منظور عالمي قصص إنسانية

مبادرة أممية: الابتعاد عن مسار القضاء على الجوع والفقر ببطء ولكن بشكل ملحوظ في أقل الدول نموا

في دول مثل المكسيك، تهيمن المنتجات الطازجة على الأسواق على عكس العديد من الدول الغنية في غرب وشمال أوروبا.
© FAO-Magnum Photos/Alex Webb
في دول مثل المكسيك، تهيمن المنتجات الطازجة على الأسواق على عكس العديد من الدول الغنية في غرب وشمال أوروبا.

مبادرة أممية: الابتعاد عن مسار القضاء على الجوع والفقر ببطء ولكن بشكل ملحوظ في أقل الدول نموا

أهداف التنمية المستدامة

يبتعد العالم وأقل البلدان نموّا والبلدان النامية غير الساحلية والدول الجزرية الصغيرة النامية عن المسار الصحيح لبلوغ هدف القضاء على الفقر والجوع بحلول عام 2030، إذ من المتوقع أن يضيف الركود الاقتصادي الناجم عن جائحة كوفيد-19 ملايين آخرين إلى إجمالي عدد الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية في العالم.

وبحسب التقديرات، يزداد خطر انزلاق ما بين 83 و132 مليون شخص إلى الفقر المدقع والجوع بعد جائحة كـوفيد-19، حيث كان ما يقرب من 690 مليون شخص حول العالم يعانون من نقص التغذية المزمن في عام 2019، وهي زيادة بنحو 60 مليون شخص خلال خمس سنوات.

جاء ذلك خلال فعالية افتراضية لبحث آخر مستجدات مبادرة "العمل يداً بيد" المشتركة بين منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) ومكتب الممثلة السامية لأقل البلدان نموا والبلدان النامية غير الساحلية والدول الجزرية الصغيرة النامية، والتي انطلقت عام 2019.

وبحثت الفعالية التقدم الذي أحرز بشق الأنفس نحو تحقيق أهـداف التنمية المستدامة في تلك المناطق من العالم، وأشار المشاركون فيها إلى أن هذا التقدم يتآكل ببطء ولكن بشكل ملحوظ.

ففي حين بلغت نسبة انتشار سوء التغذية 8.9% على الصعيد العالمي في 2017-2019، وصلت هذه النسبة إلى 23% في أقل البلدان نموّا، و20% في البلدان النامية غير الساحلية، و16% في الدول الجزرية الصغيرة النامية.

مبادرة يداً بيد

تقوم مبادرة العمل يداً بيد على الأدلة، وتقودها البلدان، وتهدف هذه المبادرة إلى تسريع التحوّل الزراعي والتنمية الريفية المستدامة للقضاء على الفقر (الهدف الأول من أهداف التنمية المستدامة)، والقضاء على الجوع وجميع أشكال سوء التغذية (الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة)، وتعطي هذه المبادرة الأولوية للبلدان التي تكون فيها القدرات الوطنية والدعم الدولي الأكثر محدودية، أو تلك التي تكون فيها التحديات التشغيلية، بما في ذلك الأزمات الطبيعية أو التي من صنع الإنسان، هي أكبر التحديات.

وتعتمد المبادرة على آلية تمويل شاملة وتركز على البلدان التي تكافح الفقر والأمن الغذائي.

اليمن من الدول المستفيدة

يُعدّ اليمن من البلدان المستفيدة من مبادرة "يدا بيد". وقد شارك في الفعالية الافتراضية سالم عبد الله السقطري، وزير الزراعة والرّي والثروة السمكية في اليمن، وقال إن الشعب اليمني يعاني من تزايد في معدلات الفقر وانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية، ويواجه واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

وتابع قائلا: "تحتل الزراعة أهمية قصوى في التنمية في البلاد، وتعتمد عليها غالبية الأسر في ظل ارتفاع مستوى الفقر. لا شك أن المبادرة ستعمل على المساعدة في تسريع تحقيق أهداف التنمية المستدامة وخاصة القضاء على الفقر والجوع".

وبحسب الوزير اليمني، فإن أكثر من 75% من السكان يعيشون في المناطق الريفية ويستوعب القطاع الزراعي أكثر من 50% من العمالة الزراعية المباشرة.

وأضاف يقول: "نعتقد أن مبادرة يدا بيد ستكون حجر الزاوية وستضع لنا الأساس المتين من خلال إعداد استراتيجية جديدة للقطاع الزراعي والسمكي عبر إعداد بعض المشاريع الاستثمارية ذات النفع العائد على المجتمعات المحلية".

يحتاج ملايين الأطفال إلى المساعدات الإنسانية والحماية في اليمن الذي يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
UNICEF
يحتاج ملايين الأطفال إلى المساعدات الإنسانية والحماية في اليمن الذي يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم., by UNICEF

الدول الجزرية الصغيرة النامية من الأشد تضررا

وفي الفعالية الافتراضية، قالت المنسقة الإقليمية للفاو في المحيط الهادئ، زيانغجون ياو، إن دول المحيط الهادئ تواجه تحديات كبيرة حتى قبل جائحة كوفيد-19، وبعض جزر المحيط الهادئ، مثل جزر سليمان وفيجي، هي من بين الأكثر عرضة للكوارث في العالم.

وقالت السيّدة ياو إن تلك الجزر تواجه عددا من الظواهر الخطيرة مثل الأعاصير والانفجارات البركانية، مما يحمل تداعيات كبيرة على الزراعة وإنتاج الأغذية. وبالإضافة لذلك، تواجه دول المحيط الهادئ عزلة جغرافية واعتمادا كبيرا على استيراد الفاكهة وبيانات محدودة تعيق اتخاذ القرارات.

وقالت المسؤولة في الفاو: "في عام 2021، هدفنا هو تسريع تحقيق أهداف التنمية المستدامة، والحد من الفقر وسوء التغذية وانعدام المساواة، وتحسين المرونة عبر تحويل النظام الغذائي الزراعي المحلي".

وأكدت على أن مبادرة "يدا بيد" تعمل مع الدول الجزرية الصغيرة النامية لتحليل الأسباب الجذرية لانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية والفقر فيها.

أطفال يلهون على أحد الشواطئ في جزيرة إيبي في فانواتو بالمحيط الهادئ، ويقطنها نحو 300 ألف شخص.
UNICEF/Jason Chute
أطفال يلهون على أحد الشواطئ في جزيرة إيبي في فانواتو بالمحيط الهادئ، ويقطنها نحو 300 ألف شخص., by UNICEF/Jason Chute