منظور عالمي قصص إنسانية

مفوضية اللاجئين: لا ينبغي أن تصبح أزمة لاجئي الروهينجا "أزمة منسية"

طفل يبلغ من العمر 10 سنوات يقف وسط الركام في مخيم كوتوبالونغ للاجئين في جنوب بنغلاديش. ويظهر خلفه بقايا النيران المشتعلة التي خلفها حريق هائل في المخيم. 23 آذار/مارس 2021
UNICEF/Salman Saeed
طفل يبلغ من العمر 10 سنوات يقف وسط الركام في مخيم كوتوبالونغ للاجئين في جنوب بنغلاديش. ويظهر خلفه بقايا النيران المشتعلة التي خلفها حريق هائل في المخيم. 23 آذار/مارس 2021

مفوضية اللاجئين: لا ينبغي أن تصبح أزمة لاجئي الروهينجا "أزمة منسية"

المهاجرون واللاجئون

قبل مؤتمر المانحين المقرر عقده يوم الثلاثاء المقبل (18 مايو) وإطلاق خطة الاستجابة المشتركة لعام 2021 (JRP) لأزمة الروهينجا الإنسانية، دعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى تجديد الالتزام الدولي والدعم والتضامن مع لاجئي الروهينجا.

وبحسب المتحدث باسم مفوضية اللاجئين، أندريه ماهيسيتش، في مؤتمره الصحفي اليوم الجمعة في جنيف، يجمع برنامج الاستجابة السريعة لعام 2021 جهود حكومة بنغلاديش و134 وكالة من وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الشريكة لاستهداف ما يقرب من 1.4 مليون شخص هذا العام بالمساعدات.

وأوضح أندريه ماهيسيتش، أن "الخطة البالغة قيمتها 943 مليون دولار أمريكي تسعى إلى تلبية احتياجات أكثر من 880 ألف لاجئ من الروهينجا و472 ألفا من بنغلاديش في المجتمعات المضيفة المحيطة بمنطقة كوكس بازار."

الحؤول دون أن تصبح هذه الأزمة منسية

وبحسب المفوضية، فرّ معظم اللاجئين الروهينجا، حوالي 740,000، من العنف في ولاية راخين في ميانمار في عام 2017.

وقال ماهيسيتش للصحفيين في جنيف، إن بنغلاديش تحتاج إلى دعم دولي قوي ومستدام لضمان سلامة ورفاهية اللاجئين الروهينجا عديمي الجنسية، مع دخول أزمة اللاجئين عامها الرابع:

"يجب ألا تصبح هذه أزمة منسية. يجب أن يشعر كل من لاجئي الروهينجا -وبنغلاديش التي استضافتهم بسخاء على مدى عقود، بأن العالم يقف إلى جانبهم."

تأثير كوفيد

أحد المتخصصين بالوقاية من العدوى ومكافحتها في منظمة الصحة العالمية يقدم مشورة للممرضات في منشأة صحية في مخيم كوتوبالونغ في بنغلاديش وكيفية حماية أنفسهم من الإصابة بالفيروس.
WHO/Blink Media/Fabeha Monir
أحد المتخصصين بالوقاية من العدوى ومكافحتها في منظمة الصحة العالمية يقدم مشورة للممرضات في منشأة صحية في مخيم كوتوبالونغ في بنغلاديش وكيفية حماية أنفسهم من الإصابة بالفيروس.

إضافة إلى تعقيد هذه الأزمة، أدت جائحة كوفيد-19 إلى تفاقم نقاط الضعف لدى اللاجئين والمجتمعات المضيفة على حد سواء.

وأفاد المتحدث باسم مفوضية اللاجئين بأن حكومة بنغلاديش، تمكنت حتى الآن بدعم من المجتمع الإنساني، من إدارة استجابة كوفيد-19 وانتشار المرض في مخيمات الروهينجا والمناطق المحيطة بها، على الرغم من أن مسار الفيروس لا يزال غير واضح.

وأضاف أن الاستجابة المنسقة والشاملة أنقذت الأرواح. "ومع ذلك، فمن الأهمية بمكان ضمان استمرار تقديم جميع خدمات المساعدة الإنسانية والحماية."

ووفقا لبيانات مفوضية اللاجئين، تتجاوز احتياجات اللاجئين الروهينجا الكفاف والأمان الجسدي. وقال أندريه ماهيسيتش إنه لا يمكن السماح للاجئين، مثل أي شخص آخر، بالانتظار لسنوات دون الحصول على التعليم وخيارات الحياة الكريمة والمستقبل الهادف. ودعا إلى بذل المزيد من الجهد لضمان أن يكون لدى اللاجئين أمل في بنغلاديش، وفي المستقبل في وطنهم في ميانمار، من أجل التخفيف من مخاطر قيام الأشخاص برحلات خطرة في المستقبل. وحذر من أن عدم القيام بذلك فقد يدفع الناس إلى "القيام بشكل متزايد بمثل هذه الرحلات عن طريق البر أو البحر لإيجاد حل في مكان آخر."

تأكيد على أهمية الدعم الدولي

أعيد بناء بعض الملاجئ في المخيم 9 في كوكس بازار في بنغلاديش بعد اندلاع حريق في شهر آذار/مارس.
IOM/Mashrif Abdullah Al
أعيد بناء بعض الملاجئ في المخيم 9 في كوكس بازار في بنغلاديش بعد اندلاع حريق في شهر آذار/مارس.

في العام الماضي، ناشدت الأمم المتحدة توفير أكثر من مليار دولار أمريكي لتلبية احتياجات لاجئي الروهينجا والمجتمعات المضيفة في منطقة كوكس بازار. في نهاية عام 2020، تم تمويل هذا النداء بنسبة 59.4٪ فقط. وشدد المتحدث باسم المفوضية على أن "المجتمع الدولي يجب ألا يحافظ فقط على دعمه للاجئين ومضيفيهم، ولكن أيضا التكيف مع الاحتياجات الجديدة والناشئة ومتابعة البحث عن حلول دائمة."

وفي هذا السياق أكد ماهيسيتش "أن البحث عن حلول دائمة يجب أن يركز دائما على العودة الطوعية والآمنة والكريمة والمستدامة للاجئين الروهينجا إلى ديارهم في ميانمار، عندما تسمح لهم الظروف بذلك"، مشيرا إلى أن الأزمة المستمرة وعدم الاستقرار السياسي في ميانمار أضافا أعباء جديدة على هذا التحدي.

والحدث الافتراضي لإطلاق برنامج الاستجابة السريعة لعام 2021 الذي ستستضيفه بشكل مشترك حكومة بنغلاديش والمنظمة الدولية للهجرة (IOM) ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، سيسلط الضوء على الاحتياجات الأكثر إلحاحا والاستجابة الإنسانية المستمرة.