منظور عالمي قصص إنسانية

دراسة تدعو لخفض انبعاثات "غاز الميثان" بهدف تجنب ارتفاع درجة الحرارة العالمية

الحكومات الوطنية هي المحرك الرئيسي للتغيير للحد من الانبعاثات الضارة.
Unsplash/Daniel Moqvist
الحكومات الوطنية هي المحرك الرئيسي للتغيير للحد من الانبعاثات الضارة.

دراسة تدعو لخفض انبعاثات "غاز الميثان" بهدف تجنب ارتفاع درجة الحرارة العالمية

المناخ والبيئة

وجدت دراسة تدعمها الأمم المتحدة نُشرت اليوم الخميس أنه يمكن تقليل انبعاثات الميثان الناتجة عن الأنشطة البشرية بنسبة تصل إلى 45 في المائة هذا العقد، وبالتالي المساعدة في الحفاظ على هدف 1.5 درجة مئوية بما يتماشى مع اتفاق باريس للمناخ.

ويحدد "التقييم العالمي للميثان" فوائد تخفيف انبعاثات غاز الميثان، وهو مكون رئيسي في الضباب، وتشمل الفوائد الحيلولة دون حدوث حوالي 260 ألف حالة وفاة مبكرة و775 ألف زيارة للمستشفيات مرتبطة بالربو سنويا، بالإضافة إلى 25 مليون طن من خسائر المحاصيل.

وأجرى الدراسة "تحالف المناخ والهواء النظيف (CCAC)" وهو شراكة عالمية تتألف من الحكومات والشركاء غير الحكوميين وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة.

الميثان من أقوى الغازات الدفيئة

وقالت إنغر آندرسون، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة: "إن خفض الميثان هو أقوى وسيلة لإبطاء تغيّر المناخ على مدى السنوات الخمس وعشرين المقبلة، ويكمل الجهود اللازمة لتقليل ثاني أكسيد الكربون. والفوائد التي تعود على المجتمع والاقتصادات والبيئة عديدة وتفوق التكلفة بكثير".

والميثان هو من الغازات الدفيئة القوية للغاية، وهو مسؤول عن حوالي 30 في المائة من الاحترار منذ حقبة ما قبل العصر الصناعي.

وتأتي معظم انبعاثات الميثان التي يتسبب فيها الإنسان من ثلاثة قطاعات: الوقود الأحفوري، مثل معالجة النفط والغاز؛ المكبات والنفايات؛ والزراعة، وتتعلق بشكل رئيسي بالثروة الحيوانية.

الانبعاثات تتزايد باستمرار

تؤكد الدراسة سبب الحاجة الماسة لاتخاذ إجراءات دولية حيث إن انبعاثات الميثان التي يتسبب فيها الإنسان تتزايد بوتيرة أسرع من أي وقت مضى منذ بدء تسجيلها في الثمانينيات من القرن الماضي.

وحتى مع تسبب جائحة كـوفيد-19 في تباطؤ اقتصادي عام 2020- مما حال دو نتسجيل عام قياسي آخر من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون-، تُظهر بيانات من الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي بالولايات المتحدة (NOAA) أن كمية الميثان في الغلاف الجوي وصلت إلى مستويات قياسية العام الماضي.

مقالب القمامة هي مصدر رئيسي لانبعاثات غاز الميثان، وتحسين الإدارة يمكن   أن يحول غاز الميثان إلى مصدر للوقود النظيف، وكذلك العمل على الحد من المخاطر الصحية.
البنك الدولي / فرحانة اسناب
مقالب القمامة هي مصدر رئيسي لانبعاثات غاز الميثان، وتحسين الإدارة يمكن أن يحول غاز الميثان إلى مصدر للوقود النظيف، وكذلك العمل على الحد من المخاطر الصحية.

الأخبار الجيدة

مع ذلك، على عكس غاز ثاني أكسيد الكربون، الذي يبقى في الغلاف الجوي لعدة قرون، يتفكك الميثان بسرعة ويزول معظمه بعد عقد، مما يعني أنه يمكن للإجراءات أن تقلل بسرعة من معدل الاحتباس الحراري على المدى القريب.

ويمثل الميثان ما يقرب من خُمس انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، وفقا للسيد ريك دوك، كبير مستشاري جون كيري، المبعوث الرئاسي الأميركي الخاص المعني بتغيّر المناخ.

وقال: "تلتزم الولايات المتحدة بتخفيض انبعاثات الميثان داخل البلد وعلى الصعيد العالمي – من خلال تدابير مثل البحث والتطوير ومعايير للتحكم في غاز الميثان الأحفوري وطمر النفايات والحوافز لمعالجة الميثان الزراعي".

الحلول المتاحة بسهولة

يحدد التقييم الحلول المتاحة بسهولة والتي من شأنها تقليل انبعاثات الميثان بنسبة 30 في المائة بحلول عام 2030 خاصة في قطاع الوقود الأحفوري. معظمها، أو حوالي 60 في المائة، منخفضة التكلفة والنصف الآخر له "تكاليف سلبية" ويعني أن الشركات ستكسب المال من اتخاذ الإجراءات.

ووفقا للتقرير – فإن ما يسمى بـ "إمكانات التخفيف" يتباين باختلاف البلدان والمناطق. على سبيل المثال، في حين أن أكبر الإمكانات في أوروبا والهند هي في قطاع النفايات، في الصين تأتي من إنتاج الفحم والثروة الحيوانية، بينما في أفريقيا تأتي من الثروة الحيوانية يليها النفط والغاز.

لكن حذر الشركاء من أن "التدابير المستهدفة وحدها لا تكفي"، وأشاروا إلى أنه "يمكن للتدابير الإضافية التي لا تستهدف الميثان على وجه التحديد، مثل التحول إلى الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة السكنية والتجارية، وتقليل فقد الأغذية وهدرها، أن تقلل من انبعاثات الميثان بنسبة 15 في المائة بحلول عام 2030".

وقال درو شيندل، أستاذ علوم المناخ في جامعة دوك بالولايات المتحدة والتي ترأست التقييم في "تحالف المناخ والهواء النظيف" إنه يجب اتخاذ خطوات عاجلة للحد من انبعاثات الميثان هذا العقد.

وأضاف: "لتحقيق أهداف المناخ العالمية، يجب علينا تقليل انبعاثات الميثان مع تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بشكل عاجل".

لكنه أوضح أن الخبر الجيد هو أن "معظم الإجراءات المطلوبة لا تجلب منافع مناخية فحسب، بل تحقق أيضا فوائد صحية ومالية، وكل التكنولوجيا المطلوبة متوفرة بالفعل".