منظور عالمي قصص إنسانية

تقرير: نقص عدد القابلات في العالم يعرض حياة الملايين من النساء والأطفال للخطر

في السودان، تواصل القابلات عملهن لضمان أن تكون جميع الولادات آمنة حتى أثناء جائحة COVID-19.
© Soufian Abdul-Mouty/UNFPA Sud
في السودان، تواصل القابلات عملهن لضمان أن تكون جميع الولادات آمنة حتى أثناء جائحة COVID-19.

تقرير: نقص عدد القابلات في العالم يعرض حياة الملايين من النساء والأطفال للخطر

المرأة

وجد تقرير جديد أن ملايين النساء والأطفال حديثي الولادة يفقدون حياتهم، ويعاني ملايين أكثر من اعتلال الصحة أو المرض، لأن احتياجات النساء الحوامل ومهارات القابلات غير معترف بها أو لا تحظى بالأولوية.

وبحسب تقرير حالة القبالة في العالم لعام 2021 الصادر عن صندوق الأمم المتحدة للسكان ومنظمة الصحة العالمية والاتحاد الدولي للقابلات والشركاء، يواجه العالم حاليا نقصا بمقدار 900 ألف قابلة، ما يشكل ثلث القوة العاملة المطلوبة في مجال القبالة العالمية.

ويتزامن التقرير مع "اليوم العالمي للقابلات" الذي يحتفل به العالم في 5 أيّار/مايو، للاعتراف بالدور الحيوي للقابلات في حياة النساء الحوامل والمواليد الجدد والصحة الجنسية والإنجابية.

وقالت د. ناتاليا كانيم، المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان، إن هذا التقرير يدق ناقوس الخطر بأن العالم يحتاج بشكل عاجل إلى 1.1 مليون عامل صحي أساسي إضافي لتقديم الرعاية الصحية الجنسية والإنجابية ورعاية الأمهات والمواليد الجدد واليافعين.

وأضافت تقول: "80% من هؤلاء العاملين الصحيين الأساسيين المفقودين هم من القابلات. يمكن للقابلة القادرة والمدربة جيدا أن يكون لها تأثير هائل على النساء الحوامل وأسرهن".

Soundcloud

أهمية الاستثمار في القابلات

يعمل التقرير على تقييم القوى العاملة للقبالة والموارد الصحية ذات الصلة في 194 دولة.

ويُعدّ استمرار نقص الموارد للقوى العاملة في مجال القبالة أحد مشكلات النظم الصحية التي لا تعطي الأولوية لاحتياجات الصحة الجنسية والإنجابية للنساء والفتيات، ولا تعترف بدور القابلات – والمعظم نساء – لتلبية تلك الاحتياجات. وتشكل النساء 93% من القابلات و89% من الممرضات.

قابلة تحمل طفلا حديث الولادة في أحد المراكز الصحية في مالي.
© UNICEF/Seyba Keïta

سيؤدي الاستثمار الكامل في القابلات بحلول 2035 إلى تجنب ما يقرب من ثلثي الوفيات بين الأمهات والأطفال حديثي الولادة، والإملاص، مما يجنب العالم 4.3 مليون وفاة سنويا: يمكن تجنب 67% من وفاة الأمهات، و64% من وفاة المواليد الجدد و65% من الإملاص (عندما يولد الجنين ميتا).

وقد فاقمت أزمة كـوفيد-19 هذه المشكلات، وحجبت الاحتياجات الصحية للنساء والأطفال حديثي الولادة، وتعطلت بسببها خدمات القبالة وتم توزيع القابلات في الخدمات الصحية الأخرى.

يقول د. تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، مدير عام منظمة الصحة العالمية: "تلعب القابلات دورا حيويا في الحد من مخاطر الولادة بالنسبة للنساء في جميع أنحاء العالم. لكن تعرضت كثيرات منهن للمخاطر أثناء جائحة كوفيد-19".

وأضاف أنه يجب تعلم الدروس من الجائحة من خلال تنفيذ السياسات والقيام باستثمارات تقدم دعما وحماية أفضل للقابلات والعاملين الصحيين الآخرين.

دور القابلة

في اليمن، قابلة تحمل طفلا ولد حديثا.
© UNFPA Yemen
في اليمن، قابلة تحمل طفلا ولد حديثا.

القابلة لا تساعد فقط في الولادة. بل تقدم الرعاية الصحية للنساء ما قبل وبعد الولادة، ومجموعة أخرى من خدمات الصحة الجنسية والإنجابية، بما في ذلك تنظيم الأسرة، واكتشاف الأمراض المنقولة جنسيا وعلاجها، وخدمات الصحة الجنسية والإنجابية لليافعين.

وكي تحقق القابلات إمكاناتهن المنقذة للحياة، هناك حاجة لمزيد من الاستثمار في تعليمهن وتدريبهن، وتقديم الخدمات بقيادة القابلات، ويدعو التقرير الحكومات لأن تولي أهمية للتمويل والدعم للقبالة واتخاذ خطوات ملموسة لإشراك القابلات في تحديد السياسات الصحية.

من جانبها، أكدت فرانكا كاديه، رئيسة الاتحاد الدولي للقابلات، أن الوقت حان "لكي تقرّ الحكومات بالأدلة المحيطة بالتأثير المعزز للحياة والمنقذ للحياة للرعاية التي تقودها القابلة".

ورغم التحذيرات التي أطلقت في تقرير حالة القبالة لعام 2014، والتي وضعت أيضا خارطة طريق حول كيفية معالجة هذا العجز، كان التقدم على مدى السنوات الثمانية الماضية بطيئا للغاية. ويظهر التحليل الوارد في تقرير هذا العام أنه وفقا لمعدلات التقدم الحالية سيكون الوضع قد تحسن بشكل طفيف فقط بحلول عام 2030.