منظور عالمي قصص إنسانية

غريفيثس يجري محادثات في مصر ويحث طرفي النزاع في اليمن على "وقف الهجوم على مأرب"

مارتن غريفيثس المبعوث الخاص للأمين العام لليمن، يتحدث أمام مجلس الأمن الدولي. (من الأرشيف)
UN Photo/Manuel Elia
مارتن غريفيثس المبعوث الخاص للأمين العام لليمن، يتحدث أمام مجلس الأمن الدولي. (من الأرشيف)

غريفيثس يجري محادثات في مصر ويحث طرفي النزاع في اليمن على "وقف الهجوم على مأرب"

السلم والأمن

أكد المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن على ضرورة وقف الهجوم على مأرب،منبها من التبعات الإنسانية المأساوية للهجوم والخطر الذي يشكله على فرص استئناف العملية السياسية.

جاء ذلك خلال زيارة أجراها السيّد مارتن غريفيثس هذا الأسبوع إلى مصر استغرقت يومين، التقى خلالها بوزير الخارجية المصري سامح شكري والأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، حيث أطلعهما على الجهود القائمة من أجل التوصّل إلى وقف لإطلاق النّار في اليمن وتحسين الوضع الإنساني وإحياء عملية سياسية شاملة لحل النزاع.

وشدد على أهمية الدعم الإقليمي والدولي لإعادة اليمن إلى مسار السلام. 

ضرورة وقف القتال

كما عقد السيد غريفيثس اجتماعا عن بُعد مع رئيس مجلس النواب اليمني سلطان البركاني، أكد فيه على الضرورة الملحة لأن يتوصل الطرفان إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإجراءات لبناء الثقة.

وقال: "على الطرفين إعلاء حاجات الشعب اليمني على جدول الأولويات والتوقف عن القتال والانخراط الجاد مع جهود الأمم المتحدة"، مضيفا أنه سيستمر في "بذل المساعي الحميدة بدعم من أصحاب المصلحة المعنيين إقليميا ودوليا لوقف الأعمال العدائية العسكرية ورفع وطأة المعاناة والتوصّل إلى تسوية سلمية ومستدامة لإنهاء النزاع في اليمن".

وأجرى غريفيثس سلسلة اجتماعات مع ممثلين وممثلات عن المجتمع المدني اليمني والنساء والأحزاب السياسية والصحافيين، وتبادل معهم الأفكار وناقش المبادرات المرتبطة بالمشاركة الحقيقية لمختلف المكوّنات اليمنية في الجهود الرامية إلى تحقيق سلام مستدام في اليمن يلبّي تطلعات الشعب اليمني.

مليحة هي واحدة من بين أكثر من 14 ألف نازح إلى مأرب والجوف في اليمن خلال آواخر ديسمبر وبداية شباط 2020. (من الأرشيف)
IOM
مليحة هي واحدة من بين أكثر من 14 ألف نازح إلى مأرب والجوف في اليمن خلال آواخر ديسمبر وبداية شباط 2020. (من الأرشيف)

تدهور الوضع في مأرب

وكانت الأمم المتحدة قد أفادت باستمرار القتال الكثيف عبر مناطق الخطوط الأمامية في محافظة مأرب باليمن، مما أدى إلى موجات نزوح كبيرة منذ بداية شهر شباط/فبراير.

وفي مؤتمر صحفي في 20 نيسان/أبريل، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن حوالي 20 ألف شخص نزحوا في محافظة مأرب بين 8 شباط/فبراير و10 نيسان/أبريل، "معظم أولئك الذين أجبروا على الفرار هم من بين المليون نازح الذين يعيشون فعلا في المحافظة، وهو أكبر عدد من السكان النازحين في اليمن".

ومن المتوقع نزوح أكثر من 105 آلاف شخص مع حلول شهر أيلول/سبتمبر المقبل إذا استمر القتال.

كما أدان مجلس الأمن قبل أيام التصعيد المستمر في مأرب، وأشار أعضاء المجلس إلى أنه يفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعرّض أكثر من مليون نازح داخليا لخطر جسيم، ويهدد الجهود المبذولة لتأمين تسوية سياسية في وقت يتحدّ المجتمع الدولي بشكل متزايد لإنهاء النزاع.

المنظمات الأممية تستأنف الرحلات الجوية الإنسانية إلى مأرب

وفي المؤتمر الصحفي اليومي، قال نائب المتحدث باسم الأمين العام، فرحان حق، اليوم الثلاثاء: "أفاد زملاؤنا العاملون في المجال الإنساني بأن القتال العنيف مستمر في محافظة مأرب اليمنية. وقد قُتل أو أصيب العشرات من المدنيين".

وأكد أن المنظمات الإنسانية في الميدان تستجيب للاحتياجات الإنسانية المتنامية. "بدأت اليوم الأمم المتحدة برحلات منتظمة للخدمة الجوية الإنسانية إلى مأرب. سيؤدي ذلك إلى تقليص الرحلة من سبع ساعات إلى ساعتين، وسيساعد المجتمع الإنساني على تقديم المساعدة التي تشتد الحاجة إليها بسرعة".

وأشار إلى أنه خلال الأسابيع الأخيرة، تصاعدت الأعمال العدائية أيضا في أجزاء أخرى من اليمن، مما تسبب في خسائر فادحة في الأرواح، ومعاناة لليمنيين،- وكثيرون منهم على شفا المجاعة. وقال حق "نواصل الدعوة إلى وقف إطلاق النار في عموم البلاد".

وتحتاج الأمم المتحدة وشركاؤها بشكل عاجل إلى مزيد من الدعم للحفاظ على الاستجابة المنقذة للحياة في مأرب وجميع أنحاء اليمن. وبحسب الأمم المتحدة، يتم تمويل خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2021 حاليا بنسبة 34 في المائة، مع تلقي 1.32 مليار دولار من أصل 3.85 مليار دولار المطلوبة لتلبية الاحتياجات.