منظور عالمي قصص إنسانية

منظمة الصحة العالمية: توزيع لقاحات كوفيد-19 بطيء بشكل غير مقبول في أوروبا وزيادة الحالات في القارة وشرق المتوسط

اللقاحات ضد كوفيد-19 تصل إلى البوسنة والهرسك عبر مرفق كوفاكس.
© UNICEF/Almir Panjeta
اللقاحات ضد كوفيد-19 تصل إلى البوسنة والهرسك عبر مرفق كوفاكس.

منظمة الصحة العالمية: توزيع لقاحات كوفيد-19 بطيء بشكل غير مقبول في أوروبا وزيادة الحالات في القارة وشرق المتوسط

الصحة

شهد الأسبوع الماضي زيادة كبيرة في الإصابات بمرض كوفيد-19 في غالبية بلدان الإقليم الأوروبي، مع تسجيل 1.6 مليون حالة جديدة وما يقرب من 24 ألف وفاة. وفي منطقة شرق المتوسط، أبلغ الأردن وإيران والعراق عن أكبر عدد من الحالات الجديدة. وسجل الأردن وإيران وباكستان أكبر عدد من الوفيات الجديدة.

هذا بحسب منظمة الصحة العالمية، التي شددت على أهمية الإسراع بتوزيع التطعيم حيث تتزايد الحالات الجديدة في الإقليم الأوروبي في كل فئة عمرية، باستثناء فئة واحدة وهي 80 عاما فما فوق، وهو ما يُعدّ مؤشرا مبكرا على فعالية اللقاحات.

وقالت المنظمة في بيان، إن المنطقة الأوروبية تظل ثاني أكثر المناطق تضررا بسبب كـوفيد-19، حيث يقترب إجمالي عدد الوفيات بسرعة من المليون والعدد الإجمالي من الحالات يقترب من تجاوز 45 مليونا.

وأشارت إلى أن البطء في توزيع اللقاحات "غير مقبول"، مؤكدة على أهمية الاستمرار في تطبيق الإجراءات الصحية والاجتماعية العامة للتعويض عن التأخير، بما في ذلك التباعد البدني واستخدام الكمامات.

وحتى الآن، تلقى 10% فقط من إجمالي سكان الإقليم الأوروبي جرعة واحدة من اللقاح، و4% أكملوا الجرعتين. و27 دولة في الإقليم تفرض حالة إغلاق جزئي أو كلي، فيما أبلغت عدّة دول عن انتشار الفيروس المتغيّر B117 الأسرع انتقالا والذي تم تحديده لأول مرة في المملكة المتحدة.

"اتجاه مقلق" في شرق المتوسط

جزيئات فيروس كما يتم تخيلها رقميا.
NIH

وفي مؤتمر صحفي افتراضي حول وصول لقاحات كوفيد-19 وتوزيعها في إقليم شرق المتوسط، قال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية د. أحمد المنظري، إن المنظمة تشهد اتجاها يبعث على القلق فيما يتعلق بعدد الحالات في الإقليم- الذي يضم 22 بلدا ومنطقة من المغرب غربا إلى أفغانستان شرقا.

وأضاف يقول: "هناك عدة عوامل يمكن أن ترتبط بهذه الزيادة في الحالات الجديدة. ويمكن تفسير بعض هذه الزيادة، بزيادة انتشار التحوُّرات المثيرة للقلق، التي نرصدها عن كثب".

ووفقا للمنظمة، أَبلغ أربعة عشر بلدا عن زيادة كبيرة في الحالات الأسبوعية هذا الأسبوع مقارنةً بالأسبوع الماضي، وحذرت المنظمة من زيادات أكثر في الحالات والوفيات مع حلول شهر رمضان وعيد الفصح.

وقال د. المنظري: "بينما ندرك أن هذه المناسبات مُهمَّة وتستحق الاحتفال، فإننا نحثكم جميعا على مواصلة حماية أنفسكم وحماية الآخرين. ونحث جميع الحكومات على تقديم الدعم اللازم الذي ظهرت ثماره خلال العام الماضي".

ويتلقى السكان التطعيمات في 20 بلدا، وقد أُعطيت أكثر من 23 مليون جرعة حتى الآن. واستلم 12 بلدا في الإقليم بالفعل اللقاحات من خلال مرفق كوفاكس (المعني بالإتاحة العادلة للقاحات)، كان آخرها مصر واليمن.

وحذر المسؤول الأممي من تراخي الأفراد في تطبيق التدابير التي تشمل التباعد البدني، وارتداء الكمامات، ونظافة اليدين، والآداب التنفسية، وتجنب الأماكن المزدحمة، وفتح النوافذ لضمان التهوية الجيدة.

الحاجة لعشرة ملايين جرعة

 

منغوليا تبدأ بتطعيم سكانها في آذار/مارس بلقاح فايزر عبر مرفق كوفاكس.
© UNICEF/Khasar Sandag
منغوليا تبدأ بتطعيم سكانها في آذار/مارس بلقاح فايزر عبر مرفق كوفاكس.

أدّى النقص العالمي في اللقاحات إلى تأخير في توفير عشرات الملايين من الجرعات التي كان يعول عليها مرفق كوفاكس.

وفي المؤتمر الصحفي الاعتيادي من جنيف، قال د. تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، إنه قدّم في الأسبوع الماضي، طلبا عاجلا إلى البلدان لتوفر 10 ملايين جرعة من اللقاحات على الفور لمرفق كوفاكس.

وستكون الجرعات الإضافية تلك إجراء عاجلا لسد الفجوة بحيث يمكن أن تبدأ 20 دولة بتطعيم العاملين الصحيين وكبار السن، قبل اليوم المائة الذي حدده د. تيدروس كإطار زمني لتطعيم جميع العاملين الصحيين والفئات الأكثر عرضة للخطر حول العالم وهو تاريخ 10 نيسان/أبريل 2021.

وأضاف يقول: "أمامنا تسعة أيام حتى نصل إلى اليوم المائة من العام، ولا يزال هدف بدء توفير لقاح كوفيد-19 للعاملين الصحيين وأولئك المعرّضين للخطر في جميع البلدان في متناول أيدينا".

وقد قدّم مرفق كوفاكس بالفعل 35 مليون جرعة من لقاحات كوفيد-19 إلى أكثر من 78 دولة.

عام العاملين الصحيين

وفقا لمنظمة الصحة العالمية، توفي عدد كبير جدا من العاملين في مجال الصحة والرعاية بسبب جائحة كوفيد-19، وأصيب الملايين منهم، وأدت الجائحة إلى خسائر فادحة في صحتهم الجسدية والعقلية مع آثار مدمرة على أسرهم ومجتمعاتهم.

وقال المدير العام للمنظمة: "هذا هو عام العاملين في مجال الصحة والرعاية، ونعلم أنه حتى قبل جائحة كوفيد-19، كان هناك عجز لا يقل عن 18 مليون في عدد العاملين الصحيين".

ودعا إلى وضع العاملين الصحيين في المقدمة، وتدريبهم وحمايتهم ودعمهم للقيام بعملهم بأمان وفعالية، مشيرا إلى أن التعافي الحقيقي من كوفيد-19 يتطلب استثمارات إضافية في الصحة والبشر.

وقال: "يحتل العاملون في مجال الصحة والرعاية موقع الصدارة في الاستجابة لجائحة كوفيد-19، ويلعبون دورا حاسما في حمايتنا جميعا".