منظور عالمي قصص إنسانية

منظمة الصحة العالمية تدعو لحماية العاملين الصحيين والمرافق الصحية في ظل التصعيد الأخير بين إسرائيل وغزة

مرضى يصلون إلى مركز صحي في غزة. (2020)
© UNRWA
مرضى يصلون إلى مركز صحي في غزة. (2020)

منظمة الصحة العالمية تدعو لحماية العاملين الصحيين والمرافق الصحية في ظل التصعيد الأخير بين إسرائيل وغزة

الصحة

مع التصعيد الأخير في الأرض الفلسطينية المحتلة وإسرائيل، أشارت منظمة الصحة العالمية إلى وقوع حوادث شملت العاملين الصحيين والمرافق الصحية، وتأثر اختبارات كوفيد-19 وعملية التطعيم بشدة.

وأكدت منظمة الصحة العالمية أن الوضع الصحي مقلق للغاية، ودعت إلى حماية العاملين الصحيين والمرافق الصحية باعتبارها ضرورة حتمية في جميع الظروف.

جاء ذلك خلال كلمة مدير عام منظمة الصحة العالمية، د. تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، في المؤتمر الصحفي الاعتيادي للمنظمة من جنيف، وقال: "تأثر اختبار كـوفيد-19 والتطعيم بشدة، هذا يخلق مشاكل صحية للعالم ككل"، مشددا على ضرورة احترام قواعد القانون الإنساني الدولي احتراما كاملا.

تأثر اختبار كـوفيد-19 والتطعيم بشدة، هذا يخلق مشاكل صحية للعالم ككل -- د. تيدروس

وقال: "على وجه الخصوص، يجب حماية العاملين الصحيين والبنية التحتية دائما وأدعو القادة من جميع الأطراف إلى ضمان احترام هذه القوانين الإنسانية الحيوية".

وشدد د. تيدروس على تحذير الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، خلال عطلة نهاية الأسبوع، من أن الوضع في الأرض الفلسطينية المحتلة وإسرائيل يمكن أن يطلق العنان لأزمة أمنية وإنسانية لا يمكن السيطرة عليها.

العمل مع جميع الأطراف

من جانبه، أشار مدير برنامج الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، د. مايك راين، إلى أن المنظمة تواصل العمل، وقد عملت لسنوات، مع جميع الأطراف الصحية في إسرائيل وفي فلسطين في محاولة جلب الطرفين فيما يتعلق بالأمور ذات المصالح الصحية المتبادلة.

وقال: "إن صحة الناس وصحة المدنيين يجب أن تكون قضية مركزية تحتل اهتمام الجميع. وفي سياق الصراعات، يجب حماية صحة المدنيين وحياتهم وحماية الرعاية الصحية التي تقدم لهم. ويجب وقف جميع الهجمات على الرعاية الصحية فورا، ويجب ضمان وصول الناس لخدمات الرعاية المناسبة".

وأكد د. راين على مواصلة العمل مع كل من يرغب في العمل في دعم الأشخاص الذين يحتاجون للمساعدة، والأشخاص الذين تضررت صحتهم الجسدية والعقلية بسبب هذا النزاع المدمر.

ضرورة حماية الصحة في سياق النزاعات

وردا على أسئلة الصحفيين بشأن تأثر الصحة خلال النزاعات وخاصة في إقليم تيغراي بإثيوبيا، قال د. تيدروس إن الوضع في تيغراي مرعب جدا.

وأشار إلى أن 4.5 مليون شخص أو نحو 5 ملايين شخص يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية، 91 في المائة يحتاجون للمساعدة الغذائية، والكثير من الناس بدأوا يموتون بالفعل بسبب الجوع وانتشار سوء التغذية الحاد والشديد، وقد نزح مئات الآلاف من الأشخاص أو طردوا من مناطق سكناهم وأكثر من 60 ألف شخص فرّوا إلى السودان. كما أن الاغتصاب ينتشر، وتم تدمير الخدمات الصحية ونهبها، ومعظمها لا تعمل.

لا أعتقد أن غالبية السكان قلقون من كوفيد-19، إنه أقل ما يشغل بالهم، أو حتى لا يحتل اهتمامهم -- د. تيدروس

وقال د. تيدروس: "لا أعتقد أن غالبية السكان قلقون من كوفيد-19، إنه أقل ما يشغل بالهم، أو حتى لا يحتل اهتمامهم، لأن فرصة الوفاة من الأسباب الأخرى عالية مقارنة بالوفاة من كوفيد-19".

وشدد د. تيدروس على أن الحل هو في خفض التصعيد ووقف النزاع ومحاولة معالجة المشكلات عبر طرق سياسية وسلمية - وهذا ينطبق على أي منطقة تشهد نزاعا. وأضاف أن النزاع يؤثر على صحة السكان بشكل جدي.

انخفاض الوفيات والإصابات ولكن من المبكر الاحتفال

أوضحت منظمة الصحة العالمية أنه للأسبوع الثاني على التوالي، حدث انخفاض عالمي في حالات الإصابة والوفيات الناتجة عن مرض كوفيد-19. وحذرت المنظمة من أنه في بعض البلدان ذات معدلات التطعيم الأعلى، يسود الاعتقاد بأن جائحة كوفيد-19 قد انتهت، بينما يعاني البعض الآخر من موجات هائلة من العدوى.

وقال د. تيدروس: "لا يزال الوضع في عدد من البلدان مثيرا للقلق للغاية. إن جائحة كوفيد-19 لا تزال بعيدة عن نهايتها، ولن تنتهي في أي مكان حتى تنتهي في كل مكان. حتى بعض الأماكن التي كان أداؤها جيدا في السابق في احتواء كوفيد-19 تشهد زيادات هائلة في الحالات ودخول المستشفيات والوفيات".

وحذرت المنظمة من أن متغيرات الفيروس الجديدة المثيرة للقلق، والنظم الصحية الهشة وانخفاض تنفيذ تدابير الصحة العامة ونقص الإمدادات من الأكسجين والديكساميثازون واللقاحات - كلها عوامل من شأنها أن تؤدي إلى تفاقم الوضع الحالي.

أهمية الالتزام بالتدابير الصحية

ودعا مدير عام منظمة الصحة العالمية إلى ضمان التزام الناس بتدابير الصحة العامة بما في ذلك التباعد الجسدي وارتداء الأقنعة ومنع التجمعات الكبيرة. "حتى في حالة انخفاض حالات كوفيد-19 فإن التسلسل الجيني أمر بالغ الأهمية بحيث يمكن تتبع المتغيرات وعدم تخفيف الإجراءات قبل الأوان".

وشدد المسؤول الأممي على أنه "فقط من خلال العمل عبر كوفاكس يمكننا الحصول بسرعة على اللقاحات لهؤلاء العاملين الصحيين الذين كانوا في الخطوط الأمامية لهذه الجائحة لأكثر من عام".

وقد قدم مرفق كوفاكس للتوزيع العادل للقاحات حتى الآن 65 مليون جرعة إلى 124 دولة واقتصادا.