منظور عالمي قصص إنسانية

مرفق كوفاكس يصل لمائة دولة ومنطقة هذا الأسبوع وتأكيد على سلامة أسترازينيكا "في الوقت الراهن"

لقاح ضد فيروس كورونا قد تبدأ بعض الدول بتوزيعه في الأسابيع والأشهر المقبلة.
University of Oxford/John Cairns
لقاح ضد فيروس كورونا قد تبدأ بعض الدول بتوزيعه في الأسابيع والأشهر المقبلة.

مرفق كوفاكس يصل لمائة دولة ومنطقة هذا الأسبوع وتأكيد على سلامة أسترازينيكا "في الوقت الراهن"

الصحة

من المتوقع أن يكون مرفق كوفاكس للتوزيع العادل للقاحات قد وصل هذا الأسبوع إلى 100 دولة واقتصاد، في الوقت الذي أكدت فيه منظمة الصحة العالمية أن فوائد لقاح أسترازينيكا لا تزال حتى الآن تفوق أي مخاطر.

وقد أثرت جائحة كـوفيد-19 بشكل جائر وأكثر قسوة على بعض الفئات، مما أدّى إلى تفاقم عدم المساواة في الصحة والرفاهية داخل البلدان وفيما بينها.

وفي مؤتمر صحفي من جنيف، قال دكتور تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، مدير عام منظمة الصحة العالمية، إن الجميع تأثر بالجائحة، لكنّ الأشد فقرا وتهميشا هم الأكثر تضررا من حيث خسارة الأرواح وفقدان سبل كسب العيش.

وأضاف: "في بداية العام، وجهتُ دعوة لتطعيم العاملين الصحيين وكبار السن في أول 100 يوم من عام 2021. هذا الأسبوع يصادف اليوم المائة".

وشدد مدير عام منظمة الصحة العالمية على أن الجهود المبذولة لتحقيق الإنصاف في اللقاح لن تتوقف هذا الأسبوع – بعد اليوم المائة - وستواصل منظمة الصحة العالمية دعوة الحكومات لمشاركة جرعات لقاح كوفيد-19 وسدّ الفجوة البالغة 22.1 مليار دولار من أجل التوزيع العادل للقاحات والاختبارات والعلاجات السريعة.

الحالات في تزايد

وفقا لمنظمة الصحة العالمية، تستمر الزيادة في حالات الإصابة بمرض كوفيد-19 المبلغ عنها للأسبوع السادس على التوالي، وفي الأسبوع الماضي، تم الإبلاغ عن أربعة ملايين حالة جديدة، وترجّح المنظمة أن تكون الأعداد أكبر.

ورغم الانخفاض الطفيف في الحالات في أوروبا، ثمّة زيادات عالية في عدد من الدول مثل فرنسا وتركيا وإيطاليا وأوكرانيا، والأميركيتين.

وقالت د. ماريا فان كيرخوف، رئيسة الفريق التقني المعني بكوفيد-19 في منظمة الصحة العالمية: "الأمر يتعلق بالحفاظ على التباعد البدني وارتداء الكمامة، وممارسة آداب السعال، وضمان نظافة الأيدي، ووجود تهوية جيدة وتجنب المناطق المكتظة. كل هذه الأمور لن تتغير حتى تنتهي الجائحة. ولذلك لا يمكننا الاعتماد بالكامل على اللقاحات والتطعيم".

مالي تبدأ برامج التطعيم ضد كوفيد-19، ووزيرة الصحة فتنة سيبي هي أول المتلقين للقاح.
© UNICEF/Seyba Keïta
مالي تبدأ برامج التطعيم ضد كوفيد-19، ووزيرة الصحة فتنة سيبي هي أول المتلقين للقاح., by © UNICEF/Seyba Keïta

لقاح أسترازينيكا قيد البحث

وردّا على سؤال من أحد الصحفيين بشأن ما قاله مسؤول في وكالة الأدوية الأوروبية بشأن وجود علاقة بين لقاح أسترازينيكا وجلطات الدم، قال د. روغيريو بينتو دي سا غاسبار، مدير التنظيم والتأهيل في منظمة الصحة العالمية، إن الوكالة نفت وجود رابط بين اللقاح وحالات الجلطات في الوقت الحالي، لكنّه أوضح أن مجموعة من اللجان والوكالات والسلطات التنظيمية تنظر في معطيات جديدة تتدفق كل يوم وتعمل على تقييم تلك المعطيات.

وقال: "لا يوجد رابط في هذه الأثناء بين اللقاح وجلطات الدم. بلا شك الأمر قيد التقييم، وننتظر بعض ردود الفعل من اللجان في الأيام والساعات المقبلة"، مشيرا إلى توقع إعلان النتائج لاحقا هذا الأسبوع، إما يوم الأربعاء أو الخميس.

وتابع د. روغيريو يقول، في الوقت الراهن فإن توازن فوائد لقاح أسترازينيكا مقابل المخاطر "لا يزال إيجابيا إلى حدّ كبير".

دعوات لاتخاذ إجراءات عاجلة لصحة الجميع

وعشية  يوم الصحة العالمي (7 نيسان/أبريل 2021)، أصدرت منظمة الصحة العالمية خمس دعوات لاتخاذ إجراءات عاجلة لتحسين الصحة لجميع الناس:

أولا، الاستثمار في الإنتاج العادل والوصول إلى الاختبارات السريعة لكوفيد-19 والأكسجين والعلاجات واللقاحات بين البلدان وداخلها.

وثانيا، الاستثمار الجاد في الرعاية الصحية الأولية وتوفير الخدمات الصحية لكل فرد في كل مجتمع.

مدير عام منظمة الصحة العالمية، د. تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، خلال أحد المؤتمرات الصحفية
مدير عام منظمة الصحة العالمية، د. تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، خلال أحد المؤتمرات الصحفية, by UN Photo/Evan Schneider

وقال د. تيدروس: "لقد كشفت الجائحة عن هشاشة أنظمتنا الصحية. ومع توقف الخدمات الأساسية مؤقتا، عادت العديد من الأمراض للظهور. لا يزال نصف سكان العالم على الأقل يفتقر لخدمات الصحة الأساسية، والنفقات من الجيب على الصحة تدفع بما يقرب من 100 مليون شخص للفقر كل عام".

وتدعو منظمة الصحة العالمية الحكومات للوفاء بالهدف الذي أوصت به المنظمة المتمثل في إنفاق نسبة 1% إضافية من الناتج المحلي الإجمالي على الرعاية الأولية.

وثالثا، إعادة تنظيم الصحة والحماية الاجتماعية، للتخفيف من الأثر السلبي للجائحة على الفقر والتعليم والتغذية والصحة العامة.

ورابعا، بناء أحياء آمنة وصحية وشاملة، من خلال تحسين أنظمة النقل، على سبيل المثال، ومرافق المياه والصرف الصحي. وبحسب المنظمة، يعيش حاليا 80% من سكان العالم الأشد فقرا في المناطق الريفية، حيث 7 من كل 10 أشخاص يفتقرون إلى الخدمات الأساسية للصرف الصحي والمياه.

وخامسا، تدعو منظمة الصحة العالمية لتحسين نظام البيانات والمعلومات الصحية، لمعرفة أماكن عدم المساواة ومعالجتها.

وقال د. تيدروس: "من المهزلة أنه في بعض البلدان يظل العاملون الصحيون والمجموعات المعرّضة للخطر غير محصنين".