منظور عالمي قصص إنسانية

القضاء على أحدث فاشية قاتلة لفيروس الإيبولا في جمهورية الكونغو الديمقراطية

أحد العاملين الصحيين يقدم التطعيم لرجل ضد فيروس إيبولا، في بني شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية.
World Bank/Vincent Tremeau
أحد العاملين الصحيين يقدم التطعيم لرجل ضد فيروس إيبولا، في بني شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية.

القضاء على أحدث فاشية قاتلة لفيروس الإيبولا في جمهورية الكونغو الديمقراطية

الصحة

تم الإعلان رسميا عن القضاء على تفشي فيروس إيبولا الثاني عشر في جمهورية الكونغو الديمقراطية يوم الاثنين، بعد ثلاثة أشهر من الإبلاغ عن الحالة الأولى في إقليم كيفو الشمالي. ويمثل هذا نهاية التفشي الرابع للمرض الفتاك في البلاد في أقل من ثلاث سنوات، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.

فيروس إيبولا- وهو مرض غالبا ما يكون قاتلا ينتشر من خلال ملامسة سوائل الجسم، والذي يقتل في المتوسط حوالي نصف المصابين - ظهر مرة أخرى في شباط/فبراير، بعد تسعة أشهر من الإعلان عن تفشٍ آخر في نفس المقاطعة.

في بيان صحفي، هنأت منظمة الصحة العالمية السلطات الصحية في جمهورية الكونغو الديمقراطية، والعاملين الصحيين "في الميدان على استجابتهم السريعة التي بنيت على تجربة البلاد السابقة في معالجة تفشي فيروس إيبولا".

تم تسجيل 11 حالة مؤكدة وحالة محتملة واحدة مما أسفر عن وفاة ستة أشخاص وست حالات تعافي في أربع مناطق صحية في إقليم كيفو الشمالي، اعتبارا من 7 شباط/فبراير، عندما أعلنت وزارة الصحة عودة ظهور الإيبولا في بوتيمبو.

وجدت نتائج تسلسل الجينوم الذي أجراه المعهد الوطني للبحوث الطبية الحيوية في البلاد، أن أول حالة إيبولا تم اكتشافها في الفاشية كانت مرتبطة بالتفشي السابق، ولكن لم يتم تحديد مصدر العدوى بعد.

الفضل يعود للعمال المحليين

قال الدكتور ماتشيديسو مويتي، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لأفريقيا: "يجب الاعتراف بالدور الكبير الذي قام به العاملون الصحيون المحليون والسلطات الوطنية على استجابتهم السريعة ومثابرتهم وخبرتهم وعملهم الجاد الذي وضع هذه الفاشية تحت السيطرة. على الرغم من انتهاء الفاشية، يجب أن نظل في حالة تأهب لاحتمال عودة ظهورها، وفي نفس الوقت الاستفادة من الخبرة المتزايدة في الاستجابة لحالات الطوارئ لمواجهة التهديدات الصحية الأخرى التي تواجهها البلاد."

وتم تنسيق الاستجابة من قبل إدارة الصحة بالمقاطعة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية والشركاء.

لوح بلاستيكي يفصل بين أم وابنها في مركز لعلاج الإيبولا في بني، بإقليم كيفو الشمالي، بجمهورية الكونغو الديمقراطية.
© UNICEF/Thomas Nybo
لوح بلاستيكي يفصل بين أم وابنها في مركز لعلاج الإيبولا في بني، بإقليم كيفو الشمالي، بجمهورية الكونغو الديمقراطية.

مع ما يقرب من 60 خبيرا في الميدان، ساعدت منظمة الصحة العالمية العمال المحليين على تتبع المخالطين بمجرد إعلان تفشي المرض، وتوفير العلاج وإشراك المجتمعات المحلية وتلقيح ما يقرب من 2000 شخص معرضين لخطر كبير، بما في ذلك أكثر من 500 عامل في الخطوط الأمامية.

وفي بيان صادر اليوم الاثنين، قال مدير منظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، إن "إعلان اليوم عن نهاية تفشي فيروس إيبولا الأخير في جمهورية الكونغو الديمقراطية هو شهادة على الاحتراف والتضحيات والتعاون من قبل المئات من أبطال الصحة الحقيقيين، ولا سيما المستجيبون الكونغوليون".

وأكد د. تيدروس أن "منظمة الصحة العالمية تلتزم بمساعدة السلطات الوطنية والمحلية وشعب إقليم كيفو الشمالي، على منع عودة هذا الفيروس الفتاك وتعزيز الصحة العامة والرفاهية لجميع المجتمعات المعرضة للخطر."

عامل انعدام الأمن

غالبا ما أعيقت الاستجابة بسبب انعدام الأمن الناتج عن نشاط الجماعات المسلحة في المنطقة المضطربة، بالقرب من الحدود مع أوغندا، والاضطرابات الاجتماعية "التي حدت في بعض الأحيان من حركة المستجيبين"، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.

وكانت هناك مخاوف أيضا بشأن الانتشار المحتمل للفاشية عبر الحدود. ومع ذلك، وبسبب الاستجابة الفعالة، تم احتواء الفاشية داخل إقليم كيفو الشمالي.

وقالت منظمة الصحة العالمية: "في الوقت الذي انتهى فيه التفشي الثاني عشر، هناك حاجة إلى اليقظة المستمرة والحفاظ على نظام مراقبة قوي حيث من الممكن حدوث تفشيات محتملة في الأشهر المقبلة".

من المهم الاستمرار في المراقبة المستمرة للأمراض، ومراقبة الإنذارات والعمل مع المجتمعات المحلية لاكتشاف أي حالات جديدة والاستجابة لها بسرعة، وستواصل منظمة الصحة العالمية مساعدة السلطات الصحية في جهودها لاحتواء عودة إي ظهور مفاجئ وسريع لإيبولا.