه "في كل يوم يستمر النزاع، سيعاني الأطفال في جميع أنحاء فلسطين وإسرائيل."

وقالت إن "هؤلاء الأطفال يحتاجون إلى وقف إطلاق النار الآن، فضلاً عن حل سياسي طويل الأمد للصراع الأوسع. إنهم يستحقون أفضل بكثير من هذه الدائرة الرهيبة من العنف والخوف التي استمرت لفترة طويلة جدا".

وبالمثل أكد السيدة تمارة الرفاعي أن "الهدنة الإنسانية ضرورية للغاية الآن"، مضيفة أن "كل يوم يمر بدون وقف لإطلاق النار هو يوم تتم فيه خسارة المزيد من الأرواح وتدمير المزيد من المنازل وسبل العيش. إن هذا أمر غير مقبول".