منظور عالمي قصص إنسانية

كوفيد-19: حملات تطعيم اللاجئين بالأردن ولبنان تترافق مع نشر الوعي ومحاربة الشائعات

يقوم سميح بالتواصل مع اللاجئين من أجل توعيتهم وتشجيعهم من أجل الحصول على اللقاح
© UNHCR/Shawkat Alharfosh
يقوم سميح بالتواصل مع اللاجئين من أجل توعيتهم وتشجيعهم من أجل الحصول على اللقاح

كوفيد-19: حملات تطعيم اللاجئين بالأردن ولبنان تترافق مع نشر الوعي ومحاربة الشائعات

المهاجرون واللاجئون

منذ انطلاق حملة التطعيم ضد فيروس كورونا في منتصف كانون الثاني/ يناير في الأردن، تلقى نحو 5 آلاف لاجئ سوري في مخيمي الزعتري والأزرق اللقاح، وفي لبنان، تم تنفيذ مبادرات مماثلة لتشجيع 7 آلاف لاجئ في البلاد تبلغ أعمارهم 75 عاما فما فوق على التسجيل للحصول على اللقاح.

وما كانت هذه الجهود لتنجح دون مساعدة وفيرة من المتطوعين الذين يعملون على مكافحة المعلومات المضللة بشأن اللقاحات ضد كـوفيد-19 والشائعات حول الآثار الجانبية للقاح، وتشجيع اللاجئين الأكبر سنّا على تلقي التطعيم.

وتعكس جهود المتطوعين هدف أسبوع التمنيع العالمي لهذا العام (من 24-30 نيسان/أبريل)، الذي يركز على تعزيز الثقة في اللقاحات والحفاظ على مستوى تقبلها أو توسيع نطاقها.

زيادة تدريجية في تطعيم اللاجئين في الأردن

بحسب مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، كان الأردن، الذي يستضيف حالياً أكثر من 750 ألف لاجئ مسجل، بما في ذلك 665 ألفاً من سوريا المجاورة، من أوائل دول العالم التي أدرجت اللاجئين في برنامج التطعيم الوطني ضد فيروس كورونا.

ويتم تحديد أولوية اللقاح من قبل وزارة الصحة، بناء على عوامل الخطورة، بما في ذلك العمر والأمراض المزمنة والمهن، مثل العاملين في المجال الصحي.

لاجئة سورية تحصل على لقاح ضد كوفيد-19 عبر مرفق كوفاكس في مخيم الزعتري بالأردن.
© UNICEF/Moises Saman
لاجئة سورية تحصل على لقاح ضد كوفيد-19 عبر مرفق كوفاكس في مخيم الزعتري بالأردن.

ومنذ بدء حملة التطعيم في أوائل هذا العام، تلقى 5,000 لاجئ في مخيمي الزعتري والأزرق اللقاحات ضد المرض، إضافة إلى 13,000 شخص من المقيمين المسجلين في المنصة الإلكترونية للحكومة وينتظرون الحصول على موعد.

وتتوافق هذه الأرقام إلى حد كبير مع الاتجاهات الوطنية الأوسع نطاقا، وتعد الزيادة التدريجية في معدلات التطعيم خطوة إيجابية نحو مكافحة الفيروس، بحسب مفوضية اللاجئين.

إلى جانب التطعيم.. حملات توعوية

سميح (32 عاما)، من سكان مخيم الزعتري، هو أحد المتطوعين في مجال الصحة لدى منظمة إنقاذ الطفولة، من شركاء المفوضية المعنيين بالصحة في الزعتري.

عندما بدأ عمله التطوعي لأول مرة، أخذ بزيارة العائلات في الحي الذي يقطنه، ليخبرهم عن كيفية الوصول إلى الخدمات الصحية ويشرح لهم فوائد تطعيم الأطفال ضد الأمراض الشائعة. لكن بعد تفشي فيروس كورونا العام الماضي، ازدادت أهمية الدور الذي يلعبه سميح والتزامه به.

وأوضح قائلاً: "قبل فيروس كورونا، كان دوري كمتطوع في مجال الصحة المجتمعية في مخيم الزعتري مثل أي وظيفة عادية أخرى. لكن وظيفتي الآن تعني شيئاً محدداً حيث تشعر أن هناك وضعا ملحا. وقد يكون الحصول على لقاح ضد فيروس كورونا مسألة حياة أو موت".

قد يكون الحصول على لقاح ضد فيروس كورونا مسألة حياة أو موت -- المتطوع سميح

وتستهدف حملات توعوية أخرى اللاجئين في المناطق الحضرية لتشجيعهم على الحصول على اللقاح، مع التركيز على توخي الحذر من المعلومات المضللة على وسائل التواصل الاجتماعي حول الآثار الجانبية المحتملة.

يقول سميح إن جانباً كبيراً من عمله اشتمل على مواجهة المعلومات الخاطئة المتداولة على شبكات التواصل الاجتماعي: "الناس هنا خائفون بشكل عام من اللقاح. هناك الكثير من الشائعات والمخاوف بشأن الآثار الجانبية. وظيفتي هي تزويدهم بالمعلومات الصحيحة".

ويعرب سميح عن شعوره بالفخر إزاء التأثير الإيجابي لعمله: "أود أن أقول إنه بمجرد أن أتحدث مع الناس، يقرر أغلبهم التسجيل للحصول على اللقاح. التحدث يعتبر من الأمور الضرورية".

في لبنان زيارات متواصلة لمنازل اللاجئين

بحسب مفوضية اللاجئين، تم تنفيذ مبادرات في لبنان لتشجيع 7,000 لاجئ في البلاد تبلغ أعمارهم 75 عاماً فما فوق على التسجيل للحصول على اللقاح، فهم من بين أوائل الأشخاص المؤهلين للحصول على التطعيم بموجب خطة التنفيذ الوطنية التي وضعتها وزارة الصحة العامة في البلاد، والتي تغطي كافة شرائح المجتمع في لبنان، بمن فيهم اللاجئون.

وقد زارت فرق من المتطوعين اللاجئين منازل اللاجئين الأكبر سناً للتحدث معهم حول فوائد التطعيم ولمساعدتهم على التسجيل على موقع الحكومة الإلكتروني. وقد استكمل مركز الاتصال التابع للمفوضية في البلاد جهود التوعية، وهو ما يضمن الاتصال بجميع اللاجئين الذين تبلغ أعمارهم 75 عاماً وأكثر بشأن اللقاح.

ومن بين هؤلاء، اللاجئ العراقي بولس (75 عاما)، والذي تلقى زيارة من أحد اللاجئين المتطوعين لدى المفوضية وشجعه على الحصول على اللقاح وساعده في ملء الاستمارة عبر الإنترنت.

وقال بولس: "كنت متردداً، لكن بعد ذلك حدثت وفيات (من الفيروس) بالقرب منا، لثلاثة أشخاص. لذلك تشجعت وقلت لنفسي إن التطعيم أفضل".

اللقاح وسيلة "للخروج من العزلة"

بالإضافة إلى حماية اللاجئين من الفيروس نفسه، يوفر اللقاح بالنسبة للكثيرين من اللاجئين كبار السن وسيلة للخروج من العزلة. اللاجئة السورية أمينة (85 عاما) كانت تعيش بمفردها مع ابنها منذ بداية الجائحة، ولم تتمكن من رؤية أولادها التسعة الآخرين والعديد من الأحفاد.

وبعد حصولها على الجرعة، عادت لتجتمع بأفراد أسرتها الممتدة.

اللاجئة السورية أمينة، تجتمع أخيرا مع أسرتها بعد تلقيها لقاح كوفيد-19. ثلاثة أجيال من اللاجئين السوريين في لبنان يواجهون جائحة كوفيد مع بعضهم البعض.
© UNHCR/Houssam Hariri
اللاجئة السورية أمينة، تجتمع أخيرا مع أسرتها بعد تلقيها لقاح كوفيد-19. ثلاثة أجيال من اللاجئين السوريين في لبنان يواجهون جائحة كوفيد مع بعضهم البعض.

وقالت دلال حرب، مسؤولة الاتصال في مكتب المفوضية في لبنان: "بالنسبة إلى أمينة، لا يقتصر اللقاح على حماية صحتها فحسب، بل إن اللقاح فرصة لها ليلتئم شملها على نحو آمن مرة أخرى بأسرتها التي تعتني بها".